الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساعدات الانسانية للاجئيين الصحراويين ..تدخل على الخط في التوظيف السياسي ..!؟

السالك مفتاح

2006 / 8 / 31
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


شهر سبتمبر يدخل ولاجئو الصحراء الغربية الذين يعيشون في المخيمات منذ ثلاثين سنة ويزيد، بدون رصيد من المساعدات التي دابت ان توفرها لهم ومنذ منتصف الثمانينات، المنظمات الدولية المعنية بقضايا اللاجئيين بعد ان دخلت هذه المساعدات في اجندة النزاع الذي تخوضة البوليساريو في مواجهة الاطماع المغربية في تلك المنطقة التي لاتزال على ذمة تصفية الاستعمار ...!؟
خلال الأعوام الأخيرة كان مخزون المساعدات يكفي لتغطية أربع إلى ستة أشهر حتى وإن انقطعت المساعدات، أما في الوقت الراهن، فيحصي اللاجئون الشهر الأخير كقوام لما تبقى لهم من مواد غذائية، أما بعده فالله وحده يعلم بمصير آلاف من البشر الذين يمدون اليد إلى السماء لرفع الأوضاع المأساوية الناتجة عن الإجراء الأممي..يندبون حظهم بعد ان دخلت هذه المساعدات في التوظيف السياسي مثل ما كان مع الزيارات العائلية وغير ذلك من اوجه النزاع الانسانية مثل اسرى الحرب واشكالية المختطفين ..!!
اخر فصول المسالة ، قرار مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئيين وبرنامج الغذاء العالمي، 22 غشت، الذي قلص رقم المستفيدين( من 158 الف الى 90 الف فقط) بعد معركة مد وجزر، كانت هذه المنظمات تخوضها بالوكالة عن الرباط وباريس ومدريد ، التي ادركت اهمية وحيوية القضية للتاثير على مواقف البوليساريو التي ترفض جملة وتفصيلا تاسيس القضية او اخراجها عن سكتها الانسانية او حلها خارج اطار ها الدولي كونها ظاهرة لصيقة بنزاع الصحراء الغربية ..!! وحتى الان لم يتم التوقيع على ما عرف بميثاق العمل الذي ظل يؤطر العمل الانساني بمخيمات لاجئ الصحراء الغربية الذين فضلوا طيلة العقود الثلاثة ان يعاملوا كلاجئ قضية سياسية وليسوا بلاجئ البطون كما ترغب الرباط ومن يقف خلفها في معالجة لمعضلة .. وهذا هو بيت القصيد في حرب التجويع التي تريد الرباط تمريرها لمعاقبتم ..!؟
و كل المؤشرات بمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف تنبئ بكارثة إنسانية غير محمودة العواقب، لقد زاد الماكثون في الخيم جوعا، في فصل الحر، موازاة مع اضطرار السلطات الصحراوية، إخراج ما بقي في مخازنها من مواد غذائية، وأي مواد، عدس وقليل من الفرينة والسكر، كنتاج طبيعي لنفاد مخزون المساعدات بعد أن قرر كل من البرنامج العالمي للتغذية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقليصها بنسبة 43% في نهاية حرب الارقام حول اللاجئيين والتي تشبه معركة تحديد الهوية ومقاييسها والتي كللت بنتائج ناقضت الاطروحة المغربية والتي جعلت الرباط تشهر التنصل من مسار التسوية وتلجأ للعرقلة المباشرة ودون سابق انذار ..!!
المتمعن في القرار يخيل له أن اللاجئين يعيشون حياة البذخ، بمساعدات تنزل من السماء، لكن الواقع يكذب مزاعم من لم يزر المخيمات يوما، فالمساعدات الغذائية، كما قال رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، السيد بوحبيتي ل(جريدة الخبر الجزائرية،غشت06)، لم تكن تفي بمعايير التغذية الضرورية المتعارف عليها عالميا، حتى قبل أن تقلص•• وفي دراسة قام بها معهد إيطالي متخصص في الدراسات الصحية الغذائية اين ران شهر مارس 2005، ثبت بأن أكثر من 66 بالمائة من النساء في سن الإنجاب يعانين فقر الدم، ويعاني من الداء نفسه 68 بالمائة من الأطفال، كما أن 35 بالمائة من الأطفال يشكون سوء التغذية، نسبة 7 بالمائة منهم صنفوا في خانة سوء تغذية حاد ، لذلك، يعاني معظم الأطفال في المخيمات من تأخر في النمو، الدراسة التي ضخت من أجلها منظمة اليونيسكو غلافا ماليا ضخما لصالح المعهد الإيطالي، لخصت الأسباب في: عدم تنوع السلة الغذائية•• يعلق عليها المسؤول الصحراوي انها سلة جافة، تقتصر على الحبوب، لا بروتونات فيها ولا فيتامينات ، كما نبهت خلاصة الدراسة إلى نوعية المياة غير الصحية ..
اللافت ان توصيات الدراسة أسقطت الأمم المتحدة في تناقض صارخ، فبينما يوصي تقرير اليونيسكو الصادر في شهر يوليوز 2005، بضرورة وضع برنامج خاص لتنويع السلة الغذائية، بالإضافة إلى توصيات أخرى، تلجأ في أقل من شهر عن صدوره، الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار تجويع اللاجئين، بدلا من الأخذ بتوصيات اليونيسكو ، مثلما أوضح مسؤولو الهلال الصحراوي للجريدة الجزائرية ..!!
الحقيقة كما هي موثقة في تقارير المنظمات الدولية ومترسخة في قناعة المغرب وحاكميته ، ان القرار الاممي لن يكون سوى سحابة صيف عابرة امام أمام رجال ونساء، يفضلون الموت على الانصياع لارادة تريد التلاعب بمصيرهم وبقضيتهم ..!!
الامر الجدير بالملاحظة ان تواجد الامم المتحدة بالمنطقة ووقف اطلاق النار ، قد فتح اعين الصحراويين وحتى خارج المخيمات على هشاشة دور الأمم المتحدة وضعفها في مواجهة الابتزازت المغربية وتاثيرها ، واكثر من هذا ازدواجية المعايير في تطبيق المشروعية الدولية ..!!
لقد كان لافتا ذلك التزامن بين تصريح ملك المغرب يوم 20 غشت 2005،الذي اتهم فيه البوليساريو بما اسماه المتاجرة ب المساعدات الموجهة للاجئين لشراء الأسلحة على حد زعمه ، وقرار كل من البرنامج العالمي للتغذية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بتقليص المساعدات إلى النصف ، قبل هذا القرار، طالبت المنظمات الأممية المسماة الداعمة الحكومة الصحراوية، إجراء إحصاء شامل لعدد اللاجئين بعدما شككت في الرقم المعتمد بـ158 ألف لاجئ، لكن الصحراويين رفضوا طلب المنظمات، بالموازاة مع ذلك، قدمت فرقة تفتيش أممية إلى المخيمات بغرض التأكد من وصول المساعدات كاملة إلى العائلات الصحراوية.. المفاجأة ان نتائج التفتيش لم تكن لتساير مزاعم المملكة المغربية، بل أكدت وصول المساعدات من دون تحويل، لدى تتبعها مسار المواد الغذائية انطلاقا من ميناء وهران البعيد عن المخيمات بـ2000 كلم، والأقرب إلى المخيمات، رغم ذلك أتخذ القرار يكشف مسؤول الهلال الصحراوي .
السؤال الذي ينبغي ان يوجه أي هيئة أممية هاته التي بدلا من أن تحمي اللاجئين، تسعى إلى تجويعهم؟!
وفي مواجهة فصاحة الحقيقة لم تجد المنظمات الأممية ردا شافيا عن سبب اعتماد مساعدة الرقم 90 ألف لاجئ .. غير كلمة مبهمة:" الاكثر تضررا" ..!!
المفارقة ان بعثة المنورسو وقفت على نتائج عمل لجنة تحديد الهوية بنفسها ونتائج سبر الاراء التي اعدتها مفوضية الامم المتحدة للاجئيين ( وعلى الارض) في افق تنظيم اسنفتاء تقرير المصير الذي عرقله التعنت المغربي من قبل ..!؟ واكثر من هذا ويزيد ان نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، رضوان نويصر، اعترف أن الرقم حدد عشوائيا •
لماذا لم يعد الصحراويون يكترثون بالمنظمات الدولية، بعد ان منحوها كامل الثقة ، ان لم نقل ثقة عمياء .!؟ الان سحبوا ثقتهم بعد ان ادركوا انها مجرد مظلة لتنفيذ سياسة دولية ، تلعب فيها بعض الدوائر لعبة قذرة ..!!
فبعثة المينورصو المنتهية عهدتها جاءت لمخيمات في مهمة أممية فسقطت من حيث لا يدري احد في غرام مع الاطروحة المغربية ، كما كشف السفير الامريكي الاسبق فرانك رودي ، وهو ما جعل الممثل الشخصي للامين العام وقتها السويسري الجنسية(السيد هانز) يقدم على الاستقالة مثلما فعل الامريكي بيكر من بعده ..!؟ والمفوضية السامية للاجئين تتحصل على الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي وترفض تسخيره لفائدة اللاجئين • ففي غشت 2005 ضخ الاتحاد الأوروبي 700 ألف أورو في حساب المفوضية من أجل ترميم 20 مدرسة في المخيمات التي تضررت من أمطار شهر فيراير الفارط التي خلفت العديد من الضحايا بعد سنة كاملة لم ترمم ولو مدرسة واحدة والتلاميذ مهددون بعدم التمدرس خلال الثلاثي الأول من الموسم القادم، بينما تحجز المفوضية الأموال الحديث لرئيس الهلال الاحمر الصحراوي ••• و طيلة 30 سنة لم تقدم المفوضية ولا منحة واحدة لطالب صحراوي ولم تتكفل بإجلاء مريض واحد سواء للجزائر أو إلى الخارج... •
السؤال الذي يطرحه في كل مرة اللاجئون الصحراويون : ماذا ينتظر من منظمة، تكلفة موظفيها الخمسة في المخيمات يزيد عما تقدمه المفوضية في برنامجها لصالح قطاع التربية الذي يضم 33 ألف تلميذ، وأجر الموظف الواحد منهم يفوق ما تقدمه سنويا لقطاع الصحة•• ما ذا فعل هؤلاء للصحراويين غير ممارسة الضغوط..والدخول على الخط في صف الاخر ..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا