الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة بعنوان -جرذ يقضم الياسمين-

فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)

2022 / 1 / 10
الادب والفن


... في مقهى قديم ومع صديقة تعمل كاتبة صحفية .. كانت تضحك وكأنها لا تملك هما ... كانت ضحكاتها ترادف كلامي أو تذمري الذي ولجت فيه دون تمهيد أو تحفظ فمعها ولأول مرة أشعر وكأنني مع نفسي وليس مع أنسأن أخر فلا أصاب بالإحراج أو الخجل ، كانت تورثني هذا رغم العشرون عاماً بيننا كانت لتبدو أكثر تماسكاً مني ، وذكاء ودعوني من جمالها والعطر فهذان كنت أغض النظر عنهما لكيلاً أمل بما ليس لي فيه نصيب مؤكد ...
وهي تستمع إلي .. بانتباه مرة .. وخجل أو ابتسامة مع تفكير بعيد وكأنها ليست معي أطلاقاً وهذا على غير عادتها
كان حديثي جاد .. ومن المزعج أن تبتسم حين تسمعه فهي ليست خرقاء .. ولا أنا ..
لم أستطع كتم استيائي بدأت بالإفصاح عن هذا ، فكيف لها أن تشعرني بالتفاهة بما أمر به من ضغوط وأعباء ...
لكنها لم تجب .. فقط توقفت عن الابتسام ، وتغير وجهها وتعابيره إلى السكون .. لتقل : ستقرأ لي يوما ما نصا ً عما أمر به ، وكنت أخفيه بابتسامة
في دهشة من أمري ، سألت : وما هو الذي تمرين به ؟
أجابت ومن حقي أن ألتزم بالكتمان
هنا اشتطت غضباً فقد قتلني الفضول وأصررت بأـن أعرف أقلها بحق الصحوبية التي بيننا ولأني لم أشعر بتكلف أو حرج أمامها أصررت
بدأت تتكلم وقلبي ينبض بلهفة وفضول .. أزعجني برودها وترددها ... أخبرتني أنها محرجة من سرد ما حدث نظرت إلى وجهي لتر انزعاجي ، لتضحك وتمد كفها نحوي أرتني جرحاً صغير ولكنه عميقا وكأنه ناب ذئب ، سألتها ما هذا ؟
أجابت : إنا محرجة فنحن أصدقاء نعم لكنني لا أريد أن تنظر إلي بأني اقل مكانه منك أو أيا كانت ولكن أعفني من البوح
الآن
استفقت تدريجياً من استيائي عندما سمعت كلامها عن التفاوت الاجتماعي والطبقات السخيفة التي تخال بأني أفكر به ، والجرح ؟ سألتها ، فما الربط بين التفاوت الاجتماعي وهذا الجرح وددت أن أعرف وصورة الجرح رغم أنها أخفتها الا أنها طبعت على أملاق بصري ...
" لن تصدق بأن هناك جرذ قد هاجمنا ليلاً .صحوت على صوت بكاء أختي الصغيرة وهي مضجرة بدمها
وفي محاولة تهدئتها كنت أسالها لماذا تبكي
الليلة الأولى كانت اقل دموية لكن في الليلة الثانية يدي ويد أختي وإذنا أخي ذا العشر سنوات .. لكني فقدت شعور أن أغفو بأمان في فراشي حتى لو تركت الأضواء ، أعرف ستقول ضعي له سماً أو مصيدة
أنا لا أنام لشروق الشمس ...
سألتها بعض الأسئلة حول تأمين بعض النوافذ التي قد يكون دخل منها ... كما أن مظهرها وأناقتها لم يشيران أنها كانت لتعيش في أحدى الأحياء الفقيرة ، لأقول بأن بان الفقر هو السبب في تواجد الجرذان هناك .. لكنها الصدفة
قالت : أنها المرة الأولى ... لا أعرف كيف توصل لدخول للبيت ولكن ، الغريب بالأمر أنه لم يقترب لأي عرض من أغراض البيت كملابس او أغطية
أجبتها بعفوية : أنه جرذ يقضم الياسمين ، ضحكنا سوياً
كأن الله أرسل ذلك الجرذ ليقضم يدها ،،، لأرى أن ما يقلقني مهما كبر في عيني .... كله ترهات وهي قياساً بما يمر به غيري سعادة ورونق للحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر : المسرح جزء من الثقافة المصرية ونعمل على إعادة جم


.. إيمان رجائي: النسخة السابعة من مهرجان نقابة المهن التمثيلية




.. لقاء سويدان : خشبة المسرح الدافع الأول للتألق والإبداع الفني


.. نرمين زعزع : رعاية المتحدة للمهرجانات الفنية والثقافية يزيد




.. استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة