الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الثورة الملونة وانعكاسها على القوى الكبرى …
مروان صباح
2022 / 1 / 22مواضيع وابحاث سياسية
/ لعل أن رجل مثل بيرنز لم يستبعد كل الاحتمالات ومنها الأسواء ، فهو في نهاية الأمر ، كان رجل الظل والمهمات الخاصة حتى لو كان معروف أكاديميًا ودبلوماسياً ، فمنذ كان سفيراً لبلاده في موسكو 🇷🇺 ، حذر مدير وكالة الاستخبارات ( CIA ) الحالي ويليام بيرنز ، من أن الوعود التى تُقطع لدول في شرق أوروبا بالانضمام للناتو في المستقبل سينعكس على سياسات روسيا 🇷🇺 بشكل سلبي وستصنع منها مادة من أجل 🙌 تنفيذ سيناريوهات بالتدخل في شبه جزيرة القرم أو شرق أوكرانيا 🇺🇦 وغيرهما ، ولأن الروس في نهاية المطاف يؤمنون بالتاريخ الديني ( الأرثوذكسيي) حتى لو كانوا ملحدين ، وبالتالي ، يعتقدون أن أوكرانيا 🇺🇦 جزء من حضارتهم ، تماماً 🤝 كما هو الحال مع محلدين إسرائيل 🇮🇱 ، الذين لا يؤمنون بالديانة اليهودية ✡ لكنهم على يقين كامل أو بالأحرى على أعتقاد متوارث ، بأن الله أعطهم أرض فلسطين 🇵🇸 خالصة لهم ثم مات ، لهذا ، مخطئ من يظن ، أن العالم اليوم يشبه تلك الحقبة الباردة أو ما بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي الذي أتاح للولايات المتحدة 🇺🇸 أن تتحول القطب الأوحد ، ثمة إلى هذا ، وهو أمر غير قليل ، لأنه ينطوي على متغير عميق 🧐 ، فاليوم شعوب الإتحاد السوفياتي السابق ، هم لا سواهم ، يقودون معركة تحرير بلدانهم من الطبقات الفاسدة والتى ضمنياً تحتمي بظل موسكو .
وهذا هو أحد التزام القاطع بأن مبدأ إطلاق الرصاص على المتظاهرين وتصفية المعارضة في كازاخستان 🇰🇿 ليس سوى تكريس نهج الرئيس بوتين أينما حلّ ، وهو بطل هذه الأفكار ، لكن غير مباشر ، وإذا صح القول ، وهكذا ، لا أعتقد 🤨 أن المصلحة الأولوية للأمريكان تقتصر على المحيطين الهندي والهادي ، أو أنها باتت تتقدم على مسألة أوروبا الشرقية ، بل هذه الأولوية كان ينفع الاعتقاد بها قبل ظهور بوتين على المشهد الروسي والساحة الدولية ، وأيضاً قبل أن تشق الصين 🇨🇳طريق الحرير وتتمدد باقتصادها في العالم ، وأيضاً في المقابل ، لقد اختلفت الأمور بعد ما بات التحالف الروسي الصيني ظاهر في أكثر من منطقة في العالم ، وهكذا فإن ، والأدلة كثيرة ، تشير ☝ جميعها إلى أن مصالح الولايات المتحدة 🇺🇸 الإستراتيجية في عام 2022 تختلف عما كانت عليه أيام الرئيس أوباما ، صحيح أن إهتمام الخارجية والبنتاغون وأيضاً ال CIA في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أكثر ، لكنهم اكتشفوا أن التنافس لم يعد محصور في منطقة واحدة☝، لأن غياب حضور واشنطن عن أي رقعة في المعمورة ، على الفور يقابله تحرك صيني 🇨🇳 أو روسي 🇷🇺 من أجل ملء الفراغ ، انطلاقاً من القاعدة إياها ، الواقع لا يقبل الفراغ ، وبالتالي ، لا يفاجئ 🤗 المرء بأن الرؤية التى تحدثت سابقاً عن أن التنافس على النفوذ الجيوسياسي محصور في ساحة واحدة☝، قد نُسفت من الجذور وأيضاً من هوامش الحدود .
هنا 👈 على نقيض ساحق ماحق ، ومن يقين استخباراتي أمريكي 🇺🇸 ، لم تكن فكرة 💡تشرذم الإتحاد السوفياتي 🇷🇺 بالكامل تصب في صالح مصالح واشنطن 🇺🇸 الإستراتيجية أو حتى التكتيكية ، في المقابل أيضاً ، لا تقبل الولايات المتحدة 🇺🇸 أن تتخطى كل من موسكو 🇷🇺 أو بكين 🇨🇳 المستوى المتوسط الذي يجعلهما في منافسة عميقة 🧐 معها ، وهذا كان هو الهم الأكبر لسياسات الخارجية الأمريكية لكي توفر الديمومة الدائمة من الفرص التى بدورها تحافظ على التوازن بين هذا وذاك ، لكن المسألة لم تعد تتوقف عند الدول الكبرى بقدر أنها أصبحت أيضًا تتعلق بالقوى الإقليمية الصاعدة في مناطق متعددة ، هناك👈 حلفاء كانوا يصنفون ضمن معادلة أمرهم محسوم ، بالطبع حسب المفاهيم التقليدية ، لكن مع تطور نفود الروسي والصيني ، بدأوا يأخذون طريق التوازن ، في المقابل ، خصوم الولايات المتحدة 🇺🇸 يتضاعف طموحهم، وهذا كله دفع مستشارية الأمن القومي الأمريكية إلى إيجاد طرق مختلفة وحديثة ، لا تكتفي في إعتماد مسار السياسي والعسكري فحسب ، بقدر أن المطلوب دراسة التحولات الاقتصادية التى أدت بتنازل عن المذهب الماركسي وإعتماد أقتصاد السوق ( الراسمالية ) ، أيضاً لم تكن المشلكة في بناء🔨 الصين 🇨🇳 حاملتها الثالثة والتى تجعلها أكثر توسعاً في المحيطين ، بقدر أن الخطورة تكمن في طموحها الذي يجرها لبناء قاعدة عسكرية مقابل الساحل الأطلسي ، فاليوم على سبيل المثال ، روسيا 🇷🇺 لم تعد كما كانت أول التسعينات ، عندما رضخت ووقعت على أحترام ✊ حدود واستقلال أوكرانيا 🇺🇦 ، وهذا التعهد الروسي دفع كييف وبقصر النظر أن توافق عن تخليها لترسانتها النووية والتى تقدر أيامها بالقوة الثالثة على المستوى العالم ، بل كانت المطالبات بالتنازل عن الترسانة نابع من عملية روسية طويلة ومستندة على معطيات مستقبلية ، فاليوم أوكرانيا 🇺🇦 بلد خالي من قوة الردع ، بل شاءت محاسن الصدف أو مساؤها ، أن تتزامن الواقعتين معاً ، حقاً 😦 ، فالصينيون 🇨🇳 ايضاً يراقبون ويرصدون الإدارة الأمريكية 🇺🇸 كيف ستتعامل مع ملفين أوكرانيا 🇺🇦 وكازاخستان 🇰🇿 ، تحديداً يرغبون معرفة ما هو الحد الأعلى لتعامل الرئيس جو بايدن مع الملف الأوكراني من أجل 🙌 يحذوا حذو الروس في تايوان 🇹🇼 ، لأن الرئيس بايدن له باع طويل ومديد في خلق سياسات مفاجئة ، وبالتالي ، التحديات لم تعد تقتصر على تايوان 🇹🇼 بقدر أن البعد التايواني وفي نظر 👀 الآمن القومي الأمريكي 🇺🇸 ، يتعلق بحلفاء واشنطن ( اليابان 🇯🇵 وكوريا الجنوبية 🇰🇷 وأستراليا 🇦🇺 والفلبين 🇵🇭 ) ، أي بالمعنى الأعمق للفكرة ، أي إخفاق في إدارة الملفات الكبرى ، سيكون في حد ذاته ، هو الثاني بعد ما أُتيح للصينيين 🇨🇳مشاركة الأمريكان 🇺🇸 والاوربيين 🇪🇺 في الأسواق العالمية ، بالطبع مع إبقاء الصناعات الثقيلة بيدها ، كالطائرات المدنية ✈ مثل بوينغ أو الحربية مثل f35 والتى يطلق عليها اسم ( الشبح أو الخفية ) وهي تعتبر ذات خصوصية عالية بالمميزات والاغلى سعراً . وغيرهما من إنتاجات تحتاج لتكلفة كبيرة .
ولعل ما لا يصح القفز عنه في هذه السطور ، علاقة تركيا 🇹🇷 بروسيا ، وهي علاقة تصنف بالدقيقة ولا تحتمل 😤 المواجهة ، لأن أي نكش بالتوازن سيعرضها للاطاحة ، فالرئيس أردوغان صحيح أنه منخرط في توثيق علاقاته مع موسكو ، لكن ايضاً يبني علاقة سياسية وعسكرية أعمق مع أوكرانيا 🇺🇦 ، وهو ما تعده موسكو 🇷🇺 بالسلوك الاستفزازي ، وهذا التنافس لا يقتصر على منطقة 👈 واحدة ☝ فحسب ، بل أيضاً التحرك التركي واضح في كل من مناطق مثل البلقان والشرق الأوسط ( العربي ) والقوقاز وافريقيا ، وحسب تقديرات الباحثين الدوليين يصفون علاقة تركيا 🇹🇷 بروسيا 🇷🇺 ، على أنها تحمل كثير من التنافس التكتيكي والتقارب الاستراتيجي ، وهذا التنافس قد تحول في الآونة الأخيرة إلى قلق 😟 عارم لموسكو ، لأن عندما قدمت أنقرة مجموعة من المسيرات لكييف 🇺🇦 ، بالطبع كانت رسالة واضحة وقوية للقوات الروسية والتى تنتشر على طول الحدود الأوكرانية ، ومع ذلك ، روسيا 🇷🇺 على دراية كبيرة بأن الإقدام على مهاجمة أوكرانيا 🇺🇦 ليس سهلاً طالما الناتو وتركيا يشتركان في ذات المخاوف والعواقب الناتجة على ذلك ، فالاتراك 🇹🇷 تماماً🤝 كما هو حال الأمريكان 🇺🇸 والأوروبيين 🇪🇺 ، قلقون من تفوق العسكري الروسي في البحر الأسود ، وبالتالي ، لا سبيل أمام الناتو سوى إدامة الدعم للأوكرانين ومضاعفة الشراكة بين تركيا وأوكرانيا ، ومن جانب آخر ، تتخوفان كل من أوروبا🇪🇺 وتركيا 🇹🇷 معاً ، من موجات جديدة للاجئين .
هنا 👈 أيضاً ، ليس الأمر بهذه البساطة التى يمكن 🤔 تحويل الراسخ والمستقر والثابت إلى مؤجج ، فالتنافس بين الصين 🇨🇳 وتركيا 🇹🇷 على الأسواق الأوكرانية 🇺🇦 ليس أقل من تنافس الولايات المتحدة 🇺🇸 والصين على تايوان 🇹🇼 ، ولأن بلد مثل تايوان أهميته تكمن بأنه أصبح أحد أهم الأصول الجيوسياسية للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ، وبالتالي ، جميع الأطراف كما يبدو 🙄 وصلوا إلى منطقة مكانك راوح ، لأن غير ذلك ، ستكون المواجهة من نوع فريد ، ولأن ايضاً على سبيل المثال ، كما أن أوكرانيا 🇺🇦 تعتبر موقع جيوسياسي وبلد غني بالموارد ، ايضاً على نحو ما ، أصبحت تايوان مندمجة اندماجاً تاماً في سلاسل التوريد الرئيسية للشرائح التكنولوجيا والشبكات التجارية أكثر من أوكرانيا 🇺🇦 ، وبصيغة أخرى ، فإن المقاربة بين أوكرانيا وتايوان تحير أكثر مما هو واضح ، وبلغة أكثر حيوية ، صحيح أن حقاً 😟 تايوان 🇹🇼 بلد أصبح رائد في إنتاج النماذج الفريدة ، وهو بلد يتمتع بقوة اقتصادية كبيرة في العالم ، لكن ما هو أيضاً مهم معرفته ، أن أوكرانيا تعتبر في شرق أوروبا من الدول الصبورة ، بالفعل الشعب الأوكراني من أكثر الشعوب الذي يتحلى ويجيد التكتيك ، وهذه المواصفات أيضاً يتمتع بها الشعب الكازاخستاني ، يعود تاريخ الثورات في كازاخستان 🇰🇿 إلى عام 1986 من القرن الماضي ضد الحكم السوفياتي ( الشيوعي) ، منذ ذاك الوقت والناس يخضون معركة تصحيح المسار ومن ثم ، التغير والتحول الديمقراطي ، على الرغم من أن لجوء النظام للعنف من أجل إخماد الاحتجاجات لم يكن حديثًا أو شيء نادراً ، بل بالمؤكد عنف اليوم ، عكس على حجم ما كان يحصل في السابق ، بل نظام الرئيس قاسم استعان بالتجربة السورية عندما أدخل شبيحته بين المتظاهرين وتحت حماية أفراد نظامه القمعي .
ولأن شخص مثل الرئيس بوتين ، هي شخصية قد أمضت عمراً في جهاز استخباراتي يشتغل على المستوى الكوني ، هذه الشخصيات يمتلكون حس دقيق لدرجة الهوس ، وبالتالي ، كانت النتيجة أن موسكو تعلمت من تجارب الثورات التى أُطلقت عليها في السابق بلملونة في كل من جورجيا عام 🇬🇪 2003 ، وأوكرانيا 🇺🇦 2004 ، وقرغيزستان 2005 ، والتى اندلعت جميعها لذات الأسباب التى دفعت اليوم الكازاخستانيين للخروج مجدداً إلى الشوارع ، بالطبع ، بسبب تزوير الانتخابات والمظالم الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن مسألة الفساد والاقتصاد ، لقد عصف الواقع المزري بالطبقات الفقيرة ، إذنً ، هناك أقاويل وافتراضات كثيرة ، ومنها يشار الآن إلى واحدة☝منها ، بأن النظام في كازاخستان 🇰🇿 من المحتمل 🧐 قد خزن الشبيحة من المجرمين للاوقات الحساسة وعلى شاكلة ما صنع النظام الأسد ، بالفعل ، اخرجهم في التوقيت المناسب ومع أول أزمة واجهت النظام ، بل في تقديري الشخصي ، كان ادخار المجرمين بنصيحة موسكوفية بحتة ، بالفعل ثانياً ، تحركوا جماعة الرئيس قاسم واندمجوا بالاحتجاجات من أجل 🙌 خلط الأمور في الشوراع وقلب التظاهرات السلمية إلى فوضى عارمة ، شاهدها العالم بأسره ، كيف لا ، والطبقة الحاكمة كما هو معروف ، تتربع على موارد ضخمة ، كالطاقة والثروات المعدنية والتى يتم تقاسمها داخل هذه المجموعة ، ومع غياب العدالة الاجتماعية واستنزاف المال العام ، لجأت الأغلبية الساحقة في المجتمع الكازاخستاني إلى إيجاد باب رزق آخر ، من أجل 🙌 توفير المزيد من المال ، فكان القسط الأعظم ، ليس أمامهم سوى قيادة سيارات الأجرة 🚕 بطريقة غير قانونية ، لكن مع رفع أسعار الغاز⛽أنفجرت الناس بسبب أنهم اعتقدوا وهذا صحيح ، أن مطاردتهم باتت إلى لقمتهم الأخيرة .
أظهرت جميع الاحتجاجات السابقة في الدول أوروبا الشرقيه ، واليوم تتجدد الظاهرة مرة أخرى في كازاخستان 🇰🇿 ، وهي علامة كبرى ، على أن المجتمع ليس هامشي 💁 ، بل هو فعلياً مندمج بشكل عميق 🧐 مع المعارضة والتى كدحت الأخيرة منذ أول والثمانينيات من القرن الماضي وعبر طبقات مختلفة من أجل إحداث التغير ، بل يرغب هذا المجتمع المدني بانتخابات تشبه تلك التى تحصل في أوروبا الغربية 🇪🇺 ، ببساطة ، لكي تخلصه 🙌 من الطبقة الفاسدة ، لكن ما يبقى يُميز😋 المجتمع المدني في كازاخستان 🇰🇿 ، أنه يتمتع بوعي تراكمي وليس من السهل قمعه على غرار ما حصل في مناطق مختلفة في أوروبا الشرقية ، لأنه يمتلك مهارة التكتيكي من أجل الوصول إلى هدفه الأخير .
ما يمكن 🤔 اردافه بعد تصريحات الوزيرين الأمريكي 🇺🇸 والروسي 🇷🇺 بلينكن / لافروف ، واللذين خرجا من اجتماعهما بعبارات متصلبة ، لكنها حافظت على أبقاء اقنية الصرف مفتوحة ، مع أن اللهجة الدبلوماسية الخشبية مازالت سيدة الموقف ، وهذا يفسر بأن واشنطن لن تكون متساهلة أبداً كما كانت الوقائع في جزيرة 🏝 القرم ، لأن القاعدة لدى الروس مهما طال الزمن فهي ثابتة ، إن كان هناك 👈 قرار بضم الدول الشرقية للناتو أو عدم ضمهم ، وعلى نحو بسيط أو تبسيطي ، ما تحتاجه دولة مثل أوكرانيا 🇺🇦 أو حتى كازاخستان 🇰🇿 ، هو استفتاء شعبي على حق مصيرهما 🇪🇺. والسلام 👋 ✍
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر