الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصر الله والإعتراف بالخطأ

جمال هاشم

2006 / 9 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


> هكذا تحدث حسن نصر الله عن الخطأ في التقدير الذي قاد حزب الله إلى خطف الجنديين الإسرائليين , وما جره ذلك على لبنان من دمار وخراب ومئات القتلى والمشردين والنازحين رغم صمود ميليشيات الحزب في وجه الآلة العسكرية الصهيونية ، لقد كان اعتراف حسن نصر الله بهذا الخطأ بمثابة صدمة لكل الغوغائيين من أنصار > والحماس اللاعقلاني الذين صموا آذانهم عن سماع صوت العقل منذ بدء الحرب ورفضوا أي حديث عن الخطأ أو سوء التقدير ، واعتبروا النقد العقلاني الهادئ لمغامرة حزب الله ،وتجاوزه لحكومة بلده تحليلا مؤيدا لأعداء الأمة ونوعا من الخيانة للمقاومة ... إلىنهاية الأسطوانة التي يتقنها <<مطرب الشارع العربي >> المذيع فيصل القاسم . لقد كان أنصار الحرب التي أعلنها حزب الله يتغاضون عن سقوط القتلى من الأبرياء وعن التدمير الشامل وعن الحصار البحري والجوي والبري، ولايرون في المعادلة إلا صمود مقاتلي حزب الله وليذهب لبنان إلى الجحيم . وأضاف حسن نصر الله بنوع من الجرأة السياسية التي غابت عن كل<<الحنجوريين >> الحماسيين: <<... أنا لاأقبل ولا حزب الله ، ولا الأسرى في السجون الإسرائلية يقبلون بذلك وحتى أهاليهم لا يقبلون، لكن هذه النتيجة لم تخطر على بال أي منا في القيادة ولوبنسبة واحد بالمائة رغم كل التجربة العريقة لجميع أعضاء القيادة .>> هذه هي الجرأة السياسية المطلوبة لدى أي قائد سياسي محنك ،فالإعتراف بالخطأ فضيلة ، ومدخل لاستخلاص الدروس اللازمة وإعادة بناء البلد على أسس جديدة ، أسس الوحدة الوطنية الحقيقية التي لامجال فيها لسعي حزب الله لبناء دولة داخل الدولة ، ولالجر البلد برمته نحو الهاوية نتيجة تقدير خاطئ . إن أنصارالحرب و<<مساندي >> المقاومة دون قيد أوشرط هم الذين تحدثوا طوال الحرب عن <<قدسية >> المقاومة فنزهوها عن الأخطاء فالشركالعادة هو الآخر،أما حسن نصر الله فهو بطل أسطوري <<منزه >>وكل من انتقده فهو خائن ومتأمرك ومتصهين ... إلى أن ظهر نصر الله بلحمه وشحمه واعترف بخطأ قيادة حزب الله في تقدير رد الفعل الإسرائيلي ، فخرست الألسن <<المتحمسة>>وبدأت تعود تدريجيا إلى صوابها وتتراجع عن تهجمها على كل الكتاب الليبراليين العقلانيين الذين تحدثوا عن خطأحزب الله منذ بداية الحرب ورفضوا الإنخراط في مواكب <<النصر>>الوهمي وفي الخطابات الحماسية الملتهبة التي تجاهلت أكثر من ألف قتيل والدمار الذي قدرب 15 مليار دولار والحصار الكلي على لبنان ، وعادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل ست سنوات ... فهل هذا هو النصر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب