الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيبة الأماني

سعد تركي

2022 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بنهاية كانون الثاني، نقوم بجرد مسلسل خيباتنا لأمنيات كبيرة وكثيرة علّقناها برقبة عام جديد.. نضع الأمن المفقود على رأس الأحلام، فيصدمنا عديد الأحبة الذين فقدناهم بلا سبب واضح، سوى أنّ إرادة الآخرين شاءت فكان لهم ما أرادوا.
يبقى تحقق الأحلام، رهناً بأطراف تمسك بيدها السلام وتمنعه عن وطن خطيئته الكبرى أنه كان "معرفة" وعَلَماً وسط نكرات وإمّعات، وبيتاً وارفاً دافئاً تحيطه خيام متهرئة وكهوف.. وطن استبدل السيف بالقلم، والرمح بالمحراث والثكنات العسكرية بدور العلم.
يدهشني كم أضأنا من الشموع، وكم أطلقنا من الألعاب النارية طيلة ساعات الليلة الأخيرة من العام، برغم علمنا المسبق أنها سنة أخرى من القتل والتشريد ـ ابتدأت، للمفارقة أو للتأكيد، بمجزرة جبلة ـ هي سنة أخرى من الفقر والحرمان وضياع الفرص.. سنة أخرى لوطن يصوّب نيران بنادقه إلى صدور أبنائه وثراءه على الآخرين..
يدهشني أننا في احتفالات العام الحالي، ربما لأول مرة، لم نطمر فرحتنا في المقابر، ففي الأعياد نستهزئ بالأفراح ونسخر من الفرحين، ونولي وجوهنا شطر المقابر تذكراً للراحلين الذين يزداد عديدهم وأوجاع فراقهم عاماً بعد آخر..
فاتنا، في غمرة احتفالنا بمقدم العام الجديد، أنّ ليلنا اليشبه جنح غراب، لم تضئه سوى الشموع والألعاب النارية.. فاتنا أن الكهرباء، وطنيتها وأهليتها، واصلت الغياب.. فاتنا أن الشوارع التي احتضنت "أفراحنا" ملأى بـ"الطسّات" والحفر!
تتشكل الأوطان من أحلام مواطنيها وقادتها الحقيقيين.. خسرنا الوطن حين اختصره طاغية بحلم شائه. وخسرناه كرّة أخرى إذ ظنّ قادتنا الجدد، حاجتهم لمساندة الأغراب للبقاء والاستمرار في التسلط على رقابنا ورسم أحلامنا على مقاسات لا تشبهنا.
هو فرح طارئ ليست به همّة لاكتساب الديمومة والبقاء إلا حين "يعود اللحن عراقياً وإنْ كان حزين"، كما عبّر شاعر كبير.. فرح نواصل بعده خيباتنا، ونرى أحلامنا بغد أجمل تذوي وتموت.
نستسلم للأقدار تأخذنا أنّى شاءت، في حين يتحتم علينا صناعتها. أما الأمنيات فهي أحلامٌ نعلّقها برقاب الآخرين كي يحققوها لنا، ولا نبذل جهداً نشكّلها واقعاً بأكفنا التي لم تعد تحسن سوى الدعاء طلباً لخيرٍ أقرب إلينا من حبل الوريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا