الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارهاصات انتفاضة فلسطينية تلوح في الأفق ، بالضد من نهج السلطة وتنسيقها الأمني

عليان عليان

2021 / 12 / 31
القضية الفلسطينية


بقلم : عليان عليان
المتتبع لتفاصيل المواجهات ما بين جماهير شعبنا في بلدات برقة وسبسطية ودير شرف وفي بقية المدن والبلدات في الضفة الفلسطينية ،، وبين قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين يخرج باستخلاص محدده مفاده أن الضفة تغلي كالمرجل ، وجاهزة لتطوير الاشتباك مع الاحتلال وإشعال انتفاضة جديدة ، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الجرأة في المواجهات وتكامل الفعل المقاوم لأبناء مدننا وقرانا ومخيماتنا في الأرض المحتلة.
وهنا لا بد من التحذير بأن قيادة السلطة الفلسطينية تبذل قصارى جهدها لمنع تحول الهبة الشعبية إلى انتفاضة شاملة ، حيث جاء لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وزير الحرب الإسرائيليي "بيني غانتس" في الثامن والعشرين من كانون أول (ديسمبر ) الجاري ، لبحث سبل تطوير التنسيق الأمني لمنع نشوب انتفاضة فلسطينية جديدة.
وتقتضي المصارحة والمكاشفة القول : أن ظروف عديدة تهيأت لإطلاق الانتفاضة عدة مرات ، منذ إجهاض انتفاضة الأقصى عبر تفاهمات " تينيت – ميتشيل وعبر مؤتمر شرم الشيخ في 8 فبراير (شباط) 2005، تمثلت على سبيل المثال لا الحصر في هبة الدهس والسكاكين عام 2015 ، وهبة القدس لإفشال مخطط البوابات الالكترونية في تموز 2017 ، وهبة باب الرحمة 2019 ، وهبة القدس الرمضانية (13 أبريل/نيسان 2021). لكن هذه الهبات التي كانت مرشحة لأن تتحول إلى انتفاضات عارمة ، أجهضت جراء قرار سياسي من السلطة الفلسطينية بعدم السماح باندلاع انتفاضة جديدة ، وفقاً لرؤيتها بأن إطلاق الانتفاضة يؤثر على جهود عملية السلام المزعوم ، وفي الذاكرة تصريح رئيس السلطة الفلسطينية " بأنه لن يسمح باندلاع انتفاضة جديدة ".
مرحلة جديدة في المقاومة الشعبية :
ولا داعي للخوض بشكل مفصل في الحديث عن العوامل التي تهيئ المجال لتفجير انتفاضة جديدة في المرحلة الراهنة ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة واعتداءات المستوطنين على المواطنين وعلى ممتلكاتهم ، وتمادي العدو في شق الطرق الاستيطانية التي جرى تغطيتها باتفاق أوسلو 2 1995 ، والتي تلتهم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، والقمع غير المسبوق لقوات الاحتلال التي حصلت على ترخيص من حكومة العدو بإطلاق الذخيرة الحية على كل من يقذف الحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين ، وعدم الاكتفاء بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام والقنابل الصوتية.
ما حدث في قرية برقة شمال نابلس ، يؤشر إلى مرحلة جديدة في النضال الشعبي حين تصدى الأهالي لمسيرة ضخمة للمستوطنين في طريقهم إلى بؤرة حوميش الاستيطانية بهدف إعادة بنائها ، ولدى انتشار خبر المسيرة والمواجهات بين برقة والمستوطنين حتى تجلى المشهد المقاوم بأبهى صوره ، حين اندفع المئات من أبناء القرى المجاورة لنجدة أبناء شعبهم في برقة ، ليخوضوا على جنبات الشارع الذي تسلكه المسيرة وداخل البلدة وفي محيطها معارك بالحجارة والمقاليع ضد قوات الاحتلال والمستوطنين
توافد المئات من أبناء شعبنا في القرى المجاورة (قريوت ، دير شرف، بيت دجن، سبسطية وغيرها من القرى) إلى قرية برقة شمال مدينة نابلس، لمساندة الأهالي للتصدي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، التي أسفرت عن إصابة 247 مواطنا من أبناء القرية ومن أبناء القرى الذين هبوا لنجدتها ، بإصابات مختلفة جراء الغاز في حين أصيب عشرة من الشبان برصاص قوات الاحتلال.
وهذا المشهد التكاملي في النضال ضد الاحتلال والمستوطنين دفع بقوات الاحتلال إلى إصدار أمر بوقف مسيرة المستوطنين ، ما شكل انتصاراً جماهيريا حفز القرى الأخرى أن تصعد المواجهة ضد المستوطنين ، بعد أن أدركت أن قوات الاحتلال لن تنفرد بواحدة منها في ضوء أنموذج النجدات لبلدة برقة .
خصائص الهبة الشعبية :
لقد باتت مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، في القدس ( سلوان والشيخ جراح ومخيمي شعفاط وقلندية) وفي جنين ، ونابلس ورام الله والخليل وطول كرم وقلقيلية، وفي بقية أرجاء الضفة ، تخوض معركة مفتوحة مع المستوطنين وفق خصائص جديدة تذكرنا بمجريات انتفاضتي الحجارة والأقصى وأبرز هذه الخصائص :
1-عدم السماح لقوات الاحتلال والمستوطنين بالانفراد بكل قرية على حدة ، إذ أنه عندما يتوجه المستوطنون إلى أية بلدة فلسطينية بدعم من جيش الاحتلال ، حتى تهب القرى الأخرى لنجدتها.
2- عدم اكتفاء المواطنين بالدفاع التكاملي عن مدنهم وقراهم ، بل اللجوء إلى تكتيك الهجوم على النحو الذي أجبر قوات الاحتلال، إلى اتخاذ قرار بمنع مسيرة المستوطنين من مواصلة سيرها إلى بؤرة حومش الاستيطانية.
3- ترافق المواجهات مع الاحتلال والمستوطنين بهجمات نارية ودهس في أكثر من موقع كما حصل في حادث إطلاق النار على حاجز حوارة جنوب نابلس، وإلقاء القنابل الحارقة على دوريات العدو في جنين وغيرها من المدن الفلسطينية .
4- لجوء أبناء بعض القرى إلى إشغال قوات الاحتلال والمستوطنين حال هجوم المستوطنين على بلدة ما ، وذلك لتشتيت وإرباك الاحتلال .
نحو تطوير الهبة الهية الشعبية إلى انتفاضة شاملة :
أمام هذا التطورات يتوجب على فصائل المقاومة أن تضع خطة لمواجهة التطورات الراهنة وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي :
أولاً: -تشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية وغيرها وبرمجة نضالاتها باتجاه تطوير الهبة الشعبية إلى انتفاضة شاملة ، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن كوادر الفصائل تلعب دوراً هاماً في تفعيل المقاومة الشعبية في القدس ونابلس وجنين وبيتا وبرقة وفي عموم أرجاء الضفة .
ثانياً - أن تأخذ فصائل المقاومة دورها في منع تغول الأجهزة الأمنية على جماهير الشعب الفلسطيني لمنعها من إطلاق انتفاضة جديدة ، خاصة وأن مهمة هذه الأجهزة باتت منحصرة في حماية المستوطنين.
ثالثاً : تعميم تجربة بلدتي "برقة وبيتا" في المقاومة اللتان باتتا مثالاً يحتذى به في أساليب المقاومة ، وفي النفس الطويل وعدم التراجع رغم حجم التضحيات على صعيد الشهداء والجرحى.
رابعاً : أن يقوم الأهالي في القرى المحاطة بالمستوطنات بقطع الطرق على المستوطنين وعدم انتظار أن يقوم المستوطنون بقطع الطرق ، وتنفيذ مهمات ضرب المستوطنين ومنشآتهم الاقتصادية.
خامساً : تشكيل لجان حراسة نهارية وليلية في مختلف قرى الضفة الغربية ، كما هو حاصل في مخيم الدهيشة وبلدة بيتا تعمل بالتناوب ،حتى لا يحقق المستوطنون وقوات الاحتلال عامل المفاجأة ، واستخدام مآذن المساجد وأجراس الكنائس وسيلة لإعلان النفير في مواجهة المستوطنين حتى لا يتمكنوا من الانفراد ببعض الأحياء والعائلات الفلسطينية.
سادساً : اللجوء إلى تكتيك " خير وسيلة للدفاع الهجوم " ما يتطلب من أبناء القرى الفلسطينية في مواجهة هجمات المستوطنين على مزارعهم لتدميرها وحرق أشجارها ، عدم الاكتفاء بالتصدي لهذه الهجمات، بل العمل على مشاغلة المستوطنين بالهجمات على المستوطنات عبر مختلف الوسائل ومن ضمنها إضرام النار في منشآتها .
سابعاً : دعم المقاومة الشعبية بالنار وفق ما تيسر من أسلحة من قنابل حارقة وغيرها رداً على استخدام الاحتلال الرصاص الحي .
وأخيراً : يتوجب على فصائل المقاومة رسم استراتيجية شاملة لمواجهة تحديات الاستيطان والمستوطنين في عموم المناطق المحتلة، وخاصةً في المناطق " ج" التي تضم معظم المستوطنات، وتشكل 60 في المائة من مساحة الضفة الفلسطينية، وتختزن في جوفها ثروات الضفة الزراعية وأحواض المياه الرئيسية ، تلك المناطق التي ارتكب المفاوض الفلسطيني في اتفاق " أوسلو 2" عام 1995 جريمة كبرى بقبوله وضعها تحت السيطرة الكاملة للاحتلال .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟