الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمشقيات، عماد الاصفر

مهند طلال الاخرس

2022 / 1 / 22
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


دمشقيات، سوريا التي في خاطري كتاب من القطع المتوسط للمؤلف عماد الاصفر يقع على متن ٤٣٥ صفحة وهو من اصدار مكتبة كل شيء في حيفا بطبعته الاولى ٢٠٢١.

دمشقيات كتاب معرفي مزدحم بالمعلومات والمعارف والسير والتراجم والقصص والحكايا والاشعار والاداب والفنون، والتي تولد من رحم الذكريات، وهو حسب تعبير المؤلف في صفحة ٤٣٢:" الذكرى حمولة نافعة، عبء مطواع يمكن تكييفه حسب المشتهى".

والكتاب بتفحص اكثر عبارة عن مجموعة مقالات ثقافية وسياسية وتاريخية واجتماعية ووطنية وسير وتراجم ونصوص ادبية واشعار واغاني وطنية تجمع بينها تلك المكانة المختزنة لسوريا في ذهن وذاكرة الكاتب، وهذا ما عبر عنه بقوله:" سوريا التي في خاطري ، ٨٨ يوما في بحور الشام".

تتميز مقالات ونصوص الكتاب بانها في جوانب كثيرة تعتبر سيرة ذاتية -ثقافية ومعرفية- للمؤلف، وقولنا سيرة ذاتية للمؤلف لا يقف عند حدوده فقط، بل ان الامر ينصرف الى اعتباره نموذجا لسيرة الفلسطيني وعلاقته مع سوريا باختلاف العصور والازمان وهو ما ابدع فيه الكاتب، حيث استنطق الذاكرة واستجلب التاريخ وزرع الامل في كل ما يخص المستقبل.

في متن الكتاب ونصوصه تنوع زاخر بالثقافة والسياسة والتاريخ والجغرافيا والفنون والاصول والمنابت والانساب والاسباب في الخصومة والحب وقصائد كثيرة واغاني اكثر شكلت مادة خصبة وغنية تولد منها السطور وتستفيق معها الذكريات ... ومن رائحة تلك الذكريات المطواعة كتبت مادة هذا الكتاب، والتي يسجل للكاتب انها تسهم بترك انطباعا جميلا عن سوريا لكل من يقرأ هذا الكتاب، طبعا دون ان يغفل الكاتب او القاريء عن التعرض لكثير من هذه الندوب واسبابها، لكن ميزة الكاتب انه استطاع ان يقدم تلك الندوب دون احمال زائدة من الحقد والغل، حتى انه يكتب في هذا الخصوص ص ٤٢٩ ما نصه:" يشهد الله اني لم ابدأ بكتابة هاتين السلسلتين عن العراق وسوريا الا لترك الانطباعات الحسنة جدا عن البلدين في اذهان من يتابعني، وهي ذكريات موجودة وبكثرة طاردت ما امكنني منها ونقلته اليكم، غير ان التشابك والتقاطع الذي تركته سياسات البلدين وعلاقتهما بنا قد تركا علامات بارزة على جلودنا، علامات لا نستطيع نسيانها ، مهما كنا شديدي التسامح، ونحن فعلا كذلك نسمح ونغفر، غير ان الغفران والتسامح الحقيقيين يشترطان التذكر لا التناسي او التغاضي، ذلك لان للتغاضي والتناسي اجل ينتهي، وقد تثور بعده الاشجان والمشاعر الصاخبة غير الحميدة، واما التسامح الحق فانه قرار عقلي ووجداني يتخذ مع حضور الذاكرة لا بغيابها او تعطيلها".

الكتاب يسعف طالب المعرفة(الزبدة) ومريدوها بغناه وتزاحم معلوماته وفرادتها في كثير من الاحيان، وحديثه السلس البعيد عن التكلف والتعقيد والحشو، والذي يمضي الوقت معك حبا وطواعية.

هذا الكتاب: ان قلت عنه البوم صور فائق الجودة فهو كذلك؛ وان قلت ان صاحبه مصوراتي بصار وصاحب عين تصيب ولا تخطيء، فهو كذلك، وان قلت عنه ان صاحبه بستاني ماهر يزرع اجمل الاشياء ويرعاها باهداب العين، فهو كذلك ايضا؛ لكن الحقيقة ان اجمل ما في الكتاب انه كتب لنا، ويكتب عنا، وعن بعض ما فينا من ذكريات تفوح منها رائحة الحب والحنين، يعكر صفوها وينزع شذى يسمينها بعضا من رائحة الدم الذي مازال يملأ الكثير من الطرقات...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد