الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربات مجردة (5)

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 1 / 16
القضية الفلسطينية


لا شك في أن إعلان البرلمان الإسرائيلي في سنة 2018 ( 25 سنة بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو) عن تبنيه لقانون اساسي يقضي " بان أسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي " ، يمثل تحولا فارقا في تاريخ القضية الفلسطينية ، التي بدأت كما هو معروف على شكل " أناس يقهرهم المستعمر" ثم تحولت إلى " أناس طردهم و أخلاهم المستعمر " من جزء اقتطع من بلادهم في سنة 1948 ، قبل أن يقع الجزء المتبقي تحت الإحتلال في سنة 1967 . بكلام آخر يضعنا القانون الإسرائيلي أمام إشكل يختصره الفيلسوف الفرنسي Gilles Deleuze ـ كيف يتم الإفراغ ، كيف يُفرغ شعب ـ ؟
لست بصدد التذكير بما تعرض له الفلسطينيون في سياق السيرورة الإستعمارية ـ الإستيطانية التي اطلقتها بريطانيا في مطلع القرن الماضي حيث استخدم فيها الإجلاء و الإخفاء ( المجزرة إخفاء، دير ياسين نموذجا ، و قانون الغيتو " من أجل تحقيق " الفراغ ".
فما ابتغيه في هذا الفصل هو مقاربة القضية الفلسطينية بما هي " إنتاج" الاستعمار البريطاني تحت تأثير مفاهيم الذهنية الأنكلو ساكسونية ـ الإنجيلية ـ المناقضة للمساواة بين البشر لصالح تراتبية تميز" الشعب المختار" من غيره ، من خلال نموذج الإستعمار الإستيطاني الفرنسي للجزائر الذي انتهى بالتحرير و قيام الدولة الوطنية الجزائرية . أما مبررات هذه المقارنة فمردها إلى أوجة التشابه الكثيرة بين الإستعمارين ، إلى حد أني أعتقد أن أحدهما يمثل شكلا مقلوبا عن الآخر . لن أدخل هنا في تفاصيل هده المسألة و إنما يهمني هو الحل الذي تم التوصل إليه في نهاية حرب التحرير الجزائرية في مطلع سنوات 1960 ، في حين أن المعطيات تفيد بان القضية الفلسطينية تزداد تعقيدا وأن الحل يبدو بعيدا جدا . لا سيما أنه لم يبق في ظاهر الأمر في الساحة الفلسطينية و كواليسها إلا اللاعب الإسرائيلي الذي غيّب جميع المعنيين .
فلو سألت جزائريا من الجيل الثالث و ما بعده ، يحيا في فرنسا ، عن وطنه لأجابك تلقائيا ، فرنسا . هو فرنسي جزائري ، لا فرق ، و لكن وطنه هو فرنسا . بتعبير أكثر وضوحا هو جزائري فرنسي ، علما أنه لم يكن باستطاعة جده في الجزائر أن يحصل على بطاقة هوية تثبت أنه فرنسي من الجزائر . تجدر الملاحظة إلى أنه تم بالمقابل إجلاء المستوطنين الأوروبيين من الجزائر بعد الاستقلال . كان هؤلاء في الجزائر فرنسيون جزائريون يتمتعمون بكامل الحقوق ، فصاروا بعد استقلالها فرنسيون فقط .أغلب الظن أنه لو شعر الأصلي أنه جزائري فرنسي لتغيرت المعطيات .
استنادا إليه ، لماذا لا يكون " حفيد" اللاجئ الفلسطيني إلى لبنان ، اليوم ، لبنانيا بعد مرور أكثر من سبعين عاما على النكبة ؟ و استطرادا لماذا لا يكون " حفيد " المستوطن الإسرائيلي من أصل أوروبي ، فلسطينيا ؟ ولكن قبل هذا و ذاك ، لماذا لا يكون الفلسطيني ، الذي يحيا على أرض فلسطين ، فلسطينيا ؟ و لا بد في السياق نفسه من التفكر في هوية اليهودي الذي من المعروف أن جده اجتذب إلى فلسطين ، بطريقة أو باخرى ، من البلاد العربية باسم رابطة دينية ( اليهود جزء من النسيج السكاني في جميع البلدان العربية . نشير إلى أطروحات المؤرخين كمال صليبي و فاضل الربيع عن ظهور الديانة اليهودية في جنوب شبه جزيرة العرب ) .
ما أود قوله هو أن القضية الفلسطينية ليست قضية صراع ديني و أنما هي قضية نفوذ أستعماري ، اتخذ في الماضي شكل تصادم مسيحي غربي ـ اسلامي مشرقي ثم تحول إلى يهودي صهيوني ـ إسلامي . من البديهي أن الدول الغربية و في طليعتها الولايات المتحدة سوف تواصل تمويله حتى تبلغ مقاصدها . و بالتالي من غير المنطق الاعتماد على هذه الدول في ايجاد الحلول لوقف سفك الدماء والتدمير و التهجير . لا ننسى في هذا السياق أن الولايات المتحدة تضم عددا من اليهود لا يقل عن عدد اليهود الإسرائيليين ، تتشكل منهم جماعات ضغط و تأثير على القرار الأميركي ،فلا نبالغ بالكلام أن في الولايات المتحدة دولة صهيونية تغدي الدولة الصهيونية في فلسطين . ينبني عليه أنه كلما إزدادت نسبة العلمانيين في فلسطين تنامت القدرة على إلغاء التمييز العنصرو على التحرر من النفود الأميركي و الرجعي و اقترب الحل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا