الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستئصال ( البعث ) .. ضرورة عراقية .. وقومية ؟

داود البصري

2003 / 5 / 18
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



  
   
 لم يكن العراقيون بحاجة لفتوى من السيد الوالي الأميركي الجديد ( بول برايمر ) تجيز لهم إقصاء ومعاقبة حزب البعث ورموزه الإرهابية، وقياداته الفاشية، وأفكاره النازية والعنصرية ,وإبعاده عن حياتهم المستقبلية ؟ بل أن إحدى أهم جوانب مأساتهم تكمن في حماية الأميركيين وتواطئهم المفضوح مع العديد من عناصر الإجرام البعثية، ومنع العراقيين من أداء واجبهم الوطني في التعامل مع البقايا الإرهابية لذلك الحزب والتنظيم الإرهابي المقيت الذي زرع العراق من أقصاه مقابرا جماعية رهيبة تؤشر بالعار الأبدي على كل من حمل شارة الحزب وإنتمى إليه ليس من العراقيين فقط بل من العرب أجمعين وعلى إعتبار أن البعث ملة واحدة ؟ وإن عقلية الإرهاب والإجرام المترسخة في رؤوس البعثيين هي واحدة من أهم عوامل وحدتهم الفكرية والتنظيمية والسلوكية!، وهو الحزب الذي حقق بإمتياز وتفرد ماعجزت عنه كل القوى المعادية للعراق والأمة العربية من ضعف وتنكيل وإرهاب وتكسيح وتبديد لكل منابع ومقومات القوة الذاتية أو الأمن القومي العربي ؟ الذي ذهب مع الريح بفضل سياسات العبث القومي البعثية؟، وإذا كان الوالي بريمر قد تحدث مؤخرا عن إستئصال البعث من الحياة السياسية في العراق، فهو إنما يحاول بذلك إصلاح خطل وخلل إستراتيجي خطير وقعت به الإدارة الأميركية في منع العراقيين من الوصول لأهدافهم المشروعة في تتبع ومعاقبة مرتكبي جرائم الإغتيالات الجماعية والتدمير المنهجي المنظم، وخصوصا أن جرائم القتل الجماعية ستكون مدخلا تاريخيا وإنسانيا ووثائقيا حاسما في تلطيخ سمعة الحزب ووصمه بصفات النازية والعداء للجنس البشري لأبد الآبدين، وحيث ستكلل بالعار هامات كل الأنظمة والجماعات والتيارات والأقلام والأحزاب والشخصيات التي تعاونت مع هذا الحزب وسهلت له مسارب تمدده قطريا وقوميا وتحالفت إعلاميا معه لتمرير أكاذيبه وأساليبه الخبيثة ؟ ولا أدري ماهو رأي ( المؤتمر القومي العربي ) البيروتي ؟ ولا رأي الجماعات والنقابات والأحزاب العربية ؟ ولا الجماعات الدينية السياسية التي وقفت مع صدام ونظامه البائد المجرم ؟ وكذلك أود سماع رأي السيد الرنتيسي والشلح ومعن بشور وفهد الفانك وعطوان والمسفر وبقية فرق حسب الله في الصحافة العربية ؟ وأود أن يخصص السيد فيصل القاسم حلقة خاصة من برنامجه الشهير ( الإتجاه المعاكس )
 عن إجرامية وإرهاب حزب البعث ودوره التخريبي في السياسة العربية ؟ ولكنه لن يفعل قطعا ؟ والأسباب كثيرة ومتنوعة بعضها ذاتي وبعضها موضوعي؟
 الحزب البعثي قد مات للأبد ولافائدة من أية نقاشات عقيمة حول أدوار سياسية مستقبلية، ولكننا ونحن نتحدث عن إستئصال البعث ليس في ذهننا على الأطلاق الأساليب البعثية في الإستئصال ! فلاندعو ( لأنفال ) جديدة على القياس البعثي ؟ ولاندعو للمحاسبة العشوائية والقتل على الهوية ؟ ولا لإصدار بيانات رهيبة كبيان البعثيين الموجه ضد مخالفيهم عام 1963 والمسمى ( البيان رقم 13 )
 والذي دعا لسحق الشيوعيين وكل المخالفين ( حتى العظم )!! لاحظوا حجم الحقد ضد البشرية في الإصرار على سحق العظام؟، كما أننا لاندعو قطعا لإنفلات الحقد من عقاله ؟ بل أن جل مانقصده ونتمناه هو إقامة وتشكيل محكمة عراقية وطنية ضد الجرائم الموجهة ضد الإنسانية لامانع أن يشارك بها قضاة عرب ودوليين لمحاكمة عناصر البعث الذين مارسوا القتل والإرهاب والتقتيل الجماعي وحثوا عليه، ومحاكمة جميع الوسائل الإعلامية التي غطت على جرائم البعثيين التاريخية والموثقة والتي ستزداد توثقا خلال الأيام القادمة، وطبعا لاسلطة لدينا على من قبض وإرتشى ونافق وناور ولكنها الإدانة الأبدية التي ستصم بالعار والشنار كل من شارك أدبيا في تأييد جرائم البعث النافق، أما حظر الحزب نهائيا فهو تحصيل حاصل لأنه قد حكم العراق وبإنفراد خلال مايقارب العقود الأربعة كانت من أشد مراحل التاريخ العراقي والعربي إرهابا ؟وهي فترة أطول زمنيا من الفترة التي حكم بها الفاشيون إيطاليا ( حوالي 22 عام ) والنازيون ألمانيا ( 12 ) عام ؟ فالمجموع 34 عاما
 بينما حكم البعث أكثر من ذلك وبنتائج كارثية متقاربة؟
 إذن فحظر البعث فيه خدمة للإنسانية المعذبة

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة