الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملعب الحضارة .. التقدم والتأخر!!

مصطفي النجار

2006 / 9 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لاشك أن وسائل الاعلام تلعب دورا أسياسيا في عملية التوعية والتبعية للجماهير بمختلف اشكالها وانماطها ومستوياتها الفكرية والثقافية والادراكية ، فليس هناك اختلاف حول أن لغة الصحافة ولغة الاعلام _التليفزيون والراديو_ هي لغات شائكة بمعني يجب علي من يمتلك ادوات هذه اللغات الحرص علي اختيار الالفاظ والكلمات التي تعبر عن أفكاره واتجاهاته والمؤسسة التي يتبعها مع مراعاة عدم الاخلال بالنظام الأمني العام للبلد الذي يقطنه بالاضافة لمراعاة حرمة الاديان السماوية والعقائد الدنيوية حتي تتحقق التنمية والرخاء للمجتمع ، ولذلك شرعت العديد من القوانين المقيدة للحرية الصحيفة "الضارة" بالمجتمع للحفاظ علي العادات والتقاليد والأديان بعيداً عن القيل والقال .. ولكن ماذا يفعل الصحفي اذا ترأت أمام عيناه قضية أو فضيحة يحتم عليه واجبه واخلاصة الصحفي أن يعلنها علي الملأ ،فهو في تلك الحالة بين قيدين :الأول قيد التشريع المقيد لسلوكه المهني ،والثاني قيد الأمانة التي تحتم عليه فضح كل فاسد أو مخطأ في حق نفسه والمجتمع من حوله ، ومما يزيد الطين بله أن هناك الكثير من الفاسدين في الدول العربية خاصة وفي أمريكا وأوروبا بشكل عام يريدون أن نغوص في بحار الغباء والجهل وقلة الحيلة كي يسبقونا بالتقدم المليء بالعيوب الخلقية والخُلقية ، فالغرب صناع الحضارة الحديثة .. نعم .. بلاشك ولكنهم أخطاءوا في حق أنفسهم باتخاذهم تكنولوجياتهم الطريفة خلفية لاعمالهم القذرة من فشل كلوي في جسد الديمقراطية مروراً بوعكات نفسية في هيكلهم المعلوماتي انتهاءاً بتهتك غشاء أخلاقهم الداخلية.
فالغرب كما عهد العرب منذ قديم الأزل أهل التخلف والغباء لا أقول هذا تنكراً مما أنجزوه في القرنين الأخيرين من تقدم وازدهار كما يظنون ولكن أُركز علي نقطة هامة ومهمة ألا وهي الحالة النفسية للمجتمعات الغربية بعد تعرضها لرياح الشيوعية والاشتراكية ومن بعدها الراسمالية ؟! ألم يستشعر الغرب كافة والشرق الأدني أيضاً ما حل بهم من تدغدغ في اوصال ثقافتهم التي ما كانت لولا دخول المسلمين القدامي الي ديارهم واستوطانها دياراً لهم .. بل أريد أن أذكر كل عاقل بتسأل وجيه : من أين أتت الحضارة الغربية الحديثة ؟ّّ!! من أين جاءت تلك المخترعات المبنية علي اسس علمية جبرية وهندسية وفيزيائية وفلكية وروحية ؟ أليس من أولئك الأشخاص الذين يطلقون عليهم كل يوم أسم جديد "الارهابيون" ، "المسلمون الفاشيون" ، "البدو" ، "الجهلة" الي أخر ذلك الحديث.
أما نحن العرب والمسلمون نعكف عن العمل ونكتفي بقص قصص الأولين ونجلس واضعي أيدينا علي وجوهنا خجلاً من التقدم والمتقدمين ، ويطلع علينا من يحرم التقدم والعلم باسم الدين تارة وباسم العادات والتقاليد تارة اخري ، باسماء لا قبل لنا بها وما عهدنا لها نفعا ولا ضراً بشخوصنا لا قديماً ولا حديثاً.إن ملعب الحضارة لا يقبل علي أرضه من لا يعمل وخلد الي الكسل والتمرد علي الواقع المتقدم ولكنه يرحب ويمد يداً لكل عامل ناجح بعد أن يثبت أنه يسعي دبر التفوق وليس قبل أن يثبت.
إن علي الأمم المختلفة عن ركب التقدم وسفينة الاستقرار التاريخي أن تراعي السبل القويمة في توعية وترشيد سلوك ابناءها ، وتعلمهم كيف يبنون ولا يخربون ، وكيف يعمرون ولا يخرون لكل متكبر جبار ، وكيف يتزودوا بالعلم من كل حدب وصوب ويزرعوه في أرض وطنهم مثلما فعل ابناء اليابان وكوريا الجنوبية وأبناء أوروبا في السابق .. يجب علي من يريد إصلاح وطنه أن يشقي ريكد ولا يتعب من غلبة الدهر .. فعمر الأنسان في الدهر معدودة ويزول الانسان ولا يزول الدهر أبداً لذا يجب علي كل انسان أن يعمل طول دهره ويطوف الأرض ليعرف .. وما كان السعي وراء المعرفة حرام وإنما العسي وراء الملذات الفانيه هو حرام لأنها فانيه ...وما أريد أن أطيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط