الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرحلة الطولى

كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)

2022 / 1 / 21
الادب والفن


ثملٌ .. أبطئ القلبُ خطاه في أولى المحطات
وتأخرت قافلة ُالعشاق عن شباك التذاكر
ولم يصل القطار ...
غطت أمطارٌ غامقة ٌ وجه طريق هجرات الغاضبين
وأستحضرَ الحريرُ دواويناً خطها التقبيلُ والدمعُ
وتمادى الأنتظار ..
عبرَ القاربُ بالمهزومين
وأستبشرَ المخلوعون عن شمسِ الربيع
بهلال ٍ ظَلَّ طريق العيد
فهوى مستسلما ً عند أقدام جبال حكيمة ٍ
لم تنبئ الشعبَ بهمس ثعالب ٍ
أعلنوا السطو قبيل منحدر النهار ،
توهجت أشواقُ القلوب الساذجة
وأنتظرَ الجيشُ المهزوم من أمل ٍ
وعادت الريحُ الى باحة الغروب ِ بلا أخبار ..
تلكأ المسيرُ بأقدام الضحايا المغدورين
وتعثرت أذيالُ سبايا المنصورين بأطراف ِ زوايا واد ٍ
ما حالفهُ الحظ منذ سنين .. لقاء الأمطار ،
هربَ العدلُ مع الدخان ِ في سرب حمام ٍ
وأصطدم التفكيرُ بسد ٍ كلامي ٍ
ألقى به الهاربون الى أعماق أخاديد غيوم ٍ مهترئة ٍ
ففاضت أسواق المنكوبين من الجوع ِ شرار ،
هاجَ حنينُ الحقل ِ بصدر الأوراق الى لون ٍ ليس له لون
وأشتبكَ الطينُ مع النحل ِ
وأحمر خجولا ً من وحدته ِ الصبار ،
ترك الثائرُ خفقاتٍ من النهر ِ
حـُفِرت على ظهر صخور ٍ تتمددُ في أرض ِ سجان ٍ
غابت عن عين البوم ِ
فتناءى نزيفُ الأنفاس الى كبت ٍ
وبعينيه تغطى الانفجار ،
سقطَ البردُ بعين الصبح ِ
وأرتجفَ الخوفُ بأشلاء ِ بيوتٍ قضت الليلَ على باب الجامعِ
وأرتدت أسمالَ شحاد ٍ قائدة ُ الإعصار ،
تغزلَ الجرحُ بريشاتٍ لطائرٍ حرٍ
نكث العهدَ مع المألوفِ في الجمع ِ
وتململَ النومُ بمنتصف السهرةِ الكبرى
وأشتهى كللُ الكتفِ من الدفئ إزار ،
دارت الأحلامُ في تيه ٍ
وأستدلَ نعاسُ الرمشِ الى درب أرتعاش الشفة ِ
وتناوب الصحو دوار ،
دثرَ الفاهُ حروفا ً لم يقلها بسعال ٍ خافت ٍ
وأرتدت العينُ وشاحا ً صامتا ً
صارَ الطريق الى الحب ِ فرار ،
نهضَ الليلُ مع الأغنيةِ النائحة ِ
وأرتدى الفجرُ رداء الرحلة الطولى
فتركتُ أمتعتي تـَعـِبا ً .. وحملتُ الإنكسار ،
مشت الأنفاسُ خادشة ً نومَ الطيور ِ
وتقبلت الأقدامُ صلافة الخطوِعلى إيقاع تغيير المسار ،
كان الظلامُ غزيراً
ولن يدرك متساهلٌ لم يرتكب الخطوة الأولى
بأنهُ قد عقد الصلح مع الانتحار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا