الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينغ 2022- الجزء الثاني والاخير

عبدالاحد متي دنحا

2022 / 1 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وفي 30 يناير 1956م، كان مارتن يخطب في أنصاره حين ألقيت قنبلة على منزله كاد يفقد بسببها زوجته وابنه، وحين وصل إلى منزله وجد جمعا غاضبا من الافارقة مسلحين على استعداد للانتقام، لكنه خطب فيهم قائلا: "دعوا الذعر جانبا، ولا تفعلوا شيئا يمليه عليكم شعور الذعر، إننا لا ندعو إلى العنف".
وفى ايار 1957 ألقى كينغ خطبته الأولى على المستوى القومي تحت نصب أبراهام لينكون التاريخي. وطالب أمام نحو 30 ألف شخص بحق التصويت للسود ومشاركتهم في تشكيل المؤسسة السياسية الأميركية. وفي حزيران من نفس السنة أصبح مارتن لوثر كينغ أصغر شخص وأول قسيس يحصل على ميدالية "سينجارن" التي تعطى سنوياً للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية، وكان في السابعة والعشرين من عمره. وبهذه المناسبة وأمام نصب لنكولن التذكاري وجه كينغ خطابه الذي هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) وردد صيحته الشهيرة: "أعطونا حق الانتخاب"، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب.
في سبتمبر 1958، وقع كينغ على نسخ من كتابه "خطوات نحو الحرية" في هارليم، بولاية نيويورك، ليتعرض في ذلك الحين لمحاولة اغتيال، عندما أتت اليه امرأة وسألته أن يؤكد لها هويته. ففعل، وما كان منها إلا أن غرست سكين مظاريف بطول سبع بوصات في صدره أخطأت قلبه بما لا يزيد عن مليمترات قليلة. وأُنقذت حياته فقط لأنه خضع لعملية جراحية فورية. وفى فترة نقاهته بالمستشفى أصدر بياناً قال فيه أن الحادثة عززت إيمانه بالنضال السلمي وإنه يغفر لمهاجمته فعلها.
وفى 1963نيسان اعتقل وسجن بتهمة الإخلال بالأمن والنظام لقيادته تظاهرات احتجاج على معاملة السود فى بيرمنجهام. وكانت هذه واحدة من 29 مرة أودع فيها السجن (أولها كان في 26 يناير 1956 - ألقي القبض عليه في مونتغمري، ألاباما كجزء من حملة لنكون أكثر صرامة لترويع قاطعي الحافلات. بعد أربعة أيام، في 30 يناير / كانون الثاني، قصف منزله) لتنظيمه وقيادته مسيرات وتظاهرات تطالب بالحقوق المدنية للسود. وفي 28 آب من نفس السنة قاد كينغ مسيرة للسود - شارك فيها ربع مليون شخص على الأقل من دعاة المساواة من كل لون وملّة في واشنطن تطالب بالحريات المدنية والمهنية ووضع حد للتمييز العنصري فى البلاد. وتحت نصب أبراهام لينكولن التاريخي ألقى كينغ خطبته الشهيرة "لدى حلم" والتي دامت 17 دقيقة مثلت أكبر منعطفات حركة الحقوق المدنية وأحد أهم الخطب السياسية بطول تاريخ الولايات المتحدة. وبدأ كينغ خطبته الشهيرة " لدى حلم " مستلهماً بنود "إعلان التحرر" الذي فك في 1863 ملايين السود من قيود العبودية. وقال إنه بعد مرور مئة سنة على ذلك الإعلان "يظل الزنجي مفتقراً إلى حريته".
وفي عام 1964 أطلقت مجلة "تايم" على كينغ لقب "رجل العام" فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في نفس العام على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، حيث كان ذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة -35 عاما-. ولم يتوقف عن مناقشة قضايا الفقر والسود وعمل على ال اعتبر مارتن لوثر كنغ من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين فى المساواة، وراح ضحية قضيته، رفض كينغ العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنهم لم يؤيده قادة السود الحربيين، وبدأوا يتحدّونه عام 1965م.
ومن الأقوال الشهيرة المأثورة عن مارتن لوثر كينغ عن النضال السلمي:" يجب علينا ألا نسمح لتظاهرنا الخلاق أن ينحدر إلى مستوى العنف البدني.، و " على الرغم من الانتصارات المؤقتة التي تتحقق بالعنف، إلا أنه لا يجلب سلاما دائما أبدا."
وفى 4 نيسان 1968، كان كينغ يقف مع بعض أعوانه على شرفة غرفته (رقم 306) بالطابق الثاني في فندق "لورين" الصغير، ميمفيس. وفى تمام الساعة السادسة ودقيقة مساء أطلق عليه شخص يدعى جيمس إيرل راي النار من بندقيته، فأصابه فى خده برصاصة وجدت طريقها إلى نخاعه الشوكي. ونقل سريعاً إلى مستشفى سان جوزيف وخضع لجراحة غير ناجحة إذ لفظ نفسه الأخير بعد ساعة وأربع دقائق من إصابته.
أما القاتل راي فقد قبض عليه واعترف بفعلته ثم تلقى الحكم بإعدامه. لكن هذا خُفف إلى السجن المؤبد لأسباب عدة من ضمنها أن عائلة كينغ نفسه كانت ضد عقوبة الإعدام، وأن القاتل راي وفقًا للعائلة مجرد اليد المنفذة لمؤامرة كبيرة وقفت وراءها مؤسسات حكومية على المستويين المحلي والفيدرالي وأيضاً المافيا.
وبعد أسبوع من اغتياله، وقع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ويلزم الإدارة الفدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون، وهو القانون الذي ألغى الرئيس الأمريكي ريجان آليات تنفيذه بواسطة الإدارة الفيدرالية بعد 14 عاما، رغم ما تحقق من مكتسبات وحقوق، لا تزال تتواصل حتى الآن الجهود من جانب العديد من السياسيين الناشطين والمثقفين للقضاء على ما تبقى من آثار التمييز العنصري ضد السود.
وكانت آخر الشهادات على ما تبقى في امريكا من مظاهر تمييز، ما ذكره المخرج الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار، مايكل مور، حين قال في شهادة له على أحداث اقتحام الكونجرس الأخيرة من جانب أنصار ترامب: "العنصريون البيض كانوا في كل مكان وسط ذلك الحشد الغوغائي. بعضهم ارتدى قمصان مكتوبا عليها 6 ملايين صوت لم يكونوا كافين. كان جيشنا وأقسام البوليس في أنحاء البلاد مخترقين بالبيض العنصريين المتشددين. والكل يعرف أنه لو كان هذا الحشد من السود، لكانوا كلهم قد أبيدوا. نحن بحاجة لأن نبدأ من جديد بمفهوم شامل عن العدالة الجنائية، وضباط جُدد معادين للعنصرية".
مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟