الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


19 يناير, ذكرى مذبحة نريف

كوسلا ابشن

2022 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يستذكر أهل ريف الهجوم البربري الذي شنه مرتزقة النظام الكولونيالي بأمر الحسن الفاشي على ريف و إرتكابهم لأبشع مذبحة دموية ضد الأمازيغ العزل من السلاح, تهمتهم الرئيسية أنهم ينتمون الى الهوية الأمازيغية المحلية والى منطقة حرمتها سياسة التمييز العرقي من التنمية والعدالة و الحرية .
سياسة الإضطهاد القومي و الإجتماعي الممنهجة التي ينتهجها النظام الكولونيالي تصطدم في فترات محددة من سيرورة الوعي الشعبي بالتمرد الذي يولد المقاومة في شكل إحتجاجات و إنتفاضات سلمية أو عنفية. و ريف المضطهد بفعل سياسة التمييز العنصري (التهميش و الإقصاء والإستبداد), و حالة البؤس و الإحباط و التفقير, بدوره لنفس العوامل أشعل إنتفاضته السلمية (19 يناير 1984) المنددة بسياسة التمييز العنصري, و من أجل التنمية المستديمة و الحرية, واجهها النظام الكولونيالي أنذلك بالمدرعات و طائرات الهليكوبتر و حشد من المتوحشين مدججين بالسلاح يطلقون الرصاص في كل الإتجاهات لا يميزون بين الأطفال و الكبار و العجزة. المسيرة السلمية تحولت الى مجزرة جماعية, بإستمرار إطلاق الرصاص العشوائي لأيام متتالية في المنطقة تزهق الأرواح البريئة, حصدت الهجمة البربرية العرقية, أرواح مئات الشهداء و الجرحى و المعتقلين.
إنتهاك الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و السياسية, أنتج عنه ارتفاع عدد العاطلين عن العمل لغياب المشاريع التنموية بالمنطقة, وغياب المرافق الإجتماعية و الثقافية, بالإضافة لسياسة المقاربة الآمنية, عوامل حتمية للإنفجار الشعبي في شكل إنتفاضاته السلمية التي يقابلها النظام الكولونيالي الوحشي بأساليب الآبادة الجماعية و الترهيب النفسي لدفع الأهالي الى الهجرة القسرية. هذه الأساليب اللاإنسانية تكشف القناع عن السياسة العرقية العدوانية الهمجية للنظام العروبي الكولونيالي. حالة ريف المقهور تدخل ضمن السياسة الممنهجة للإبادة الجماعية للشعب الأمازيغي,
مذبحة 19 يناير 1984, تعد حسب القانون الدولي ضمن الجريمة الإبادة الجماعية (جينوسيد), الذي أقرته الأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1948.
بمقتضى القرار الدولي, فالمادة الثانية, تشير الى أن الإبادة الجماعية هي كل الأفعال المرتكبة عن قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.
انتهاك الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية والثقافية و السياسية, والمجازر الجماعية (1958-59) و (1984), هي أفعال عنصرية و إبادة جماعية ضد اثنية أمازيغية عن قصد تدميرها بإرادة النظام الكولونيالي. رغم أن هذه الإنتهاكات حسب القانون الدولي, تدخل ضمن قرار الإبادة الجماعية. و رغم أن القانون الدولي يعاقب مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية, إلا أن النظام الكولونيالي العروبي في بلاد الأمازيغ. لم تتخذ الجمعية العمومية لهيئة الامم المتحدة إجراءات شجبية وعقابية ضد النظام الكولونيالي العروبي, نظرا للدعم اللامحدود الذي تقدمه الإمبريالية و الصهيونية لهذا النظام الزابوني العميل.
تحظى سياسة الاضطهاد القومي و الإجتماعي المنتهج ضد الشعب الامازيغي و خاصة بريف التحدي و الصمود, بدعم كبير من طرف القوى الامبريالية و الصهيونية و الأنظمة الرجعية, و هذا ما يشجع أكثر النظام الكولونيالي العروبي على إرتكاب المزيد من الإنتهاكات لحقوق الشعب الامازيغي و المزيد من المذابح العرقية مع الإفلات من المحاكمات الدولية.
السياسة العنصرية و الإضطهاد القومي, قد تستمر في الزمن, و قد يفلح النظام العرقي في إخماد الإنتفاضات السلمية و الإحتجاجات الشعبية, إلا أن واقع الإضطهاد سينتج في حالة نضوج الشروط الضرورية للثورة التحررية الريفية حافر قبر العنصرية و الإضطهاد القومي, وليرتعش النظام العرقي الكولونيالي من الثورة القادمة.
سيبقى يناير محفورا في الذاكرة الجماعية للريفيين, كما ستبقى الأفكار التحررية لجمهورية نريف تنير درب المناضلين الأحرار بريف و بتامازغا.
" فكر بهدوء وإضرب بقوة " ( الرئيس الراحل, محمد ع الكريم الخطابي).
المجد والخلود لشهداء الحق الطبيعي الأمازيغي بريف و بتامازغا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا