الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمييز بين الثورة والمُعارضة

محيي الدين محروس

2022 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


التمييز بين الثورة والمعارضة

بدايةً لا بد من التذكير للفروقات الجوهرية بين الثورة والمعارضة.
تعمل القوى السياسية المُعارضة بشكل شرعي في كل دول الاتحاد الأوروبي وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي معظم الدول الحضارية التي تحظى حتى ولو بالقليل من الحريات.
وكلنا نتابع ونشاهد عمل معظم هذه الأحزاب المُعارضة، وكيف يجلس نوابها في البرلمانات، ويقدمون طروحاتهم دون أي تضييق من السلطات السياسية … في الكونغرس الأمريكي وفي البرلمان البريطاني وفي برلمانات دول الاتحاد الأوروبي.
بينما في البدان العربية يتم ليس فقط التضييق على نشاطاتها، بل الملاحقة والاعتقال لقادتها، تحت مختلف التهم السياسية، وصولاً إلى „ التخوين „ للوطن!
وفي العقد الأخير انتفضت بعض الشعوب في البلدان العربية بثوراتها ضد الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية بثوارتها، مثل: تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والسودان والجزائر وغيرها.
وما يميز الثورات هو تبني أهداف وشعارات سياسية للإطاحة بالنطام السياسي القائم، وتبني شعارات سياسية لإقامة نظام سياسي ديمقراطي لتحقيق المطالب المشروعة للجماهير الشعبية بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
المشكلة التي اعترضت بعض هذه الثورات هو خلق „ ثورات مُضادة „ سياسية وأحياناً سلاحوية ضدها وهذا بدعم عسكري ومالي ( وميليشيات جهادية ) من قبل بعض قادة الأنظمة العربية الذين خافوا على عروشهم.
وهكذا عاد العسكر للحكم في مصر، والمعارك المُسلحة في ليبيا واليمن …
أما في سوريا فالأمر ازداد تعقيداً باستمرار النظام الاستبدادي في الحكم، ومواجهاته من جهة „ للثورة المُضادة“ التي ساهم في خلقها بالتمويل والسلاح ( الإفراج عن بعض قادة الإخوان مع بداية الثورة … ورمي السلاح للمُتظاهرين .. )،
والتي بَشَّر بها منذ بداية الثورة السلمية، لينفي وجودها في سوريا … وبأن لأمر هو مواجهته لتنظيمات إرهابية، بينما في الواقع كانت مواجهته ليس فقط لقيادات الثورة بل بالقصف بالطيران والبراميل لعامة الشعب في المدن والقرى،
إلى جانب حملات الاعتقال والخطف … ! وهو الذي يتحمل أولاً مسؤولية الهجرة واللجوء لملايين السوريين.
أما الثورة السورية التي انطلقت في آذار من عام 2011 فهي مستمرة بأشكالها المختلفة: تظاهرات في الساحات والشوراع حيث تسنح الفرصة ( تظاهرت طيارة )، رمي المنشورات في الشوارع،
وفي الخارج التظاهرات المؤيدة للثورة ..والندوات والمؤتمرات لتوافق القوى السياسية على برنامج وقيادة مشتركة للثورة.
كما توجد قوى المعارضة السياسية السورية، مثل المعارضة السورية المتواجدة في موسكو وغيرها من الدول وفي الداخل التي تسعى لإصلاح النظام …ولتعديل الدستور ..إلخ.
ولكن بنفس الوقت، من الضروري التمييز بينها وبين قوى الثورة التي لا تقبل „ بالعمليات التجميلية للنظام „
وتعمل لإقامة نظام سياسي يُلبي أهداف الثورة.
الثورة السورية مستمرة إلى أن تحقق أهدافها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو