الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدوات فقط لخمس سنوات

مصطفى منيغ

2022 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



سألتُ البعض أين رحل الضمير فيهم ، صُبحُهم على النَّهب مُبتدئ وليلهم مَقْضِيّ جله لإشباع نزواتهم ، حاسبين البلد مشطّب فيه قانون بين يدي عدل يربيهم ، مدركين فقط رؤوساً من خلفهم تحميهم ، مهما صبغوها سواداً خرجوا ببياضٍ عمَّا اقترفوه بأفعالهم ، بنية تكرار لا يتوقَّف مادام النفوذ جواز سفر لأقصى تجاوزاتهم ، ليس أمامهم دين يوقفهم بالتي هي أقوم عند حدهم ، ولا رقابة لا تستثني أحدا من المساءلة عما أصاب الوطن بسببهم ، ولا حكومة تتدخل لتنظيف الجو من تلوثهم ، ولا برلمان يضغط بهيبته على مصادر التسيُّب بإصدار تشريعٍ يخلّص أي مقام من أمثالهم . كلما استفسرتُ أجابني الصمت ريحاً عابراً إن شئتُ تبعتُ مداه لغاية قصورهم ، فأجد بدل الدليل عشرة أصغرها وَقعْاً بعشرات المصائب تدينهم ، لكن كل دليل يتبخَّر في الطريق بمن يحرسون الحق كي لا يطالهم ، بأي وسيلة تُظهر أن الباطل محصن خلال عهدهم ، ومن لم يعجبه الوضع اختيار الغروب عن وجودهم ، فهذا زمن لا نضال مشروع فيه يُمارس غير مُرَخَّص مِن طرفهم ، ولا صبر مهما طال للصواب يعيدهم ، نظراتهم في كل مكان تتابع من مثَّل سنا مؤلماً وَجَبَ الخَلْع مِن فمهم ، ليتمكّنوا من مضغ ما تشتهيه نفوسهم ، المريضة لا شك بحلم لا حلم بعده الوصول لمرحلة طُرِد العرب فيها من أندلس تاركين بعضا من ألقابهم ، مرفوقة بحكم التاريخ النزيه حتى على أطلالهم .
... مِن أيّ خلفية مالية يوفّرها فقراء المملكة المغربية لشراء أي كميَّة مهما قَلَّت من المواد الضرورية لمسايرة المعيشة اليومية إن كانت كل الحقوق مسدودة حيالهم ؟؟؟، وبدل البحث عن الحَلّ ازداد الأمر تعقيداً برفع الأسعار ، طبعاً الحكومة مسؤولة إن مرَّرت العامل نيابة عمّن يتحكمون فيها ، لتظهرَ في الواجهة تشخّص أدواراً في مسرحية عنوانها "أدوات فقط لخمس سنوات" ، كأنها وفي المقدمة وزيرها الأول أحد أثرياء العالم ، لم يطَّلع بعد عن سرِّ ثورة شعب "كزاخستان" القريب من مادة يتاجر فيها ، ذاك الشعب الذي خرج غاضباً على الحكومة بمجرد رفع سعر البنزين لتعرف مدنا شتَّى حرائق التهمت بنايات رسمية ومرافق خدماتية مهمة وإتلاف ما يُقارن بميزانيات لا تُرَدّ إلاّ بعد أعوام طويلة من التدبير المقارن بالإصلاح المُكثَّف ، حتى الأمنَ لم يفلت من إحراق العشرات من سياراته ومعداته الموجَّهة أساساً لمكافحة الشغف ، طبعا حكومة المملكة المغربية يغيب عنها أن الشعب المغربي قادر على تفجير نفس الغضب لما يتعرّض إليه يوميا ولو بأسلوب متحضّر يليق بوعيه الكامل أن إلحاق أي ضرر مهما كان نوعه أو حجمه بالممتلكات العامة أو الخاصة لا يدخله في الاعتبار بصورة قطعية ، لكن على نفس الحكومة ومن يسيرها في الأصل ، استحضار نفس الشعب المغربي وقد أصبح محروماً حتى من عيشه البسيط ، لا حقوق له ولا عمل يحافظ به على كرامته ، ولا قانون يُطبَّق بالتساوي يطال رؤوس الفساد المستشري بصورة رهيبة على طول وعرض البلاد .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
Mustapha Mounirh
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا