الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امتاع السامعين بقصص الكادحين 2

وليد حكمت

2006 / 8 / 31
حقوق الانسان


اجتمعنا في تلك الليلة لنجتر بعضا من آلامنا المزمنة كنا نشعر بقسوة الواقع وشدة وطأته على صدورنا .. ما هي البشارة يا أبو سامي ؟؟؟ انفرجت أسارير أبو سامي, أجبته: ألم تسمع آخر أخبار حكومة رفع الأسعار وهتك الأستار؟ أصدر قهقهة فيها شيء من الألم الممزوج بالحزن وقال: وكأنه أحس بشيء ما سيعكر مزاجه,: هات ما عندك, أنا أعلم انه لا يأتي من الغرب شيء يسر القلب. على عيني يا أبو سامي هات القهوة أولا ...لقد طالعت صحيفة اليوم وقرأت خبرا في زاوية صغيرة بشأن التوجه لرفع أسعار مشتقات النفط في الأردن ... أجاب أبو سامي : لماذا؟؟ ألم تكتف الحكومة بأن جردتنا من كل شيء؟؟ حتى من ذواتنا يا أخي صار عندنا انفصام في الشخصية صار الواحد يمشي ويحكي مع نفسه , كله بسبب ما يقال في الأعلام وما نراه متناقضا على ارض الواقع؟ شد الأحزمة , البدائل النفطية,الوطن فوق كل شيء, التنمية السياسية والديمقراطية , الأردن أولا, كلنا الأردن , نصنع لأنفسنا هالات عظيمة وننفخ أنفسنا حتى نغدو كالفيلة والنهاية.....؟؟؟؟؟ ها ها ها : على ذمة الحكومة أنها تسعى لتحرير أسعار النفط كي تتساوق مع الأسعار العالمية كي يرضى علينا الرأسمال المدلع ... طيب متى ستحررنا الحكومة من الفقر والاستغلال والاستبداد والمرض والقهر والألم؟؟؟ المهم أن يبقى الوطن الغالي بخير يا أبو سامي والوطن كما تعلم بدو تضحية.
الحكومة تطالب الشعب بشد الأحزمة الكف عن التبذير هل يعقل أن يقتني كل مواطن جهازا خلويا ؟؟؟ هل يعقل بأن يأكل المواطن اللحم والدجاج يا أخي إحنا أفضل من غيرنا في السودان والصومال لا يجدون....الخ

في الزيارة الأولى لرئيس الوزراء إلى مدينة معان والتي كانت مستعجلة دولة الرئيس يتكلم والكل صامت ,النقاش ممنوع (صم بكم عمي), من ضمن النصائح والتوجيهات التي أدلى بها دولة الرئيس رضي الله عنه أن ارتفاع أسعار النفط لن يؤثر على المستوى المعيشي للفقراء ومقدرتهم الشرائية _ المنهارة أصلا من أيام زمان_ الحمدلله إحنا بخير... يا أخي إحنا أفضل من مصر وووو فقط سينعكس تأثير هذا القرار على أصحاب المصانع والشاحنات و و و قالها بالحرف الواحد . هل يستطيع احد أن يناقش أو يعترض في دولة الديمقراطية وحتى لو استطاع احد الاعتراض هل سيغير من الواقع شيئا؟؟؟ لقد صادق مجلس النواب على قرار اضطهاد الشعب المتمثل برفع الأسعار... إلى هذا الحد يستهترون بالشعب ومصيره منهم لله... أجبته إن الحضور نخب منتقاة يا سيدي هل تعتقد أن ندعى نحن الكادحين إلى جلسة فيها مسؤول كبير أنت تعرف من هم المدعوون ... طبعا أصحاب الامتيازات والمخاتيرو الزعامات الشكلية وشيوخ العشائر الذين تصنعهم الحكومة المحلية في معان وقراصنة الأراضي والمثقفون الانتهازيون والمطبلون والمزمرون بمختلف فئاتهم, نحن الكادحين ينحصر دورنا كل أربع سنوات في وضع الكرت في صندوق الانتخابات لنصوت في الشخص الذي سيضطهدنا لأربع سنوات أخرى وثمة دور آخر لنا أنسيته: هو الإنتاج والكدح لأجل غيرنا لتتغذى جيوب الأغنياء ودفع الضرائب لسد عجز موازنة الوطن الغالي والترقيع خلف الفاسدين وجرائمهم والتضحية بأرواحنا من اجل هذا الوطن في الحروب التي يقررها غيرنا.

ساد الصمت برهة استرسل أبوسامي في الحديث بصوت محشرج : آه على أيام زمان ... كان كل إنسان في معان يمتلك بيتا الآن في عصر التكنولوجيا الأمور تمشي بالمعكوس ... قديما كنا نأكل مما نزرع حتى لو كان القليل,التكافل الاجتماعي, الحياة السهلة, حتى الأمراض لم نكن نعرفها إلا قليلا .. كل شيء كان له طعم حتى الحزن.. على كل حال يا أبو سامي أنصحك بأن لا تتابع الأخبار لا في الصحف ولا في التلفاز لأنه لا يأتي شيء من الغرب يسر القلب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية