الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2022 / 1 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


قبل سبعين عاما لم يكن الشذوذ الجنسى مباحا بصورة علنية فى معظم دول العالم الغربى بل كان المجتمع يستهجنه حتى لو كان موجودا ، ولكنه أخذ مساحة من الحرية مع بداية السبعينيات فى الأفلام الجنسية (البورنو) وإن كانت تلك الأفلام هى نفسها أيضا غير مقبولة عالميا لتعرض بعلانية فى دول العالم. إن أذرع العولمة الثقافية فاقت تحرر السبعينيات إذا أنها أسست لثقافة جديدة تطالب فيها العالم بقبول ما يفرضه الإعلام الغربى من تحرر ، فالإعلام الغربى تبنى منذ بداية العولمة أفكار تضمين الشذوذ الجنسى فى الأفلام العادية وليست الجنسية فقط ثم امتد الأمر إلى المسلسلات ثم الأخبار مع أفكار العولمة الأخرى مثل العلاقات خارج الزواج أو الدعارة او العلاقات بمقابل ، ومع مطلع الألفية أصبحت تلك الأمور عادية فى المجتمعات الغربية ولا تسبب أى حرج مما جعل العالم يغير من الأسماء فأصبح الشذوذ مثلية و"جاى" و"ميم" ومجتمع LGBT للرجال والنساء ، ولم يكن الشذوذ الذكورى هو الوحيد بل انتشر بصورة غير مسبوقة تاريخيا فى العلانية شذوذ النساء مما جعل مجتمع الشواذ يكتسب أرضا جديدة عبر العولمة جعلته فى نهاية المطاف يطالب بتطبيق القوانين المدنية على مجتمع الشواذ فأصبح هناك زواج معتمد قانونيا فى العديد من دول العالم له نفس حقوق الزواج العادى بين الرجل والمرأة وأصبحت العلاقات خارج الزواج مقبولة علانية ومرحب بها فى العديد من المجتمعات الغربية وصلت حتى إلى التاج البريطانى نهاية التسعينيات.
المشكلة التى تقابلها الكثير من دول العالم العالم وليس العرب وحدهم هى أن الغرب يحاول جعل تلك المفاهيم عالمية (عولمة ثقافية واجتماعية) بينما الكثير من المجتمعات الأسيوية والإفريقية وهم أكثر من ثلثى عدد سكان العالم لم يقبلوا بتلك الأمور بصورة علنية . وبالتالى انقسم العالم تجاه تلك المشكلات الاجتماعية الثقافية الناتجة عن العولمة إلى ثلاثة أقسام وهم : القسم الأول هو العالم الغربى ومن يدورون فى فلكه باعتبار الشذوذ حرية شخصية وبالتالى لهم حقوق تحكمها قوانين مدنية أصبحت راسخة منذ أكثر من عشر سنوات ووصلت إلى المنظمات الدولية ، والقسم الثانى قبل تغيرات العولمة دون وجود قوانين تقنن أوضاع تلك الفئات مع عدم رفضها أو قبولها تاركة تلك الأمور للتغيرات المجتمعية ومعظم تلك الدول مهتمة أكثر بالسياحة والتعامل مع الغرب بصورة أكبر ، أما القسم الثالث وهو الغالبية الأسيوية والإفريقية فهى دول لم تقبل إلى الآن تلك الثقافة الغربية وتحاول قدر الإمكان الحد منها قبل محاربتها وهى ليست مجتمعات إسلامية ومسيحية فقط بل هناك مجتمعات هندوسية وبوذية ولا دينية لم توافق على علانية تلك الممارسات كما لم توافق من قبل على تقنين الدعارة أو العلاقات خارج الزواج إلا بصورة مستترة وبقوانين مدنية مقيدة.
إذن نحن قبل أن نكون أمام الحرية الشخصية فنحن أمام صراع عولمى ثقافى يجعل كل الفنون التى لا تقبل المثلية فنون غير عالمية ويندر حصول تلك الأعمال على جوائز عالمية كنوع من الضغط على باقى دول العالم لقبول المفاهيم الجديدة ، وبالتالى فالصراع ممتد إلى الآن مستخدما الإعلام والفن والأدب والأخبار والرياضة لعولمة العالم على الطريقة الغربية ، ولولا صعود الهند والصين إلى آفاق أرحب من العولمة لقبلت معظم دول العالم مفاهيم العولمة الغربية إلا أن الصين والهند ومعظم دول شرق آسيا ما تزال تعارض فكرة العولمة الاجتماعية التى تنطبق على المجتمعات الغربية ويصعب تطبيقها على المجتمعات الشرقية ، ولا يعنى ذلك تخلفا لإن العولمة أصبحت تعتمد كثيرا على فكر المجتمعات الأخرى وتحويله للعالمية أيضا مثلما فعلت الهند التى جعلت مدينة بوليود الفنية عالمية تنتج الأفلام التى يقبلها العالم الشرقى وربحت من ذلك الكثير وتبعتها الآن تركيا ، وقد تبنت نفس الطريقة الهندية الصين والكثير من دول شرق آسيا ولكن فى مجتمعاتها دون الوصول للعالمية كما فعلت الهند أو الوصل للإقليمية الشرق أوسطية كما فعلت تركيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟