الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان الاسرائيلي على لبنان ... حماس.. والتاريخ الذي يعيد نفسه

سامي حسن

2006 / 9 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


مع بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان، وبينما كانت عيون الناس مشدودة تتابع يوميات الحرب على الفضائيات، توجهت عيون الكثيرين صوب
الفصائل الفلسطينية ولا سيما حركة حماس معتقدة أنها ستبادر لاطلاق العمل المقاوم من جديد، سيما أن الظروف مناسبة لذلك، فالحرب كما أعلنت مفتوحة، وتباشير النصر تلوح بالأفق وأزمة العدو الصهيوني العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية آخذة بالتصاعد. والمطلوب هو تعميق هذه الأزمة عبر تصعيد المقاومة على جميع الجبهات، والجبهة الفلسطينية، والقوى الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، لأسباب عديدة، مرشحة للقيام بهذا الدور أكثر من غيرها- بغض النظر إن كان حزب الله قد طلب ذلك أم ولكن هذه الجبهة لم تفتح، والقوى الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس- التي سنتناول موقفها- لم تحرك ساكنا بالرغم من استمرار الحرب ثلاثة وثلاثون يوماً؟
الحقيقة أنه ربما نجد تبريراً لموقف بعض قوى المقاومة الفلسطينية بالقول أنها من الأساس ضعيفة، أو أن إمكانياتها متواضعة؟ ولكن ليس هناك أي تفسير منطقي لموقف حماس - وهي التي تمتلك الامكانيات وكانت قد جربت في أصعب الظروف وبرهنت أنها قادرة إن أرادت على فتح الصراع متى شاءت - إلا أنها لم ترد ذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : لماذا؟
إننا لا نمتلك الاجابة الكافية والوافية على هذا السؤال ولكن توقفنا عند النقاط التالية ربما يساعدنا في مقاربة الاجابة:
1- من الواضح أنه بمجرد فوز حماس بانتخابات المجلس التشريعي وقبيل وبعد تشكيلها للحكومة لم تتوقف عن بعث الرسائل المتعددة بأنها حركة براغماتية يمكنها التعامل بواقعية حيال الصراع مع المشروع الصهيوني وموازين القوى والظروف الراهنة ، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن توقفت حركة حماس- وهي التي رفضت في السابق الالتزام باستراتيجية وطنية شاملة للمقاومة تقوم إحدى ركائزها على حصر النشاط العسكري للمقاومة في الأراضي التي احتلت عام 1967 - عن القيام بأي عمل عسكري في أي مكان من فلسطين التاريخية ؟ أما الصواريخ القليلة التي أطلقتها وبشكل متقطع خلال تلك الفترة الأخيرة فليس لها أي علاقة باستراتيجية حقيقية للمقاومة .
2- يبدو أن للسلطة - حتى لو كانت وهمية وشكلية - إغراءها الذي لا يقاوم؟؟؟ فبالرغم من اعتقال الوزراء في الحكومة بما فيهم نائب رئيس الوزراء، و عدد كبير من أعضاء المجلس التشريعي ومنهم رئيس المجلس، لا زالت حماس مصممة على المضي في سياسة ضبط النفس وتقديم شهادات حسن السلوك- مقلدة في ذلك السلطة والحكومة السابقة التي كانت تسيطر عليها حركة فتح، وربما متفوقة عليها- معلنة أن هدف إسرائيل هو إفشال الحكومة، وهو ما لن تسمح به. والحقيقة أن تخلي حماس عن السلطة التي وصلت إليها بانتخابات ديموقراطية هو إقرار بالهزيمة أمام الشروط والضغوط الاسرائيلية والأمريكية، ولكن في نفس الوقت فإن حماس كانت قد أنتخبت على أساس برنامج المقاومة، وإن استمرار سلوكها موقف المتفرج حيال استمرار الاعتداءات والجرائم الاسرائيلية اليومية بحق شعبنا، يدل على أنها قد ضربت عرض الحائط برنامج المقاومة الذي هو برنامجها، وهي مستعدة للاستمرار في ذلك طالما استمرت دوافعها البراغماتية؟
3- لم يعد خافياً على أحد العلاقة الوثيقة التي تربط حركة حماس بالنظامين المصري والسعودي ومدى تأثيرهما ونفوذهما على حركة حماس، فهل يفسر موقف هذين النظامين من حزب الله ومن العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان سبب عدم ملاقاة حركة حماس في فلسطين لمقاومة حزب الله في لبنان؟.

بالأمس كانت الانتفاضة بجماهيرها الفلسطينية المناضلة المضحية المميزة بكفاحية قل نظيرها تنادي وعلى مدى سنوات أن الوقت مناسباً للالتحام بها، وأن الفرصة متاحة لتصعيد وتفعيل الصراع مع العدو الصهيوني وجعله صراعاً مفتوحاً، فلم يلب النداء كما كان يجب أياً من القوى والأحزاب خارج فلسطين ؟! اللهم إلا أصوات الشعوب في الشوارع التي سرعان ما تم قمعها و امتصاص فورة غضبها وإجهاض امكانيات تطور حركتها.
واليوم لم تلب القوى الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس نداء الواقع بضرورة تفعيل المقاومة في فلسطين والتشبيك مع المقاومة في لبنان، فهل هو انتقام التاريخ لنفسه أم أنه التاريخ الذي يأبى إلا أن يعيد نفسه في منطقتنا مآسي ومهازل مرات ومرات؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغارديان تكشف نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية


.. تراجع مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين للمرة الثانية




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام -الع




.. ديفيد كاميرون: بريطانيا لا تعتزم متابعة وقف بيع الأسلحة لإسر