الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البومة فوق السطح وأنابيب الغاز لم تستطع حماية البيت

شوقية عروق منصور

2022 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أجتمع هواة مراقبة الطيور في مدينة واشنطن أمام إحدى المباني، وأخذوا يراقبون بومة الثلج، القادمة من القطب الشمالي، فرحين بحركاتها المبهرة، ويقومون بتصويرها من كل الجوانب، لقطة إخبارية عابرة ، ثم تأتي اللقطة الإخبارية الموجعة، شباب يقومون بحماية بيت محمود صالحية في مدينة القدس من الهدم ، يتمركزون في سطح البيت إلى جانب أنابيب الغاز الجاهزة للتفجير، والكاميرات تقوم برصد أنابيب الغاز، إذا حاولت السلطات الإسرائيلية هدم البيت، فالتهديد بتفجير البيت متوقف على شرارة.
ولكن رغم مقاومة الشباب، يتم تفجير المنزل في منتصف الليل وترحل العائلة بعز البرد والصقيع، ولا نعرف هل البومة الامريكية رجعت إلى القطب الشمالي ، أم اجتمعت مع الرئيس الأمريكي وقد تكون جاءت لمناصرة الحكومة الإسرائيلية ومساعدتها في اكمال مشروع الهدم والمصادرة .
يقال" عندما تدعى إلى المائدة يجب أن تكون من الآكلين لا طبخة في صحن " لكن طبخات المؤتمرات والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أثبتت أن الفلسطيني هو وأرضه وعنوانه وبيته مجرد طبخة في صحن فوق مائدة الجشع الاحتلالي ، والبطن الإسرائيلي على استعداد لتفصيص العظام الفلسطينية حتى آخر عظمة .
لا ندري كم سيتحمل الفلسطيني ؟ تكرير القتل والموت – حتى كبار السن لم يسلموا من القتل - والاعتقالات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، واستنكار السلطة وادانتها مجرد ورق نشاف، فهي عاجزة عن حماية دموع طفل، ومن يقول " العين لا تقاوم المخرز " فالتاريخ أثبت أن هذه المقولة خاطئة وتستغل ضعاف النفوس .
تعلمنا أقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم، ولكن في السياسة لا يوجد خط مستقيم، يوجد فقط خطوطاً متعرجة، تعرينا ، كل يوم تغتال أحلامنا ، وفي كل يوم تبرز شهادات الوضع الفلسطيني المتأزم .
مؤتمرات ولقاءات ومفاوضات تدلنا على العجز الذي نعيش فيه ، حتى السفارات الأجنبية في القدس، وقفت تتفرج على هدم البيت، بعضها استنكر بخجل، وجميع الكلمات المبطنة بالتعاطف المزيف، لم تستطع حماية أسرة محمود صالحية التي وجدت نفسها بعد سنوات طويلة من العيش في بيتها، أنها لا تملكه، لأن العقلية الإسرائيلية أرادت أن تقدمه هدية للتوسع وإقامة المشاريع الاحتلالية .
كلما اجتمع رئيس السلطة " أبو مازن " مع أحد المسؤولين الإسرائيليين تتدلى صور الاجتماعات لتسجل تراكم الغبار فوق الملفات ويبقى شقاء الفلسطيني يتناسل غضباً ورفضاَ وعجزاً ، حتى أصبحنا مثل محنطي الطيور نحنط طيور الأمل والتفاؤل ، ولكن تبقى الطيور فارغة من زقزقتها ، مجرد اجسام متعفنة مع الزمن للعرض فقط. في أحدى حوارات الكاتب الأردني " مؤنس الرزاز " قال ( ان الكاتب العربي لا يحتاج من أجل انتاج الفنتازيا إلى جهد كبير حسب أن يتأمل الوقائع العربية الراهنة تفيض الفنتازيا فتسود أوراقه ) ونحن نضيف يكفي أن نتأمل الواقع الفلسطيني لنغرق في مستنقعات الوجع، لا نريد أن نسأل أين اليسار اليهودي لأننا نعرف أنه يغط بالنوم أما أن نعرف أن هناك أعضاءً عرب في حكومة بينت والعقلية الاسرائيلية الحاكمة تشير إلى بوصلة القمع والهدم ومصادرة الأراضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز