الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطورمرهون بالحكم الوراثي

عبدالمحسن الرحبي

2022 / 1 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في البدء كانت الثورة الفرنسية التي اغاضت الفيلسوف الألماني هيجل الذي خصص مؤلفه فلسفة الحق صب جام غضبه على تلك الثورة التي أطاحت بالحكم الوراثي الضامن الحقيقي للتطور والاستقرار حسب هيجل الذي يرى أنه لابديل لسلطة الأمير صاحب الخبرة في الحكم وليس أن يأتي للسلطة من هب ودب التي أتت به الثورة والانتخابات خالي من أية خبرة سابقة في الحكم وهي من أخطر الاجراءات لهدم سلوك وتراث مئات السنين وتقويض الأمن والسلام في المجتمع وعلى مايبدو أن أوربا أدركت مغزى مايهدف إليه هيجل فأخذت بمنهجه حيث كانت الثورة الفرنسية وما آلت إليه من نتائج كارثية وسلبية على الشعب الفرنسي هي أول وآخر ثورة في أوربا عدى الثورة الروسية التي أطاحت بحكم القيصر وهي ثورة ذات طابع ايدولوجي ادعت أنها استندت إلى فلسفة كارل ماركس الذي حذر من قيام ثورة أو حزب بغرض إزالة الرأسمالية التي تسير حسب قانونها الخاص فهو الذي يتحكم في مصيرها من رواج وإنتعاش وتراكم وإتحاد وركود وأزمة والمسافة بعيدة بين الرأسمالية في الغرب وبين روسيا القيصرية التي تعيش أوضاع ما قبل الرأسمالية وهو الأمر الذي غاب عن بال قادة الثورة الروسية وعلى وجه الخصوص لينين منظر الحزب والثورة غابت عنه تحذيرات كارل ماركس وهو صاحب مؤلف الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية وصاحب مرسوم حق تقرير المصير للشعوب باعتباره الهدف من الثورة واستدرك واعتذر للخطأ الذي أدى إلى قيام الثورة من حيث الأساس حيث وقعت في خطأ مزدوج بين فلسفة الحق لهيجل وتحذيرات كارل ماركس في مؤلفه رأس المال وعند هذه الثورة الروسية توقفت الثورات في أوربا في حين تم الإبقاء على أنظمة الحكم الوراثي فيها لضمان الأمن والاستقرار والتطور المتدرج في القارة بينما يسود عدم الاستقرار في فرنسا و روسيا إلى اليوم فكم هي الكومونات في فرنسا والانقلابات المتتالية في روسيا فكل الثورات والحروب وكل ما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العالم تصب لصالح الرأسمالية التي تجني منها تريليونات الدولارات بل والأهم من ذلك تأجيل زوالها المحتوم ولكن ما صرح به هنري كيسنجر الوزير الأسبق للخارجية الأمريكية ونصه نحن من يملك العالم ونحن من يديره يؤكد دون شك من أن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها زعيمة الرأسمالية العالمية هي المحرض والداعم الاساسي على الثورات خارج نطاق أوربا والتي أصبحت ظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية والمشهد واضح في اندلاع أكثر من ثورة في مناطق واسعة من العالم بما فيها الشرق الأوسط حيث أطيح بأكثر من نظام حكم وراثي في هذه المنطقة مما خلق أجواء من عدم الاستقرار وإشاعة الفوضى والحروب والانقلابات المتتالية داخل كل انقلاب والمشاهد واضحة في العراق وليبيا واليمن وأفغانستان وهذا على سبيل المثال لا الحصر والتي لم تخرج من عنق الزجاجة إلى اليوم ولكن مثل ما توقف مد الثورات في أوربا توقف المد أيضا في أكثر من مكان في العالم ونجت من داء الثورة المدمر بل وأكثر من ذلك سارت واحدة من بين تلك البلدان هي السعودية على طريقة هيجل فيما يخص التعيين في مجلس الشورى بما في ذلك الكوتا بمؤهلات وخبرات عالية لايمكن للانتخابات التي مقتها هيجل أن تأتي بمثلها وميزة أخرى تتصف بها أنظمة الحكم الوراثي وهي الانتقال السلس إلى من يلي الملك أو الأمير أو السلطان دون الدخول في دوامة العنف والحروب في من يخلف رئيس الجمهورية بعد وفاته والشيء الهام أن الاثنين هيجل وكارل ماركس متفقين على أن الحكم الوراثي هو الضامن في سير التطور الآمن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟