الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثور والريطة الحمراء

محمد مهاجر

2022 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


-
درج الاسبان على تنظيم مهرجان مصارعة الثيران والذى يستخدم فيه الفارس الريطة الحمراء من اجل اثارة الثور حتى يستهلك الحيوان طاقته كلها ومن ثم يسقط هامدا. ولا يفوت على المرء ان يتبين ان هذه الرياضة تحتاج الى شجاعة ودربة ورباطة جاش من جانب الفارس الذى يواجه ثورا احمقا. وينقل عن الخليفة معاوية بن ابى سفيان قوله:" لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إن مدوها خلّيتها وإن خلوا مددتها". ان السياسة تحتاج الى الأسلوب الذى يشبه شعرة معاوية لا الى ذلك الذى يماثل أسلوب الثور الاسباني.

لقد شكل البرهان حكومة جديدة من 15 وزيرا وما عبئ بالدماء التي سالت ولا بالارواح التي اذهقت ولا بحزن الأمهات والاباء والأصدقاء والصديقات والأطفال والرفاق والاخوة والاخوات والبنين والبنات على الأذى الذى لحق باعزاءهم وفرق بينهم الى الابد. ولعل الجنرال لم يسأل نفسه بان الأمور دول وان مصير حكومته مرهون بيوم يعلن فيه الشعب الاضراب العام والعصيان المدنى الشامل الذى يشمل البلاد باسرها ولا يترك له الا خيار التنحى.

ان السواد الأعظم من جيل الثورة هو الجيل الذى نشأ وترعرع فى عهد الارعن المخلوع البشير والذى ظن انه قد بلغ الجبال طولا فاصبحت أمريكا وكل الدول الكبرى تحث حذاءه. واذا لم تؤتى سياسة البطش التي طبقها البشير اكلها فما الذى يجعل التلميذ غير النجيب ينجح في ما فشل فيه معلمه؟ والبرهان يعلم تماما انه انتزع الحكم انتزاعا عن طريق خيانة العهود والخداع والبطش والعنف المفرط.

لقد تم تشكيل الحكومة الجديدة بلا هدف ولا قاعدة اجتماعية وهى لن تستطيع ان تطفئ نار الحرب التي اشعلها البرهان وحميدتى ضد الشعب لانها حكومة لا تجرؤ ان تقول:"ام السلطان عوراء" وان كانت كذلك. وليعلم من ارتضى بكرسي الوزارة في مقابل الثراء السريع بانها قسمة ضيزى. وسياتى اليوم الذى يسال فيه نفسه ماذا حقق ما حقق حتى ينال ما نال.

لقد تعلم شعبنا ان احد أدوات حماية ثرواته من الاستنزاف هي قيامه بحماية الاحياء والطرقات ومناطق الانتاج ووضع المتاريس. ولا شك ان التجارة الداخلية هي اكثر نفعا اذا تم تنظيمها بصورة تفيد منها كل الأطراف. علاوة على ذلك فان تمسك لجان المقاومة باللاءات الثلاثة: "لا شراكة لا تفاوض لا مساومة", هو وسيلة فعالة هزت عرش الطاغية وافقدته هيبته المصطنعة واى قدرة على المراوغة او التسويف. وهو شعار لم يأات من فراغ ولكنه كان نتاجا لفقدان الثقة التامة بالمكون العسكري. والثقة كما يقولون هي مثل الزجاج, اذا انكسر لن يعود الى سيرته الأولى ابدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي