الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوالم نفسية وثقافية تخيلية تحلق في روح الكاتبة اريج جمال

محمد احمد الغريب عبدربه

2022 / 1 / 21
الادب والفن


السير علي انامل حافية مليئة بحروف عذبة، احاديث داخلية للكشف عن المكنون النفسي، تكشف الكاتبة الشابه اريج جمال في مجموعتها القصصية الاولي وفي تجربتها الادبية الاولي ايضا المعنونة مائدة واحدة للمحبة الصاردة عن دار روافد لعام 2014، وهي مكونه من (11) قصة قصيرة تمزج فيه الكاتبة النفسي بالاخر بالعالم، بموضوعات عن الحب والتعلق بالاماكن، وتنتقل الي عوالم وشخصيات ثقافية تعيش في حياتها وتعبر عن تأثرها بها، ويحاول المقال اثارة شذرات نقدية عن بعض القصص والتعبير عن تدفق السر والحكاية لدي الكاتبة.

الحكي المستمر عن الذات، تخيل شخصيات تبادل هذا الحكي والحديث، البوح الداخلي الصادق الذي لا ينتهي، تخيل الذات والاشياء والاخر احياء يتحركون، التعبير عن الداخل بشكل دائم، الاخر الذي يلتبس بشخصيات فنية محببة للذات الساردة، الاخر يمثل بديل حي لهذا التمني لحضور هذه الشخصيات، جماليات الاخر عندما يكون ملجأ احتواء لرغبات الذات.

تنقلنا الكتابة هنا الي العوالم الخاصة للذات الساردة التي تسعين بهذه العوالم في مواجهة ما يؤرقها من الوحدة والفقد، والشعور بالاغتراب والرهبة من الاشياء، هذه عوالم فنية وثقافية تهرب لها الذات باستمرار لذا نجد تفاصيلها وحضورها المستمر، وهذا الاستدعاء والحكي عن الذات يتطلب لغه شاعرية حساسة وهو ما وجد بكثافة وبلياقة دون زيف وزخرفة.

الهروب في الكتابه من الم خاص، الاعتراف بذلك وليس هناك خجل، ويصبح بذلك الكلمات قطعة خالصة من الذات، كلمات صادقة تود ان لا تعبر نفسها وان تصمت ان يصبح مجازيا وشعوريا اكثر من قراءة نص وكلمات وتواصل بينها وبين القارئ، وهنا يصبح الامر التقليدي للقراءة ليس موجودا، فاهتزاز الذات القارئه والاحساس بالم الكلمات شعوريا امر حتميا، ليس هناك فصل في السرد، فالخيط متصل، فالكاتبه تجعل الكلمات تبوح لوحدها، تداعي مستمر، الكتابة مفتوحه علي نفسها ، ليس هناك حد تقليدي، وشئ يتم صناعته، فالتلقائية والعفوية ملامح اساسية.
هناك امرا ما وحملا ثقيلا تحاول الكاتبة تجاوزه، الازاحه الذاتيه لهذا الثقل تعبر عنه الكلمات بصدق، الازاحه الذاتيه شئ مزعج في الواقع، ومؤلم، يجعل الفرد دائما في حيرة والم، يسير وهو يفكر في امور ليس لا رابط او ترتيب، عندما يتحول هذا الامر في الكتابة، نجد انعكاسا صادقا للذات.
التيه في فرحينيا وولف، رائحة ثقافية للخلاص، التوحد مع ظلال حروفها ورواياتها، التخلي عن سؤال الوحدة والعالم وتكوين مستقبل من اجل هذه الظلال، تخيلها تعيشي مع الساردة تستيقظ معها وتسير معها، اطياف فرجينيا لا يفارق عالمها الاثير، تكتب مثل ما تكتب فرجينيا، تفكر مثلها، تريد ان تنهي حياتها مثلها، الهيام والتيه.
التعلق بالاماكن، عدم ترك ذكريات بيت عاشت فيه الكاتبه، تظل تراقب اطياف تفاصيل البيت، ولا ترحل عنها، تظل تحكي وتسرد لنفسها عن ادق همس البيت في خيالها، البيت كوعاء كامل للحياة، الميلاد والكبر والوعي والادراك، البيت كائن حي لا يموت يعيش ويشغل الذهن، ويتحرك في الاحشاء، ولا يتوقف عن النبض والالحاح للحديث مع الساردة، يحكي معها ويبكي معها، اذا تركته، يذهب ورائها ولا يتركها وهي ايضا تستقبله بحفاوه، البيت جغرافيا انثوية في ثنايا العشق، وتقول الساردة يا بيتنا، كان يمكن للدنيا ان تصير اجمل، ان تكون ملساء علي غربتنا، كان يمكن ان تصلح عوجاجنا من غير أن تقصمنا..
تري الحب اندافاع نحو الاخر، التعايش معه، الرقص والمرح بشكل غريب، كل شئ غير مفهوم ومريب تريده في الحب، تريد ان يقول عليها الجميع شاذة لا تماثل احد، تريد حبا فريدا جديدا لم يظهر من قبل، تبحث عن الحب المفقود في العالم الذي لم يشعره احد قبلها، تريد الخلود واللامرئي في الحب،الساردة تعيش حب مجنونا مشتعل كله جديد، ليس به هدوء او روتين، لا تريد لشئ في الحب لا تتذوقه، تريد للحب ان يكون عالم جديدا من عوالمه الاخري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل