الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبوية الثقافية

صلاح زنكنه

2022 / 1 / 8
الادب والفن


الأبوية الثقافية وعنوانه الفرعي (أسطورة الشعراء الشباب أنموذجا) هو كتاب للشاعر والناقد العراقي (علي ناصر كنانة) والصادر حديثا عن دار الشؤون الثقافية, يتابع عبر فصوله الأربعة ظاهرة الأبوية الثقافية, الناجمة عن الأبوية الاجتماعية الذكورية البطرياركية, والأبوية السياسية الحزبية المهيمنة في الثقافة العراقية والتي انتجت أسطورة (الشعراء الشباب) التي يعدها أكبر أكذوبة انطلت على الكثير من الشعراء والتي كانت غايتها الخفية تحجيم وتصغير تجارب شعرية شبابية واعدة رؤية وفكرا واشتغالا.
وقد اعتمد الباحث (كنانة) في دراسته الموسوعية المنهج الاستقرائي الميداني وفق آلية النقد الثقافي, وهو يناقش ويتدارس مصطلح الأجيال العشرية (الستيني والسبعيني والثمانيني والتسعيني) الذي دحضه وفند صدقيته, كونه لم يستند الى معيار نقدي غير المعيار الزمني العقدي.
في الفصل الثالث (الشعر وسقوط حكم العمر) أورد (كنانة) أسماء أهم الشعراء الذين سجلوا بصمتهم الكبرى في الشعر وهم بين أعمار ( 30 الى 39) الروسي يسنين والانكليزي شيللي والأمريكية سليفا بلاث والوليزي هد وين, وكلهم ماتوا في سن الثلاثين, فضلا عن مايكوفسكي (37) وغيوم أبلونير ولوركا والسياب (38) ويشير الى شعراء مبدعين كانوا في ريعان شبابهم مثل رامبو (19) ولوتريامون (24) وجون كيتس (25) وأبو قاسم الشابي (25) وطرفة بن العبد (26) دون أن يحددوا بفئتهم العمرية, كون منجزهم الإبداعي فاق من كانوا أكبرعمرا منهم.
كتاب (الأبوية الثقافية) دراسة استقصائية شاملة رصينة وممتعة وشيقة بـ (432) صفحة من الحجم الكبير, كون الباحث هو من أهل الكار والديار, ويدرك النوايا والخفايا والزوايا والقشور, تتبع بجهد وصبر ومثابرة, الأصول والمفاهيم والمصلحات والمسميات التي اسهمت في افراز هذه الظاهرة عبر مئات المصادر والمراجع والوثائق والحوارات والتصريحات, فضلا عن استفتاء أو استبيان شمل كل من الشعراء ...
أحمد الشهاوي وأسعد الجبوري وباسم المرعبي وبرهان شاوي وجواد الحطاب وجمال الحلاق وفرج الحطاب وحسين علي يونس وحميد قاسم وخالد المعالي وخزعل الماجدي وصلاح حسن وصلاح زنكنه و طالب عبد العزيز وعارف الساعدي وعبد الحميد الصائح وعبد الخالق كيطان وعبد الرزاق الربيعي وعبد المنعم الحمندي وعبد الهادي السعدون وعبود الجابري وعدنان الصائغ وعلي نوير وعمر السراي وعواد ناصر وغازي الذيبة وفضل خلف جبر وليث الصندوق ومحمد تركي النصار ومحمد مظلوم ونبيل ياسين ونوال شريف وهاتف الجنابي وهادي الحسيني وهاشم شفيق وهاني نديم وواصف شنون ووديع شامخ ووسام هاشم ويحيى البطاط ويقظان الحسيني.

وإليكم نص الأسئلة ونص أجوبتي المقتضبة التي خصصها في الفصل الرابع (ملحق الاستبانة) توصيف الشعراء الشباب .. رؤية جمعية.
الشاعر صلاح زنكنه المحترم تحية طيبة.. بصفتكم شاعراً مما يُدعى "جيل السبعينيات" أو "جيل الثمانينيات"، وممّن أُطلق عليهم توصيف "الشعراء الشباب"، سأكون ممتنّاً إذا ما تكرّمتم بالإجابة على الأسئلة المرفقة بغية توظيفها في دراسة أعمل عليها، راجياً أن تحظى هذه المخاطبة بالسرية البحثية لحين صدور الدراسة في كتاب, وسأكون ممتناً لو أمكنكم تكثيف الإجابات في 200-250 كلمة. مع جزيل شكري وتقديري/ علي ناصر كنانة.

توضيح واستدراك .. بادئ ذي بدء أنا لست من جيل السبعيني شعرا وقصة وحضورا, إنما أحسب على الجيل الثمانيني كقاص برز وتمرس وتكرس في هذه الحقبة, علما أنني فارقت كتابة الشعر في العشرين من عمري, وتفرغت الى القصة حصرا, وأصدرت سبع مجاميع قصصية, وعدت الى مزاولة الشعر بنهم حين دشنت الخمسين من عمري, وأنجزت أربع مجاميع شعرية.

س / ما هي، برأيك، حيثيات الاصطلاح التوصيفي: "الشعراء الشباب" في السبعينيات أو الثمانينيات؟
ج/ التوصيف يطلق عادة على الشعراء والكتاب ذوي التجربة المحدودة والبسيطة والهشة, من الذين لم تكتمل أدواتهم, وتتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين, وأحيانا يطلق على هذه الأعمار حتى لو أصدر أكثر من كتاب وديوان ومجموعة وصار اسمه متداولا بين الأسماء.

س / هل يصلح العمر معياراً لتصنيف الشعراء شباباً وشيوخاً؟ أم أن التجربة الشعرية، بغض النظر عن عمر الشاعر، هي المعيار الوحيد في التقييم؟
ج / لا أبدا .. المعيار الأهم هو طراوة التجربة ورصانتها معا, نزار القباني ومحمود درويش وسعدي يوسف كانوا يكتبون بعنفوان الشباب ونزقهم وحيويتهم وحماسهم.

س / هل كان يستفزّكم ثقافياً أو تشعرون بالامتعاض النقدي من توصيفكم "شعراءَ شباباً"؟
ج / مطلقا .. بل يزيدني شخصيا فخرا ورونقا وبهاء .. الشباب يعني أنك ما زلت في فورة الحياة وصخبها متحديا كل أنواع الكهولة والشيخوخة, أجزم أن الشاعر لا يشيخ إلا إذا شاخت روحه.

س / هل لاحظتم حرصاً متعمّداً من قبل النقاد أو من قبل شعراء من أجيال سبقتكم لتكريس هذا التوصيف؟
ج / لا أعتقد .. كونه توصيف محبب حسب وجهة نظري, ولا يحمل أي انتقاص أو ضغينة.

س / هل تؤمن بفكرة التجييل مبدئياً، وعلى أيّ نحو؟
ج / شخصيا لا أؤمن بأي تصنيف لا يستند الى مرجعية نقدية دقيقة وصارمة, علما أن هذه التصنيفات ذات الطابع التاريخاني الصحافي لا تمت بصلة بجوهر الأدب وشتغالاته وحفرياته.

س / كيف تنظر إلى التجييل الزمني (العقدي)؟
ج / أذكر أنني صرحت لإحدى الصحف عام 1999 حول موضوع التجييل العقدي قائلا : إننا معشر الأجيال الستيني والسبعيني والثمانيني والتسعيني سنصطف معا في خندق واحد وسيطلق علينا فيما بعد (جيل القرن العشرين) ولا مكان لأي تجييل في القرن الواحد والعشرين الذي لا يعبأ بهذه التصنيفات إلا بوصفها ذكرى من تاريخ الأدب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي