الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة المياه في الأردن .. شريان الحياة في خطر !!

ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)

2022 / 1 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


تتنوع طبيعة وحجم التحديات والأزمات التي يعاني منها الوطن العربي، وأغلبها ترتبط بغياب الخطط الاستراتيجية والتخطيط السليم وسوء الادارة ومركزية صنع القرار وجدية المواجهة والحلول، واذا ما تركنا "السياسة" جانباً، فان أخطر ما يواجه الوطن العربي اليوم "أزمة نقص المياه" ، شريان الحياة ، حيث تعاني أغلب دول الوطن العربي من نقص واضح في مصادر المياه المتجددّة، وبعضها يصنّف ضمن سلم الفقر المائي، والأردن يحتل قائمة الدول العربية في فقر مصادر المياه .
يعاني الأردن من أزمة مياه شديدة منذ عقود طويلة، وفي كل عام تتجددّ المشكلة بعد نهاية موسم الشتاء، فتظهر دلائل وإشارات على اقتراب أزمة مائية مرة أخرى، وسط ضعف وقلة الامكانيات؛ فالأردن يصنّف من ضمن أفقر دول العالم في مصادر المياه، في ظل شح المصادر المتجددة والاعتماد بشكل كبير على المياه الجوفية النابعة من مياه الأمطار، حيث سجلت السنوات القليلة الماضية أسوأ معدلات هطول مطري ساهم في نقص مياه السدود، اضافة الى التغيّر البيئي والمناخي، وكذلك الظروف والمتغيرات التي تعصف بالمنطقة بعد تزايد أعداد اللاجئين السوريين في الأردن والضغط على مصادر المياه والطاقة، والإفراط في استخدام مصادر المياه خلال "جائحة كورونا" .
فضلاً عن "الاستغلال السياسي" من جانب "اسرائيل" والتحكم في حصص الأردن السنوية من نهر اليرموك والمقررّة بموجب اتفاقية وادي عربة عام 1994م، الأمر الذي دفع الحكومة الأردنية إلى توقيع اتفاقية مع إسرائيل، تقضي بموجبها بشراء (50) مليون متر مكعب إضافية.
إن جملة الأسباب والظروف أدت إلى زيادة العجز الكلي لكافة الاحتياجات الرئيسية في البلاد بما يزيد عن (450) مليون متر مكعب سنويا، وزادت وطأة الأزمة بعد إعلان الحكومة مؤخراً عن جفاف ثلاثة سدود (الوالة والموجب والتنور) بالكامل وانخفاض كميات المياه المخزّنة في السدود الأخرى لمستويات غير مسبوقة، الأمر الذي هددّ العديد من الأنشطة الحياتية، خاصة الزراعية.
وتتوزّع مصادر المياه في الأردن بين المصادر التقليدية (المياه السطحية والجوفية ..الخ) والمصادر غير التقليدية مثل معالجة مياه الصرف الصحي والتي تستخدم في الري والزراعة والصناعة والتي تشكل جزءاً هاماً من تعويض النقص في الموازنة المائية ، وتحلية المياه المالحة وتحلية مياه البحر الأحمر .
ورغم المساعي الرسمية الجادة لمحاولة سد العجز الحاصل في نسبة الفاقد من المياه، فإن مختلف المحاولات الرسمية لم تهتدي الى الوسائل والخطط الملائمة لحل الأزمة، في ضوء الارتفاع الملحوظ في زيادة نسبة الفاقد من المياه والضغط المستمر على الموارد المائية في المملكة.
علماً أن فاقد المياه سجل ارتفع العال الحالي الى ما نسبته (45%)، وهناك (70%) من كمية المياه التي يتم ضخها بشكل غير مشروع أو هدرها بسبب اعطال شبكات الخطوط أو تسريب المياه.
ويبدو أن أغلب المشاريع المائية التي تم تنفيذها خلال العقود الأخيرة، سواء السدود والخزانات ومحطات معالجة المياه وخط أنابيب "مياه الديسي" والذي كلّف تقريبا "مليار دولار" بهدف نقل المياه العذبة من الجنوب الى إلى العاصمة عمان، وغيرها من المشاريع، لم تكن سوى حلول آنية.
فقد ذكرت دراسة أجرتها (جامعة ستانفورد الأمريكية) في عام 2021م أن نصيب الفرد من المياه في الأردن والبالغة اليوم (80) متراً مكعباً -فيما حصة الفرد على الصعيد العالمي (500) متر مكعب- ستنخفض الى النصف قبل نهاية هذا القرن، واذا لم تتحرك الجهات المعنية في الدولة، فعددٌ قليل من الأسر سوف تحصل على مياه صالحة للشرب منقولة عبر الأنابيب !! .
وتسعى وزارة المياه اليوم للشروع بتنفيذ مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر الاحمر في العقبة بطاقة (300) مليون متر مكعب، ونقلها إلى كافة محافظات الأردن. ويعتقد بعض الخبراء أن المشاريع الضخمة هي السبيل الوحيد لحل الأزمة المائية في الأردن، وأهمها فكرة القناة المقترحة من "البحر الأحمر إلى البحر الميت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟