الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل البرهان الوشيك

محمد مهاجر

2022 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


-
لقد اتضح للجميع ان مغامرة البرهان هي مجرد مغامرة فاشلة قام بتنفيذها بعض العسكريين وكتائب حزب المؤتمر الوطني المنحل والجنجويد. والذين يحلمون بان البرهان سيتمكن من قمع الثورة, سيجدون بلا شك ان حلمهم قد تبخر. وقد يجد البرهان مخرجا للهروب وملجأ ولا شك انه سيسترجع خطوات التنفيذ التي بدات بحشد الحالمين بالسلطة في قاعة الصداقة في الخرطوم وما تلاها من خطوات. وكان الرجل وقتها يحلم بشق الصف الوطنى لكنه رجع بخفى حنين.

ان الحراك الدبلوماسي الذى نشط هذه الأيام سوف لن ينجح الا اذا نال مصادقة لجان المقاومة وتجمع المهنيين وبقية قوى الثورة الحية. ان الشعب السودان شعب يمتلك وعيا سياسيا مميزا وهو شعب موحد ومسالم وسوف لن ينجر الى العنف مهما امعن العسكر في استفزازه. والدليل الناصع على الوعى الكبير والوحدة هو العصيان المدنى الذى عم المدن والارياف. هذا العصيان المدنى لا يدل فقط على قوة وتماسك الشعب, بل يدل كذلك على إمكانية الرد السريع ومدى الجاهزية للرد. ان اى مبادرة لا تحتوى على استبعاد العسكر تماما من السلطة هي مبادرة فاشلة وهى فى المهد. واذا كانت هنالك مساعي جادة فلتبدأ بمطالبة العسكريين بالتنحى وافساح المجال للمدنيين لتكوين حكومتهم.

لقد تبلور الراي العام العالمي الواسع على رفض الانقلاب وتمثل ذلك في رفض الدول الكبرى المؤثرة والناشطين وكذلك المؤسسات الدولية والإقليمية ومؤسسات التمويل الدولى ومنظمات حقوق الانسان. والمسؤول الأول عن حال الاحتقان هو البرهان الذى استطاع بخطواته الرعناء تدمير معظم او كل الإصلاحات التي قام بها حمدوك في سبيل عودة السودان الى الاسرة الدولية والى المؤسسات الاقتصادية والمالية على الصعيدين العالمى والاقليمى. هذا الامر يدل على ان الانقلاب محاصر ولكن يجب علينا ان نتوخى الحذر وان نعتمد في معارضتنا على مقدراتنا الذاتية اولا.

اذا لم يذهل البرهان وهو يرى النفعيين والاكلين من كل الموائد ينفضون من حوله فعليه ان يراجع ملكاته العقلية. والذى يشاهد المتحدثين الداعمين للبرهان وهم يتلجلجون في الكلام حيث يتحدثون في القنوات الفضائية وغيرها من اجهزة الاعلام يعلم ما تخفى جعبة الرجل شبه الفارغة. وقد ذهل الانتهازيين بمتانة تماسك الشعب السودانى وقوته وتمسكه بالمقاومة السلمية وبخيار الانتقال السلمى الديمقراطي فلزم الكثير منهم الصمت. ان الديمقراطية هي خيار الشعب الأوحد وهو لا يمكن ان يحمل في طياته تفسيرا يخول للعسكريين ان يحددوا للشعب خيارا اخر. وان الديمقراطية تعنى ان الشعب هو صاحب السلطة والسيادة على ارضه وممتلكاته وان الحكم هو تكليف منه لمن يرتضيه من المجموعات والافراد.


ان الطغاة لا يستفيدون من دروس التاريخ لانهم يعتقدون بانهم يمتلكون الحقيقة المطلقة. وفى السودان تمكن الشعب منذ الاستقلال عام 1956 من اسقاط ثلاثة أنظمة عسكرية هي نظام الجنرال عبود والجنرال نميرى والمشير عمر البشير. هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان البرهان سوف لن يكون هو المستثنى الذى يبحث عنه الواهمون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي