الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقص مع الشيطان..

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2022 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى اغتيال قادة النصر قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ومرافقيهما، أصدر التحالف الدولي بقيادة الولايات قبل أيام بيانا زعم فيه أن هجوما، صاروخياً استهدف قواته يوم الأربعاء الماضي بست قذائف صاروخية أطلقت على قاعدة القرية الخضراء التي يتواجد فيها قوات تابعة للتحالف في مناطق نفوذ الجماعات الكردية الحليفة شمال شرق سوريا، واتهم البيان كالعادة وفي خطوة مدروسة ما وصفها بـ “الجهات الخبيثة المدعومة من إيران” بإطلاقها.
ثم أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لاحقًا أيضاً عن قيام دفاعاته الجوية بمعالجة طائرة مسيرة زعم أنها حاولت الاقتراب من قاعدة عين الأسد الجوية التي تتواجد فيها قوات من التحالف في محافظة الأنبار.
و بيْن التحالف أن “هذه الصواريخ سقطت على بعد نحو كيلومترين من القاعدة”، ووصف الحادث بأنه “عمل طائش آخر كان من الممكن أن يُلحق أضراراً بالغة بالمدنيين العراقيين الأبرياء”.

ومفهوم أن هذا البيان والهجوم والطائرات المسيَّرة والصواريخ تم ترتيبهما في ذكرى استشهاد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وكأنها رسالة من القوى السياسية وفصائل المقاومة المطالبين بأخذ الثأر من قاتل الشهيدين. فالمُلاحظ أن الهجوم المزعوم ، يفتقد الدقة في توجيهها لتصيب أحداً من الأميركيين أو غيرهم في القاعدتين م كالعادة في كل الحالات السابقة التي أُريد لها أن تحقق أهدافاً سياسية وعسكرية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وتفسير هذه اللعبة الخالية من الدماء، يؤكد أن الولايات المتحدة تتجنب التصعيد بعد أن قطعت مفاوضاتُها في فيينا حول الاتفاق النووي شوطا مبشرا بالسعادة، بعد صبر طويل.

فقد صرح ممثل روسيا الاتحادية في العاصمة النمساوية ميخائيل أوليانوف رداً على سؤال عما إذا كان الوفد الإيراني سيجلس قريباً مع نظيره الأمريكي على طاولة واحدة في فيينا ، فقال “إن انطباعي هو أن إيران والولايات المتحدة ستجلسان معًا على طاولة واحدة عند استعادة الاتفاق النووي ورفع العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة”.

ومن جانبه كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تغريدة على حسابه على تويتر “محادثات فيينا تسير بشكل طبيعي وجيد”. وأضاف أن “مبادرات الجمهورية الاسلامية هي التي ساهمت في خلق تلك الأجواء”.

بالنسبة للعراق ، ومع تدشين البرلمان الجديد أعماله بأعمال عنف تمثل بالاعتداء على رئيس السيد محمود المشهداني، واستعراضات بـ "التكتك" و "الأكفان" وجهت رسائل مشحونة بالدماء ، وشحنت تلك الفئة الكارهة لايران كونها ساعدت في دحر الارهاب وكسر شوكة داعش ومن يقف خلف التنظيم الارهابي ، و سيتم تحريف كل ماجرى تحت قبة البرلمان من قبل الماكنة الإعلامية المرتبطة بالمحور الأميركي والصهيوني الاماراتي السعودي ، فإن هذا متوقع ومعروف منذ زمن بعيد ، ولا جديد فيه ، فهي قادرة ، في ظل تراخي الاعلام الرسالي، على خلط الطين بالعجين، والباطل بالحق، والسياسة بالمذهب وبالطائفة والجهاد والشهادة ، حسب الحاجة وتبعا لظروف المصلحة ، وفي سياق ما تريده الأجندة الأمريكية في العراق.

ويكفي مراجعة ما ستقوله الفضائيات والإذاعات والجرائد والمجلات التي تسبح بحمد الأمريكي وحلفائه وأتباعه مباشرة، أو بالواسطة، والتي دوختنا على امتداد أكثر من 18 عاما بالهتاف لتحرير البلاد من الاحتلال ، وبالمقاومة تحت راية القاعدة في بلاد الرافدين وأخواتها وما جاء بعدها.
فالجميع يعلم بأن هذا التخادم بين تلك التنظيمات الارهابية التي لبست لبوس المقاومة وقوى الاحتلال ، قائم منذ زمن بعيد، من قبل غزو صدام للكويت، وتكرس وتجدد بعد غزو العراق لتمسك الولايات المتحدة بيدها بكل أوراق اللعبة قبل أن تتأسس المقاومة العراقية الحقيقية.
من هنا لم يكن صعبا حلُ اللغز الشائك المتمثل في إصرار الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا على تزوير الانتخابات ، وبالتالي تسليم العراق لمجموعات عراقية تم اختراقها بدقة وعمق ، لتغيير حقيقة تكوينها الفكري والعقائدي والتسليحي والتمويلي ، ليقفوا في مواجهة فصائل المقاومة التي قاومت الاحتلال وقارعت الارهاب الذى جاء به وعرّت أهداف الولايات المتحدة وحلفائها.
وتحت شعار الإصلاح ، ستستمر أعمال العنف و التحشيد الطائفي والقومي ، لايجاد الأجواء التي يحتاجها رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي للاستمرار في منصبه بعد تزوير الانتخابات.
وربما يكون البيت الأبيض ودوائر الاستخبارات ممتنين للكاظمي على الوعد الذي قطعه بالتصدي لفصائل المقاومة ، لكنه بدا -من وراء الكواليس- غير قادر على ذلك .
وتحدد المظاهرات المفتعلة ، وحتى محاولات الاغتيال ، الخطوط الحمراء التي لا يستطيع الكاظمي تجاوزها، على أن أكبر معضلة تنال من جهوده للابقاء على الاحتلال وتهديده المستمر لسيادة العراق لا تكمن في الخوف بقدر ما هي في الطموح. فالإفراط في التصدي لفصائل المقاومة من شأنه تقويض أمله في الحصول على موافقة تلك الحركات السياسية الرافضة لبقاء الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش