الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخ العزيز جمال

سامر عنكاوي

2006 / 9 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الأخ العزيز جمال
تحية طيبة
ليس عيبا أن نتغير وتتغير مواقفنا العيب أن نبقى كما نحن والواقع ومعطياته تتغير.

وليس عيبا أن نرفض الجمود العقائدي لأننا أحرار ولسنا عبيد لفكرة ثابتة أو عقيدة والا أصبحت عقولنا متخشبة متحجرة نمطية لا خلق فيها ولا ابداع واصبحنا ميكانيكي الحركة وآلات جامدة وليس ديناميكيين لا نملك أن نتوقف عن الحركة والتغيير.

وليس عيبا ان أكون واقعيا وأجيد فن التعامل مع الواقع وعلماني وبراكماتي أيضا لأني ابن العصر والمرحلة والآن واللحظة الراهنة.

وليس عيبا ان أكون مباشرا ولا أتشاطر بالكلام منمقا لأني مهما تشاطرت بالكلام فان اصغر روزخون هو أفضل مني باللغة وقواعدها والمهم الأفكار والمنطق,



احترم عنترا لأنه كان يبيع عنترياته وهو في مقدمة المقاتلين وأمام المحاربين ويجازف ويخاطر ويضحي بحياته أولا, ولا احترم الذي يدعوا للحرب والقتال وهو بعيد عن الساحة العراقية ويضحي بحياة الآخرين الأبرياء من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ فضلا عن تدمير البنية التحتية.



لا أحب أن يكون الكلام بيني وبينك سجال لان الفلم الذي في راسك واضح ومريح ويتفق مع ما في راسك من مسبقات وجواهز ولا أستطيع تغييره بالكتابة المقتضبة لأني فعلا أشفق على من يصنع الأفلام في رأسه ويصدقها ومن ثم يعرضها على الآخرين وينتظر أو يفرض عليهم أن يصدقوها.



إن تعميق فهمنا للواقع وحركته وبأبعاده المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية ، سيساعدنا في سعينا الحثيث والمتواصل لنقل المعرفة الماركسية إلى حركة الواقع المتنامية التغيير والتطور الى الامام .



وارجوا أن لا تمسك القط من ذيله كما تمسك الان بحقائق على الأرض وبانتقائية واضحة وارجوا أن تتصرف كمثقف يحسب حساب لكلمة (بعدين), أنت تطالب برحيل الأمريكان الان وهذا مطلب معقول ومقبول وعقلي ومنطقي وشرعي وقانوني وحماسي وثوري, طيب وبعدين بين قوسين, هل بديلك الافضل هو القوى السلفية الظلامية والبعثيين ام المليشيات الطائفية (الارهابين جميعهم) ام انك حالم الى درجة ان تتصور ان بعض المتساقطين من الحزب الشيوعي العراقي والذي هو الامل الوحيد المتبقي لوحدة العراقيين بدل تمزقهم وتخندقهم وغربتهم , سيستلمون السلطة ويقيمون الاشتراكية ثم الشيوعية.



إن كل عملك وكتاباتك وجهادك المحموم يصب في مصلحة أعداء التقدم والإنسانية ويدمر كل قوى الحضارة والمعاصرة وخاصة الشيوعيين, انت تسعى لسحق الشيوعية في العراق وهذا بحد ذاته جرم وجهل مطبق لانه كما اعلم ويعلم الجميع الا انت ان ظروف عمل الشيوعيين واليسار عموما في ضل الرأسمالية والعولمة والتقدم العلمي والتقني والصناعي هي أفضل بكثير من ظروف العمل في ضل سيادة الطائفية والتخلف والجهل والعلاقات الاقطاعية والقبلية العشائرية, وتستطيع ان تعقد مقارنة بين حالة الاحزاب اليسارية في اوربا وبين حالها في ايران او السعودية او باكستان او بنكلاديش او في ضل طالبان في افغانسان كما كان.



ادعوك إلى غرفة حوار لتصويب الاعوجاج والانتقاء في أفكارك ولكي تصبح فعلا ماركسي تقدمي واقعي علماني تدعوا للتقدم والإنسانية وتفهم بان الماركسية هي منهج ودليل عمل وليست قران او نصوص ثابتة جامدة, وبطريقة تفكيرك تحكم عليها بالانحسار والتراجع الى رفوف المتاحف.



ادعوك الى غرفة الحوار الديمقراطي الحر( البيت العراقي ) في البالتوك اذا كنت ترغب, على ان يكون القيمة العليا في حديثنا هو الانسان العراقي وحياته وليس المبادئ والايديولوجيات وليس الحجر والجغرافيا والتاريخ لان الافكار والاديان والعقائد والايديلوجيات كلها لخدمة الانسان وسحقا لكل الترهات والخيالات والغيبيات والخرافة.



اسالك بكل ما هو غالي عندك هل كان الاغتصاب الصدامي البعثي والذي كان يجري بصمت ومخاتلة وسرية والذي لم نكن نستطيع الاعتراض عليه هو اقل من الاغتصاب الامريكي المفضوح والعلني والذي نستطيع الاعتراض عليه ومحاسبة الفاعلين وبوتائر متصاعدة , وهل سيكون الاغتصاب اقل عندما يرجع البعث متابطا الاسلام السياسي السلفي الظلامي, او سيطرة المليشيات الطائفية والمعممين بعد حرب اهلية طاحنة تسحق العلم والعلمانيين والتقدم والتقدميين والفن والفنانين والادباء والمثقفين والشعراء والموسيقيين والمسرحين وتسحق كل مظاهر الحضارة في عراقنا العزيز وتمنع الانترنيت والستلايت والرياضة, وتحرم المراة والطفل والشباب من كل ما يمكن ان يشيع البهجة والفرح والحياة.



وها انت بمطلبك المنطقي والمعقول ولكن في غير زمنه الملائم والاعداد المتوائم تعد لحفلة اغتصاب اكبر واشنع بل تعد لاغتصاب وطن جميل من قبل قوى الظلام والتخلف.



ادعوك الى العقل والمنطق والتفكير (والصفنة) ان صح التعبير .

خياراتنا ليست كثيرة واحسنها سيء ولكن يجب ان نختار وبواقعية تجنب شعبنا القتل والدماء وعراقنا الدمار والخراب.



اغفر لي بعض كلامي, وقد يكون غير لائق, ولكن عذري ان سبعة وعشرين مليون من شعبي ليسوا لعبة على طاولة قمار للمقامرة بيد مقامرين في صالة للقمار.



اخوك العراقي

سامر عنكاوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟