الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هلاوس في عنبر العقلاء
علا مجد الدين عبد النور
كاتبة
(Ola Magdeldeen)
2022 / 1 / 22
الادب والفن
تجاهد في حمل القلم وإحضار أوراق تلطخها بكلمات لا جدوى منها ... أنفاسها مضطربة ، بينما امتطت الدنيا كتفيها بثقل سخيف ، تأرجح ساقيها ضاغطة على خصرها حارمة إياها حق التنفس ...
تتزاحم المشاهد في رأسها ، وقد منعتها بروده الطقس من أن تغادر غرفتها لإشعال سيجارة تنفث فيها غضبها الدفين ...
قررت بعد لحظات أن تكتب كل المشاهد ، كما هي ، واختارت لموضوعها عنوان ( هلاوس في عنبر العقلاء)
وخطت ....
نوبه الهلوسة الأولي
إستطعت بطريقة ما أن أسرق طاقية الإخفاء من المتحف الكبير ، ياله من شعور مثير أن تتجول حافياً في المدينة دون أن يراك أحد ، وما حاجتي لحذاء أو حتى لملابس وقد إمتلكت الستر و متعة الإختباء ، كم هي محظوظة الشياطين ، تعبث بنا ولا نراها ، حاولت جاهده كتم أنفاسي وانا أقترب من (كوشك سجائر ) وسرقت أغلى نوع وأغلى قداحة ،
إستترت في مدخل إحدى العمارات واشعلتها ، وانا أتمتم، إلى أين الآن .. ، وبعد تفكير طويل إستقليت طائرة متجه إلى بلاد لا أعرفها ... وقررت أن أبدأ هناك باسم جديد ، في وطن جديد ، مع أشخاص لا أعرفهم وبالطبع لن يعرفونني ، تكفيني قبعتي الجديدة التي منحتني فرصة الإختباء إلى الأبد ....
النوبة الثانية
طاولة في كافتيريا جلس حولها إثنين ، رجل وامرأة
ماذا نسمي المرأة .... دعونا نطلق عليها إسم أحلام
ولنسمي الذكر .. عمر .
حضرا بناءاً على إتصال مني لكليهما ، لقد أخبرت كلاً منهما أن الآخر يريده لأمر خطير ...
سأدعهم يتحدثون ، ووالله الذي لا إله إلا هو ، لا أعرف ما بينهما ... دعونا نسترق السمع
كان ذو بشره سمراء وجسد ضخم يغزو شعره الشيب معلناً إنحسار سنوات شبابه ، يطالع وجهها بثبات مصطنع ، أما هي فقد كانت بيضاء كالثلج تسدل شعرها الأحمر الذي أعلن العصيان على هدوئها وأنطلق يراقص نسمات الهواء ، وقد ثبتت عينيها على ورده مطبوعة في مفرش الطاولة ...
صمت ... كسره النادل لمعرفه طلبيهما
الذي جاء كما كان منذ أن أفترقا آخر مره ، لفظاها معاً (قهوة مظبوطة وليمون بالنعناع) ..
حاولا جاهدين وأد إبتسامتهما، سألها بحزم : خير
أحلام : أنت من طلب مقابلتي
عمر : لا أريد ألاعيباً ، تعرفين أنك أنت من طلبت مقابلتي ، أخبرتني صديقتك أنك تريدينني في أمر مهم .
أحلام ساخرة : لن أقول لك خدعة جديدة ، فأنت أستاذ الخداع ، تبعث من تحدثني وتطلب مقابلتي لتقول لي أنني من دعوتك..
عمر : لن تتغيري ابداً تتنفسين الكذب ، ولهذا تركتك .
أقسمت على دموعها ألا تفضحها فاستجابت ، ثم نظرت له قائلة : ألا يمكن أن تكون زوجتك من حادثتنا ، يجب أن أذهب .
عمر : زوجتي في المستشفى مع والدتها ، تخضع لجراحة في القلب .
أحلام : كيف تتركهم في هكذا وقت ، عليك أن تذهب
عمر : وكيف أتركك ، وقد علمت أنك تحتاجينني .
أحلام : ألهذه الدرجة أنا مهمة بالنسبه لك ، تزوجني إذا
كان النادل يقدم مشروبيهما ، حين ندمت لطلبها هذا ، لعنت نفسها مئات اللعنات ، سألت النادل إن كان النعناع في مشروبها طبيعي أو صناعي، فقط لتلهي عمر عن سؤال ما كان يجب عليها أن تسأله ، وخصوصاً انها طالبته به كثيراً ولم يستجب .
إنصرف النادل فأسرعت : من تظنه فعل بنا هذا ؟ من تراه على علم بما كان بيننا؟
حمد الله أنها غيرت الموضوع ، لم يكن ليجيب على سؤالها ولن يقدر على الزواج بها ، هو الضعيف كالرماد أمام زوجته ونسائبه ، كيف له أن يعادي أسطولا من رجال الأعمال والساسه، لأجل حب الجامعة المراهق ،
لقد كان زواجه من هند بمثابة معجزة ، أن ترضى عائله كهذه بموظف بسيط لايملك من متاع الدنيا سوى راتب هزيل ، أسمنته علاقات نسائبه فيما بعد .
أن يمتلك سياره ومنزلا بحوض سباحة ، أن ينجب طفلين لا يرثان فقره ولا جبنه ، كيف له أن يتخلى عن كل هذا.
أجاب : لا أعرف ، لكن عليّ أن ارحل ، إستمتعي بالليمون وأنا سأذهب إلى المستشفى ...
أحلام : إذهب أرجوك ، قد يصل أحدهم في ايه لحظة .
شاهدته ينصرف ، أطلقت سراح دموعها ، رفعت كفيها
وقرأت عليه الفاتحة .....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة