الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب ومهام الإعلام

جمال هاشم

2006 / 8 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


كثيرا ما يتساءل المرء عن دور الإعلام في المراحل التاريخية الكبرى لتطور الوطن : هل تنحصر مهمة الإعلامي في التعامل ببرودة «مهنية» مع كل ما يتهدد الوطن من أخطار؟ أم عليه أن يتعامل بوطنية ومسؤولية مع كل ما يهم مستقبل وطنه وقضاياه الكبرى؟ ينقسم الإعلاميون بهذا الصدد إلى فئتين، فئة من «المهنيين» الذين يدعون «الحياد» و«الاستقلالية» فيتعاملون مع الأخبار تعاملا «جافا» دون تمييز بين ما يهم الوطن وماهو أخبار عادية، فيتم تناول قضايا خطيرة كقضايا الإرهاب مثلا بنوع من «المهنية» المبالغ فيها وكأنها أخبار تهم بلدا في منطقة نائية. فالجريدة أو المجلة أو القناة التي تدعي المهنية والاستقلالية، لا ترسم لنفسها خطا تحريريا محددا ولا تضع لنفسها ثوابت تحدد «هويتها» بل تشتغل بدون بوصلة هادية لها!!! أما الفئة الثانية من الإعلاميين فهي فئة الإعلاميين المنتمين إلى وسيلة إعلامية ملتزمة بخط تحريري وطني واضح المعالم، حسب ثوابت تحدد هوية الجريدة أو القناة التلفزية... فالإعلام حسب هذه الفئة لا يمكنه أن يكون محايدا تجاه قضايا الوطن، ولا «مستقلا» عن هموم الناس رغم استقلاله عن الهيئات والمنظمات.. كما أنه من المستحيل الحديث عن إعلام عديم «اللون والرائحة» .. وكأنه إعلام بدون جذور وخارج إطار الزمان والمكان.. إن الإعلام الحقيقي هو إعلام المسؤولية وإعلام الفعل الإيجابي في كل التحولات التي يشهدها الوطن، فلسنا في حاجة إلى إعلام لنقل الأخبار وتسجيل المواقف، ولا إلى إعلام تجاري يرفع المبيعات بالتشويش على المؤسسات وعلى قضايا الوطن الكبرى، إعلام لوبيات الضغط التي لا تنتعش إلا في ارتباطات مشبوهة، تظهر نعمتها على رموزه وفرسانه،... إن الإعلام الجاد والمسؤول الذي يحتاج إليه الوطن في الظروف الدقيقة، هو الإعلام الذي يتحرك حسب خط تحريري واضح المعالم، وحسب ثوابت تشكل «هويته التحريرية» التي تميزه، فيسهل على القارئ التعرف عليه وسط ركام الجرائد والمجلات والقنوات.. هذا هو الإعلام الذي يحتاجه المغرب في هذه الظرف الدقيق، ظرف البناء والتحديث ومواجهة القوى الظلامية وأعداء الوحدة الترابية. إن نجاح أجهزتنا الأمنية في تفكيك الخلايا الإرهابية التي تتربص باستقرارنا وبمؤسساتنا، يفرض علينا أن نكون في مستوى المرحلة وفي مستوى المهام المطروحة علينا، بتدعيم الإعلام الوطني الذي لا يراوغ أمام المواقف الصعبة ويسمي الأشياء بمسمياتها، فالإرهاب إرهاب وليس شيئا آخر، والانفصاليون انفصاليون. وهكذا... أما هواة اللعب بالكلمات، فإنهم ينهلون من معين آخر، فالإرهاب والإنفصال ليسا إلا تعبيرات عن «مواقف وآراء».. وتدخلات الأجهزة الأمنية لتفكيك خلايا التخريب فيها «تعسف» وأحكام القضاء ليست نزيهة.. فكل إجراء لتشكيك منهجي. إن جريدة الأحداث المغربية كنموذج لهذا الإعلان الوطني الجاد، رسمت لنفسها منذ انطلاقها خطا تحريريا حداثيا واضح المعالم، أساسه نقل الحقيقة وفضح الزيف والنفاق وهدفه المساهمة الفعالة في بناء دولة الحق والقانون، مع اعتبار خطر الإرهاب الذي يوظف الدين توظيفا سياسويا وباء يهدد بناء المغرب الحداثي المنشود، لهذا كان التصدي له دوما بجرأة ووطنية صادقة خالية من أي حسابات ضيقة، ومساهمة في فضح الإسلامويين بكل تلاوينهم بشكل استباقي قبل حلول الكارثة، هذا هو الإعلام المسؤول الذي تحتاجه المرحلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس