الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح القومية والدولية - الجزء 8

أشواق عباس

2006 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


العالم العربي وتحديات النظام الدولي الجديد

إنَّ الاتجاه العام لمواقف وتصورات التيارات القومية والإسلامية من "النظام الدولي الجديد"، ينطلق من فكرة المواجهة والمعارضة والرفض. وهي مواقف تحددها بالأساس المرجعيات الإيديولوجية لكل منهما تجاه ماهية "النظام الدولي الجديد" ، وتأثيراته القائمة والمحتملة على العرب والمسلمين. فالتيارات القومية العربية، تنظر إلى "النظام الدولي الجديد" باعتباره عدواً للفكرة القومية والوحدة والتنمية المستقلة. إضافةً إلى ما فيه من مساع لتكريس علاقات السيطرة والهيمنة. أما التيارات الإسـلامية فإنّها تعتقد بأنَّ "النظام الدولي الجديد" يناصب الإسلام العداء، بل ويشن حرباً "صليبية" جديدة على المسلمين. من هنا مسعى هذا التيار لإحياء ما يسميه "النموذج الحضاري الإسلامي" . وهناك من يذهب إلى ضرورة التحالف بين قوى التيارين لمواجهة التحديات والمخاطر التي تستهدف العرب والمسلمين من قبل النظام الدولي.
مما سبق يتضح، بأنّه وعلى الرغم من اختلاف التصورات والأحكام المتعلقة بالتعامل مع المتغيرات والقوى الدولية، لكنها لا تنفي الاتفاق حول مواقف أساسية هي بمثابة مقدمات ضرورية للتعامل العربي مع هذه المتغيرات الدولية. ومن أهمها: إعادة ترتيب البيت العربي من الداخل من خلال صياغة جديدة للعلاقات العربية – العربية مبنية على المصارحة والمكاشفة، والقضاء على مصادر الصراع والتوتر بينها، والاتفاق على أسس وقواعد لإدارة هذه الصراعات وحلها. إضافةً إلى ضرورة التقييم الموضوعي والجاد لتجارب العقود الخمسة المنصرمة، بقصد الوقوف على الأسباب الجوهرية القائمة وراء تعثر العمل العربي المشترك. وأخيراً تطوير استراتيجيات وبرامج عربية للتعامل مع المتغيرات الدولية التي سبق ذكرها . كل ذلك من أجل تدعيم قدرة العرب على التكيف مع المتغيرات الدولية الجديدة، والاستغلال العقلاني للفرص الجديدة التي توفرها هذه المتغيرات، وهي استراتيجية تفرض تطوير المؤسسات المشتركة، وبالأخص جامعة الدول العربية. ومن هنا أهمية إحياء دورها وتطويرها حتى تستطيع النهوض بمسؤولياتها في دعم العمل العربي المشترك، وتفعيل دورها في "النظام الدولي الجديد" .
وقد وجدت هذه الأفكار انعكاساتها في تأكيد بعض الباحثين والمفكرين على ضرورة صياغة إستراتيجيات عربية للتعامل والتعاون في المجالات المتعددة. مثل العلم والتكنولوجيا الحديثة، والتكتلات الاقتصادية الدولية، وتوثيق علاقات العرب بالقوى الدولية الصاعدة، والحوار مع الثقافات الأخرى . وهي استراتيجية ممكنة التحقق في حال تحقيق التكامل العربي، وتدعيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلاً عن تعميق الأصالة الثقافية والحضارية، وتحقيق التنمية والعدل الاجتماعي.
غير أنَّ معطيات الواقع ما زالت تؤكد على أنَّ هذه الرؤية لم تتحقق بعد. وهو دليل على عدم ارتقاء الرؤية الرسمية العربية إلى مصاف إدراك طبيعة التحديات والتغيرات في العلاقات الدولية. وهو واقع يجد انعكاسه في ميدان العلاقات الدولية للعالم العربي المعاصر في استعادة الدول الكبرى لتقاليد الماضي تجاه العالم العربي، وبالأخص ما يسمى بقضية الشرق الأوسط من أجل تنفيذ استراتيجيتها الخاصة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا