الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناس بالناس والفصائل بالانفاس

عماد ابو حطب

2022 / 1 / 7
الادب والفن


الناس بالناس والفصايل متل القطط في الأنفاس! .*

خرجت من الداعوق حزينا،سرت على غير هدى لأجد نفسي أمام آخر زاروب يفصل ساحة صبرا عن مخيم شاتيلا...هنا في منتصفه كان بيت جدي اليافاوي وجدتي القبرصية/التركية اللذان نجيا من مجزرة صبرا/شاتيلا ولم يعاصرا عصر الكورونا...قررت الدخول في الزاروب لاستعيد بعض ما تبقى في ذاكرتي..خاصة أن نهاية الزاروب تفتح على المدينة الرياضية من جهة وعلى آخر مخيم شاتيلا جهة المقبرة من جهة اخرى.تذكرت لغة جدتي العربية المكسرة،لو أدركت زمن الكورونا لكانت ضحكت وقالت لي :"انتي واحدة خلبوصة،انتي تخافي من شي صغير وما تخافيش من رب قاعدة فوق".كانت جدتي مسرسبة بالنظافة والتعقيم. بيتها الصغير المكون من غرفة ومطبخ وممر يلمع دوما يذكرني برائحة المستشفيات.وصلت إلى مدخل البناية ،وقفت متأملا الساحة الأمامية، كان كل شيء على حاله في الداخل ،أما الزاروب فكان زلزالا ضربه. القمامة متراكمة وقطط سارحة تركض وراء فئران صغيرة ثم ما تلبث أن تكر هاربة ما أن ترى جرذونا يقف منتظر إياها.التقيت صدفة خديجة وكانت تقطن في الطابق الأول من العمارة التي كانت جدتي تحتل جزءا من طابقها الأرضي،وخديجة التي لم ارها منذ عام 1982.لم تختلف هيئتها العامة ابدا،عرفتها فورا،ضئيلة القامة،تحجل في مشيتها كأنها ستقع فورا...كل ما تغير الشيب الذي غزى راسها،لكن ضحكتها كانت تلمع.تاملتها فاستغربت من هذا الكهل المحدق بملامحها.منعا لسوء الفهم تقدمت مبتسما:"مش انت خديجة؟ شو ما عرفتيني انا ابن بنت الحجة أم سعيد الله يرحمها...إشتغلنا سوا كمان في جمعية....شو ما تذكرتيني؟".تغيرت ملامحها المتوثبة ليحل محلها إبتسامة ودودة ،قالت ضاحكة :" يا الله شو تغيرت ختيرت وصلعت،شو حذفك على بلادنا،مش انت هجيت على أوروبا من أربعين سنة متل ما سمعت"؟ ،شو عم تعمل في حارتنا ؟ الله يرحم هذيك الايام،شو كانت صعبة بس ما بتنتسى".سألتها:"بعدك في الجمعية اياها؟".ردت:"لا تركتها من زمان،هلق بشتغل في جمعية تانية اختصاصها طبي مش إجتماعي.".تحدثنا قليلا عنها وعن عائلتها وأولادها وعن وضع المخيم...قلت لها:"مبين الوضع ازفت من قبل أربعين سنة، وخاصة هلق مع الكورونا ،كيف مدبرين حالكم؟".تنهدت وقالت:" احنا قبل الكورونا كنا عم نسف التراب ،هلق الله يعين العباد،بس بصراحة تعودنا متل ما انت شايف ،ولدة وعجقة ووسخ، دار من دارك، ما عادت فارقة مع الناس،ميتين...ميتين يا من الجوع يا من الكورونا،اطلع حواليك لا في احتياطات صحية والإجراءات الوقائية اللازمة ما حد رادد عليها؛ كل ما نقول لحد ياعمي روح اعمل حجر منزلي ،بيقشع النا وبيرد بدك تحبسينا بين الولدة والنسوان؟"،وما نسيت تلسن على الفصائل واللجان الشعبية. :هذول مش فاضيين الا للمخترة بالسلاح والاشتباك بين بعضهم البعض ،اضحكك على هالمسؤولين وقديش هاممهم هالشعب المعتر..اسمع يا سيدنا بلدية الغبيري تبرعت من فترة بمضختين لرش مواد التعقيم، تخانق تحالف القوى والفصائل الفلسطينية بيناتهم مين بده يكوش على المضختين ،ومين إستولي عليهم يا حزرك، الله وكيلك على نكشة وكان المخيم راح يولع وبالآخر اتفقوا انه يقسموا البيدر بالنص وكل جهة تاخد مضخة،ذكرونا بهالحكي بحكومة الوحدة الوطنية هناك...بيتقاسموا كل شي ، واحنا النا الله ".أما الأونروا اللي كنا زمان نقول"النا الله وكرت المؤن"غسلت ايدها من كل هالشغلة ،لا حس ولا خبر آخر طناش،لا خدمات ولا خطة طوارئ للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وللفلسطينيين اللي اجوا لمخيمات لبنان بعد نزوحهم من سورية،قال ما عندهم مصاري يوزعوا كمامات او قفازات او مواد تعقيم للمخيم.ما قدموا شيئا ويا ريت وقفت على هيك وبس قاموا قطعوا ايدهم وشحدوا علينا متل العادة وقللوا خدماتهم وخفضوا ساعات عملهم.شو بدك اكتر من هالتعتير". "صفنت "وقلت ما كان ضليت مقبور هناك في دوسلدورف لازم احن لأيام اللولو ...والله منيح ما زمروا لي.

*نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟