الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في صيرورة ايران جزءاً من الصراع العربي الاسرائيلي

محمد سيد رصاص

2006 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يستدعي منظر وزير الخارجية الايراني وهو جالس قبالة نظيره الفرنسي(الممثل للمجموعة الغربية) في بيروت,للتفاوض حول وقف الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان,صوراً أخرى عاشتها بيروت لم يكن فيها العرب غائبون عن أزماتها,مثلما رأينا من السيد محمود رياض في الأزمة التي ضربت أوارها في لبنان عام 1969 بين المقاومة الفلسطينية والحكومة اللبنانية قبل عقد اتفاق القاهرة,إلى جولات السيد عبد الحليم خدام اللبنانية في ربيع عام1976,ثم دور الأمير بندر بن سلطان أثناء حرب الجبل عام 1983,وصولاً إلى السيد الأخضر الإبراهيمي ممثلاً الجامعة العربية في عام 1989 فبيل عقد مؤتمر الطائف.
أتى هذا المنظر حصيلة لربع قرن من الجهد الايراني في منطقة شرق المتوسط ,استطاعت من خلاله طهران أن تكون الراعي والحليف للقوتين الرئيسيتين المواجهتين لاسرائيل في فترة مابعد اجتياح صيف1982,أي حزب الله وحركة حماس,بعد أن استقال النظام الرسمي العربي ومنظمة التحرير الفلسطينية من ذلك مفضلين "التسوية"و"السلام",ولم يعرقل أويحبط هذا الجهد الايراني مساعدات اسرائيل العسكرية الضخمة لطهران في أثناء حربها مع العراق,ولاالتعاون الايراني مع الولايات المتحدة في حرب 1991 ضد العراق الذي أخذ شكل الصمت الراضي ثم تطور إلى حدود محاولة استثمار الهزيمة العسكرية لبغداد من خلال اشعال الجنوب العراقي,وصولاً إلى التواطؤ الايراني مع واشنطن أثناء غزوها واحتلالها للعراق وتشكيل القوى الموالية لطهران غطاءً عراقياً للأميركي هناك في مرحلتي ماقبل الغزو ومابعده.
هنا,كان هناك براعة ايرانية فائقة استطاعت من خلالها قم أن تشكل عمامة جامعة غطَت وظلَلت عمامات متباينة ومتناقضة كتلك الموجودة في النجف والضاحية الجنوبية,لبناء دور ايراني في المنطقة وصل إلى حدود أخذ الوضعية الهجومية مع واشنطن منذ يوم 8آب2005 مع استئناف طهران لبرنامج التخصيب النووي,مستثمرة مكاسبها في العراق,وفي المقابل فإن ماحصل,عبر القرارين(1696) -31تموز2006والخاص ببرنامج التخصيب الايراني-و(1701),ليس هو ببعيد عن اتجاه إلى تشكيل ردٍ تصعيدي غربي يمكن أن يأخذ وضعية هجومية مضادة حيال طهران,وخاصة على ضوء المكاسب التي يمكن أن تستثمرها من الحرب التي كان لبنان مسرحها مؤخراً.
تعزز وضع ايران الاقليمي في مرحلة(مابعد14آب2006),بالتوازي مع عدم قدرة اسرائيل على الانتصار العسكري,وبالترافق مع تعثر ولادة"مشروع الشرق الأوسط الجديد(اقرأ:الكبير)"عبر تلك القابلة الاسرائيلية التي استدعيت أثناء"آلام مخاضه".بالمقابل,فإنه ليس من المصادفة أن يقف السيد عمرو موسى,بعد ثلاثة أيام من الحرب وفي مبنى الجامعة العربية,ليعلن موت"عملية السلام"التي بدأت في أعقاب حرب 1973.
ربما,من المبكر الحديث عن حالة اجهاض حصلت لذلك المشروع الأميركي بين تاريخي12تموزو14آب2006,إلاأن من المرجح أن واشنطن,التي رافق تبنيها لذلك المشروع عقب11أيلول توترات واحتكاكات مع الأنظمة العربية واتجاه للتخلي الأميركي عن عملية التسوية لصالح "إعادة صياغة المنطقة"عبر البوابة العراقية و"الدمقرطة",ستعود إلى التفكير المعاكس الذي كان عندها في أيام مؤتمر مدريد لماا اعتبرت(التسوية) مدخلاً إلى "إعادة صياغة المنطقة"أوترتيبها لصالحها من دون تغيير النظم الحاكمة,وليس العكس كما حصل في مرحلة مابعد سقوط بغداد,وخاصة بعدما أثبتت الحرب الأخيرة بأن الصراع العربي الاسرائيلي هو الدينامو المحرِك للمنطقة,وأن تهدئتها واستقرارها يعتمدان على حل المشاكل العالقة أوالمتفجرة التي برزت بعد تاريخ15أيار1948.
من الواضح الآن بأن(مابعد14آب)سيشهد انشقاقاً ايرانياً أميركياً في العراق,سيكون انعكاساً لماحصل في البيئة الاقليمية,بعد أن كادا يجلسان إلى مائدة مفاوضات لتقرير مصير االعراق في نيسان الماضي,وبالمقابل فإن أي اتجاه أميركي قادم إلى تسوية الصراع العربي الاسرائيلي سيصطدم بحقيقة صيرورة ايران جزءاً فاعلاً في هذا الصراع,وبأن العرب ليسوا هم وحدهم المالكون للأوراق المقابلة لاسرائيل والولايات المتحدة,بخلاف ماكان عليه الأمر في عامي 1974و1991 لما كان انطلاق عملية التسوية في التاريخين المذكورين معتمداً على وجود ثالوث عربي فاعل يضم(القاهرة-الرياض-دمشق),وهو مالانجده الآن,هذا الثالوث الذي كان غيابه هو الثغرة التي أتاحت لاسرائيل الدخول إلى البوابة اللبنانية منذ عام1978,وكان كذلك فقدانه هو المناخ الملائم لفاعلية ايرانية امتدت مفاعيلها من البصرة إلى بيروت بعد عام 1979 لتزداد عقب هزيمة العراق في1991 ثم سقوطه في 9نيسان 2003.
هذا يعني بأنه في حال اقتربت عملية التسوية من البدء والحصول, فإنه سيكون هناك ثلاثة مشاريع فاعلة على أرض المنطقة ستفرض نفسها على طاولة المفاوضات,هي الأميركية والاسرائيلية والايرانية,مع غياب للمشروع العربي,في مفاوضات تخصُ الصراع العربي الاسرائيلي: عندذاك,هل سنجد منظراً شبيهاً بما حصل في بيروت بين الوزيرين الايراني والفرنسي ,يكون هذه المرة مباشرة بين الأميركي والايراني,مايمكن أن يؤدي إلى صفقة شاملة ,يكون مداها ممتداً مابين كابول وشاطىء المتوسط الشرقي؟.............. أوأن الأمور ستتجه إلى تسريع أميركي لعملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي لتهيئة أجواء هادئة في منطقة شرق المتوسط قبل المجابهة الأميركية الكبرى مع ايران؟............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات