الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هلاوس في عنبر العقلاء (٢)
علا مجد الدين عبد النور
كاتبة
(Ola Magdeldeen)
2022 / 1 / 23
الادب والفن
ايقظها صوت ليس من الفطري أن تبغضه ...
تمتمت مع صوت صغيرها ( ماما اصحي أنا جعاااااان)
نفسها الخدعة السخيفة التي يستخدمها كل صباح في إيقاظها.
كالمخدرة إتجهت إلى المطبخ تعد فطوراً ، لن يتناول منه شيئاً .
أشعلت سيجارة تعرف أنها تدمر الصحة وتؤدي إلى وفاة تتمناها سريعاً ، بينما رسم الدخان ملامح قصتها التالية ، قدر كبير يحوي شوربة العدس !!!!
النوبة الثالثة .
حبلى في شهرها الثامن ، شاحبه الوجه كمومياء خرجت تتنزه في اروقة المتحف المصري ليلاً ، لم تفلح طبقات الملابس المكدسه أن تخفي نحول جسدها ، تقطع بعض الخضر بجوار صحن كبير من شوربة العدس أعدته لزوجها .
تمدد إسماعيل على سريرهما الضيق ، يقابل وجهه للحائط ، لم يعد يقدر على مطالعتها تذبل أمام عينيه ، وهو العاجز عن إطعامها هي وصغيره الذي تحمله .
فكر ...
لو كان الفقر رجلاً لقتلته، بعدها سافقأ عينيه وآكل لحمه . لا يمتلكون من الطعام سوى جوالا من العدس الأصفر ، اهداه له المصنع قبل تسريحه هو و٥٠ من زملائه . و٣٠٠٠ آلاف جنيه وراتب شهر ، يالها من مكافأة مهينه .
إستشعرت ما يدور في خلده ، رفعت صوت التلفاز ونادته : تعالى كل ولتشاهد هذا الفيلم إنه حقاً مضحك .
استجاب لها وجلس يحتسي العدس ، ويشاهد فيلم "ابن القنصل" يحبه كثيرا ولكنه عاجز حتى على أن يصبح مزوراً .
(في مشهد يحاول فيه خالد صالح تعليم أحمد السقا أصول العمل بقاعده بسيطة ، يقول : إختار دايماً الاسهل ، صعوبتها في سهولتها يا ابن القنصل).
هي : الدنيا برد اوي ، والله احسن حاجة في البرد ده شوربة العدس
هو: الحمد لله ، كان نفسي تبقى شوربه لحمه
هي: الجو تلج ، إنت عارف اللي شغالين في الشارع طول النهار والليل ، لو طالوا يشربوا شوربه عدس بدال الشاي والقهوة هيشربوها.
لمعت عينيه ناظراً لجوال العدس ، قبل رأسها ويدها
قائلا ً: هيشربوا عدس يا حبيبتي .
كان يقف على جانب الطريق ، يبيع شوربة العدس للمارة ، على عربة خشبية متواضعة كتب عليها (ابن القنصل) ، أخرج من جيبه ٣٥٠ جنيه حصيلة بيع اليوم
رددها لنفسه "صعوبتها في سهولتها" .
النوبة الرابعة ....
غضب يعتريها وذهول ، تتابع مشهد جنازتها ، تطير حوله ولا تصدق ، لقد إنتهى كل شيء بعد شهر من معاناه عجز الأطباء عن معرفه سببها ، هي الآن حره ، خفيفة و لا تشعر بأي ألم ، سوى الغضب .
لا تجد تفسيراً لسرعة تغسيلها وتكفينها والركض لإلقاء جسدها في هذه الحفرة .
لقد كان الجميع يبكيها وهي مريضة ، الآن لم تلمح نحيباً ولا حتى دمعة واحده !!
ربما كان إحترام المقابر ما يلزمهم الصمت ، على الأقل صلى عليها المئات ، لقد خرجت كل القرية في وداعها ، سيجلسون ساعة يدعون لها بالرحمه و في هذه اللحظة تحديداً سيبكون .
أهالوا عليها التراب ، وأغلقوا بوابة القبر بالإسمنت ، قبل أن يتبرع حارس القبر بكتابة تاريخ الوفاة بخط أعرج .
اغمضت عينيها إستعدادا لأمطار الدعوات و الرحمات التي ستنهال عليها ، خطوات أقدام ، ومحركات سيارات تدور مبتعده ، لقد رحلوا جميعاً .
اشتاطت غضباً ، حاولت الخروج ، ولكنها لم تستطع فقدت القدرة على الطيران منذ أن أغلقوا القبر .
خطوات أقدام تعود ، فكرت من ياترى ، من يحبني ، بالتأكيد ماهر ولدي ، لقد كنت ادلله وأفضله عن أخوته ، لا لا أظن قد يكون ولدي أحمد فهو أكثرهم طيبة رغم غباؤه وفشله .
هل يمكن أن يكون حمدي ، طليقي الأول ، لقد كان حب حياتي والأول في كل شيء ، معه كانت أول نظره وأول ابتسامه وأول حب بالتأكيد هو حمدي.
جاء الصوت غريباً عنها ، إنه شخص لا تعرفه
ومعه آخر .
قرأ الفاتحة على عجل ثم قال خد يا شيخنا اقرأ سورة الملك وارحل .
اقترب من القبر وهمس لها ، (كنت ادفن امي بجوارك ورأيتهم يرحلون ، يبدو يا حاجة إن "محدش كان بيضيقك" ، ربنا رحمهم ويرحمك إن شاء) .
بعصبيه : حاجة في عينك !!
إنصرف الرجل وبدأ الشيخ يقرأ حتى ابتعد الأخير ، بتر قراءته في منتصف السورة وانطلق يصيح:
"ولا يا حسين جبرنا، يالا نروح" !!!!
يتبع ،،،،،
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة