الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوة تكمن في الكلمة ... والكلمة قوة

سلمى الخوري

2022 / 1 / 20
الادب والفن


كل ما يدور حولنا ليس جديداً ...
لا زالت الشمس في مدارها والقمر يلحق بها ولا يصلها.
تحيا الأرض بين الأثنين نوراً وظلاماً ، وما على الأرض يدور
ويدور منذ دهور ،لا يُعلم تعداد دوراته لا الدين ولا العلم اللذين
لم يُأكدا ولم يقررا يقيناً ما هو عمر هذا العالم وما عليه . ليس
العمر مهماً ، لكن المهم " الكلمة " لنتكلم عن الكلمة فهي شريان
الحياة وقلبها ،وبدون الكلمة لعاش الإنسان كأي كائن آخر،كالحيوان
أو النبات .

" في البدء كان الكلمةُ والكلمةُ كان عند اللهِ وكان الكلمةُ اللهَ " :
"أنجيل يوحنا ، الإصحاح الأول " .
ولما كان هذا الكون بمجمله يمثل ويعبر عن وجود ما أسميناه الله ،
والله هو الخالق الخلاق ، إذن الكلمة هي الخالقة الخلاقة ، وبدون هذه
الكلمة لا وجود حقيقي ولا معنى للحياة .
فبالكلمة نبتسم ونضحك حتى الدمع .
وبالكلمة نبكي حتى الهستريا .
وبالكلمة نتعاطف ونعطف على الغير .
وبالكلمة نحقد ونشجب ونكره .
الكلمة تنعش فينا الحب للحياة .
الكلمة إن كان فيها روح اللئم والحقد والغضب تقتل فينا الأمل .

تبحث الكلمة لا عن نفسها ، بل تبحث عن الآخر . تجذب إليها
الكلمات أو الأحرف التي ترافقها حتى تعطي معنى وتفيد جملة ،
وهذه الجملة أو الجمل ترسم حياة أو تأريخاً للبشرية على مدى
عمر الخليقة . هذه الكلمة ليست جديدة ولن تصبح قديمة ، فهي
روح أبدية .
تحافظ الكلمة على معناها ومغزاها مدى الأزمان في الليل
والنهار . لا تسقط ولا تنام ، ففي الأرض هي على مدى أربع
وعشرين ساعة تتهافت الكلمة على ألسنة المليارات من البشر
ليلاً ونهاراً لتعيش في عقولنا ، وتشهدها عيوننا إنجازاً ووصفاً
وتعبيراً عن كل ما يحسُ به بنو البشرمن أفكار وأحاسيس وعلم
يتطور . بالكلمة يسجل تاريخ وتوثق كل الأحداث سارة كانت أو
محزنة ، مخجلةً أو مُفخرة .
يُلاحظ العلم ويُسجَل بكل خطواته تطوراً وتقدماً وأرتقاءً ، يَخدُم
البشرية في شتى مجالات حياتها . نعيش مع كل تطوراته السريعة
التي صارت فيه الدقيقة أو اجزاء منها تلعب دوراً هاماً في التقدم
والتأخر بمختلف مناحي الحياة البشرية .
أتسع في عصرنا نطاق التواصل الإنساني ، فها هي المطبوعات
، لا تعد ولا تحصى ، من كتب ،مجلات ، صحف ، منشورات ،
إعلانات وأدوات التواصل الإجتماعي ، هذا فضلاً عن الكثير الكثير
من الوسائل الواسعة الأخرى ، المرئية منها والمسموعة ، التي
تستعمرها الكلمات بثواني لتوصِلْ الإنسان الى مكان المعلومة
وتأريخها وتأثيرها وفائدتها عليه في كل مناحي الحياة.

ترافق الإنسان الكلمة والكلمات التي تحيا فينا ونحيا فيها ، منذ
الطفولة حتى مغادرة هذه الأرض التي نحيا عليها .
عيشوا مع كلمة الحق والصدق لتحيوا بسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا