الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روائيين من الأنديز!!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2022 / 1 / 5
الادب والفن


أمريكا الجنوبية، اللاتينيّة الجغرافيا، بصمتِها الساحر، إذ تكتظّ كنوزها بالسحر والموت والعقب الحديدية، هذه القارة المليئة بالأساطير والخرافات، يكتنفُها واقع خيالي لا تحتملهُ الصور الفتوغرافيّة ولا الأفلام الوثائقيّة، فقط الروايات وحدها التي تعشق الإنسان وتسقي الغابات وتروي بالدماء الأرض المسلوبة بالحرية. من تشيلي إلى الارجنتين ومن كولومبيا والبيرو وبوليفيا حتى الأورجواي وفنزويلا وكان في البدء هافانا كوبا...
غابرييل غارسيا ماركيز، ساحر الرواية اللاتيني، أنطونيو سكارميتا خرافي تشيلي، إيزابيل ألليندي ضمير سانتياغو تشيلي، وخورخي ماريو فارغاس لوسا الحائز على نوبل والأسطورة البيروفي، وغيرهم...رسموا لوحات داميّة لوجه الدكتاتورية اللاتينية ولأولئك الجزارين الذين باعوا القارة اللاتينية لشركات الموز والبترول وساقوا الغابات البريئة إلى حتفها...
رواياتهم تشمّ منها رائحة الغبار والدم والبراءة، عندما أقرأ لأحدهم تتلوَّث أنفاسي بالأساطير والخرافات، أرى القارة الشاسعة الساحرة من دون أن أسافر إليها، أجول بغاباتها والتحق بجبال الأنديز وأنهار الدم وسماوات ملطَّخة بالعذابات وأكثر من إله نصّب نفسه حاكمًا وهو لا يملك صوتًا واحدًا من أولئك الفقراء المسحوقين، روايات جميعها ساحرة، جميعها خرافيّة، كافتها تصُّب في لعن الظلام والاضطهاد وتسعى لفضح الدكتاتورية، ولكن بنفسٍ فني ودرامي، عبقري أستحق غالبيتهم نوبل لأنَّهم جعلوا القارة تروي عطشها من حروفهم...
عندما أسبح في لجة روايتهم أشعر بالخوف من أن تُصيبني الدكتاتورية لأنَّها تشعرك بأن يدها طويلة وتصل حتى السماء، ولكن عندما يفضحها هؤلاء المبدعين السحرة، يحولونها إلى مجرَّد عقارب خائفة مذعورة تختبئ وراء الدبابات والطائرات وجيوش من الفقراء الجهلة الذين وظفوهم ليغتصبوا ثروات القارة الغنيَة بالنفط والموز والغابات، والفقيرة بذات الوقت لأنَّهم لم يتركوا فيها شيئًا للإنسان...
رواية المدينة والكلاب لخورخي فارغاس ومائة عام من العزلة غارسيا ماركيز، وساعي بريد نيرودا لأنطونيو سكارميتا والحب والظلال لإزابيل ألليندي، هذه الروايات وعشرات تلقي بظلالِها على العالم وتنثر حروفها كغيومٍ تحلق عبر سماوات الكوكب الكونيّ، تلك الروايات التي لا أشبعُ منها طوال العام والأعوام السابقة واللاحقة، لأنها تجعلني مسافرًا لجبال الأنديز طوال السنين...
أقرأ وأقرأ ولا أشعر بالتُخمة، فالسحر في هذه الروايات يتجدّد وتكتشف في كلِّ مرَّة خيالاً حصبًا والفضل لأولئك المترجمين الرائعين وعلى رأسهم صالح علماني الذي أهديه تحية ساحرة على سحر الترجمة...
لا استيقظ من السحر حتى أغفو فيه، هذه هي القارة الساحرة، أمريكا اللاتينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??