الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الأزمة الأوكرانية

فهد المضحكي

2022 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


توقع الجميع خفض التوتر والتصعيد بعد القمة الافتراضية بين الرئيسين بوتين وبايدن، لكن شيئا من هذا لم يحصل بل قامت روسيا بحشد المزيد من القوات على الحدود الأوكرانية، ورغم تهديدات الاوروبيين بفرض أقسى العقوبات على روسيا، لكن روسيا لم ترتدع واستمرت في حشد القوات وبقى الوضع على ما كان عليه، واستمر الغرب في التهديد، وأوكرانيا ترتعد وأعدت الخنادق والملاجئ استعدادا للحرب القادمة مع روسيا، والغرب أستمر في إمداد كييف بالسلاح والمدربين، وهو ما اعتبرته روسيا زحفا بطيئا لحف الناتو للاقتراب من حدودها، وهنا يجري الرئيس بوتين اتصالا بنظيره الفرنسي ماكرون، الأول يطلب بضمانات أمنية بعدم توسع الناتو، والثاني يطالب بخفض التصعيد ومحاولة حل الأزمة مع أوكرانيا بالطرق الدبلوماسية، والرئيس بوتين يتحدث عن أن قواته داخل أراضيها ولانية لبلاده في الهجوم على أوكرانيا. فيما يخص هذه الأزمة، ثمة رأي للمختص في الشأن الروسي د. نبيل رشوان يرى بعد انجلاء دخان التراشقات والتصريحات والاتهامات، تبين أن الأمر ليس أكثر من صراع بين الغرب وروسيا على مناطق نفوذ تعتبرها روسيا هي مناطق نفوذها وحديقة خلفية لها، وتعتبر روسيا - وهي على حق - توسع الناتو بضم أوكرانيا خطرًا عليها وتهديدًا لأمنها، فقررت إنشاء حائط صد تابع لروسيا داخل أوكرانيا، وما إقامة جمهورية دنيتسك الشعبية ولوجانسك الشعبية اللتين لا يعترف بهما أحد، إلا جزء من خطة روسيا لفصل الأراضي الروسية عن الناتو الذي سيكون في أوكرانيا كما يفترض. لكن الغرب كما كتب رشوان في صحيفة «الأهالي» المصرية من جانبه لا يتوقف عن محاولاته، فبالإضافة إلى التهديدات بالعقوبات المقاطعات وغيرها من الوسائل التي تعيق روسيا اقتصادياً كقوة لها دور يتناسب مع حجمها العلمي والثقافي والسياسي والعسكري حول العالم، فإنه يحاول عرقلة الجهود الروسية على سبيل المثال الاجتماع الذي عقد في ديسمبر الماضي مع طرفي نزاع ناجورنو كارباخ علييف رئيس أذربيجان وباشينيان رئيس وزراء أرمينيا مع المفوضية الأوروبية شارل ميشيل، رغم اجتماع نفس الشخصين مع الرئيس بوتين قبيل ذلك بأيام على خلفية اشتباكات وقعت بين دولتيهما على الحدود. كانت روسيا قد أعلنت عن الضمانات الأمنية التي تطلبها من الغرب والناتو، وتشير هذه الضمانات إلى عدم توسع الناتو شرقاً على حساب دول الإتحاد السوفيتي السابق وعدم إقامة قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق وعدم نشر نووية في خارج الدولتين روسيا والولايات المتحدة وفي حال حدوث ذلك يجب إعادتها.

الرئيس الاوكراني حضر قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتقى في اجتماع خاص بالرئيس الفرنسي والمستشار الألماني شولتز، الأول طالب روسيا بخغض التصعيد والثاني هدد بعدم منح التراخيص اللازمة لخط أنابيب الغاز «السيل الشمالي 2» وكان الاجتماع الاهم للرئيس الأوكراني زيلينسكي مع السكرتير العام لحلف النانو أينس ستولتنبرج، الذي وعد الرئيس الأوكراني بتقديم الدعم وأصر على أن كل دولة لها مطلق الحرية في الانضمام لأي تحالف تريد، وقال إن التهديدات الروسية لن تثني الحلف عن قبول أوكرانيا اذا ما اتخذ الحلف قراراً بذلك. كما نرى انقسم العالم إلى كتلتين، الأولى بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ويعتمد بالدرجة الأولى على حلف عسكري سياسي هو حلف الناتو، والثانية تشمل كل من روسيا والصين وبعض دول أمريكا اللاتينية مثل نيكاراجوا وفنزويلا، ولايربط بين هذه الدول أي حلف عسكري، لكن في كل الأحوال هناك قطبان مختلفان سياسياً أو لنقل أنهما متناقضان، لكن ليس على أساس إيديولوجي كما كان في زمن الحرب الباردة، أو يسعى كل طرف لتدمير الآخر على أساس الإنتماء الطبقي للآخر، فالصين على سبيل المثال أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بحجم تبادل تجاري يفوق التريليون دولار، ولانتصور أن أيا منهما سيتخلى عن ذلك في لحظة غضب أو حتى من أجل صداقة وتحالف مع دولة أخرى أو حتى من أجل تكتل، ولاحتى الولايات المتحدة أو حلف الناتو أو الإتحاد الأوروبي سيدخل حرباً من أجل إعادة دنباس أو القرم لاوكرانيا فالغرب له أيضا مصالح مع روسيا، وهي من أهم الأسواق للبضائع الأوروبية، وأوروبا سوق هام للمحروقات الروسية. أما هل ستقوم روسيا بالهجوم على اوكرانيا فعلا، فالاجابة لا بالقطع، وأجهزة المعلومات الامريكية والصحافة الغربية حتى الآن لا تستطيع الإجابة عن هذا السؤال ويقولون إنهم غير متأكدين، لكن في حال وقوع هجوم فإن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات شديدة للغاية على روسيا، واتصل الرئيس بايدن بحلفائه الاوروبيين في فرنسا وبربطانيا وألمانيا وإيطاليا وطلب منهم دعوة روسيا لحل مشكلة الانفصال في شرق أوكرانيا. أما ماذا تريد روسيا، فالأمر واضح ولا يحتمل الجدل، وهي أعلنت اكثر من مرة أنها لا تسعى للنزاع، وتريد تأمين توازن للمصالح في المنطقة، والأهم أن روسيا تطالب باعطائها ضماناً بعدم توسع الناتو شرقا، أو حشد أسلحة للحلف بالقرب من حدودها، بل ذهب بعض المحللين لأبعد من ذلك فيما تطلبه روسيا وهو عدم إعطاء الغرب فرصة لتقوية العلاقات مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. من جانبها لتحقيق أهدافها تضغط روسيا على حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا من خلال التهديد بقطع الغاز، حيث تستورد أوروبا نصف احتياجاتها من روسيا، وبسبب الأزمة الحالية ارتفعت أسعار الغاز بدرجة لم تحدث من قبل.

على الجانب الأوكراني هناك من يحاول بث الرعب في القلوب من خلال التهديد بأن الحرب إذا بدأتها روسيا ستتحول إلى حرب عالمية ثالثة، كما صرحت بذلك السيدة يوليا لابوتينا وزيرة شؤون المحاربين القدماء، التي قالت: «من الناحية الجيوسياسية هذا السيناريو محتمل «الحرب العالمية»، وأشارت إلي أنه يجب إعطاء الوضع في أوكرانيا أهمية خاصة من أجل «الأمن في كل القارة الأوروبية»، وأضافت لابوتينا إلى أنه في حال هجوم روسيا على اوكرانيا، فإن الحرب ستتسع رقعتها ولن تقتصر على أوكرانيا. على أي حال تؤكد روسيا كل يوم على أنها ليست عازمة على القيام بأي عمل عسكري ضد أوكرانيا، وأكدت أكثر من مرة أن قضية الدنباس داخلية وعلى أوكرانيا التفاوض مع مواطنيها في جنوب شرق البلاد في إطار الإتفاقية الموقعة. ولكن الأهم من ذلك إذا نجحت روسيا في خلق تكتل مواز للناتو والولايات المتحدة وأوروبا، فإنها تكون قد كسرت أحادية القطب بالفعل، وهذا قد يجذب لها المزيد من الحلفاء المترددين حتى الآن. وإن استبعد ذلك في الوقت المنظور لأن منظمة شنغهاي، والبريكس وغيرها كلها كانت محاولات روسية لكسر الاحتكار الأمريكي لمصير العالم، والأهم هو السعي لضم الهند لهذا التكتل فعلى الأقل هذا التكتل سيمثل ما يقارب من نصف سكان الكرة الأرضية، وسيكون له الغلبة على الأقل من الناحية السكانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ