الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستمرار الحكم العسكرى ..أهو قدر

محمد حسين يونس

2022 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


عدت من الأسر لمدينة القاهرة يوم 24 يناير 1968 .. و منذ ذلك الزمن و لمدة 54 سنة ..كلما جاء ينايرتأتي معه أحزان الفقد ..فينتابني شعور بأن حياتي ستنتهي وعلي لساني حروف لم أنطق بها بعد ..أود أن أجلس أمام كل مصرى ..و أقص عليه ما حدث ..و أتأكد أنه فهم .. أن العسكر في أى زمان أو مكان لم يعدوا ليحكموا أو يديرون إقتصادا أو مشروعات تعمير .. و أنه يخضع لغسيل مخ مستمر تدرب أصحابه علي يد خبراء في حروب الجيل الرابع و الخامس .
الزيف و الكذب ..و الإنحطاط و التسيب يحيط بي من كل الجهات .. بحيث أشعر أنني كنت و لمدة نصف قرن نغمة نشاز في هذا الضجيج ..تحاول أن تجذب الأسماع للحن قديم لم يعد يردده أحد .. عن الحرية و الديموقراطية و الشفافية .. و العيش في مجتمع عصرى متحضر .. يحدد فيه الناس أولوياتهم و مشاريعهم .. و لا تفرض عليهم فرضا .. كما يحدث في بلدنا منذ أن إنقلب العسكر ضد الملك فاروق .
لقد تجاوزنا ( اليوم ) المائة مليون نفس.. و مع ذلك فمن بيدهم مقاليد الحكم .. يستطيعون أن يسيطروا سيطرة شبه كاملة .. علي شعب هذا المكان بحيث يصبح من المحال أن تتكرر أحداث يناير 2011 .. و لا أقل منها .. و لا حتي خناقة .. في السوق يتردد فيها (عيش ،حرية ، عدالة إجتماعية )
الخطط المحكمة الجارى تنفيذها لتدمير أى بادرة أو أصوات لا تدعو للسلطان بالنصر علي من يعارضونه أو يعاديهم ..تتصاعد مع تطور أنظمة التجسس و التسجيل للأحاديث..خصوصا بواسطة التكنولوجيا المستحدثة والتليفونات المحمولة و شبكات التواصل الإجتماعي التي تم غزوها ( في نسختها العربية ) بمليشيات السلطة .
لقد أصبحت حصيلة الضحايا أكبرمن أى زمن سابق .. و النسبة المروضة أعلي .. و التعويق متاح بالقانون ..و السجون لا يوجد بها أماكن خالية فتنشأ مجمعات جديدة منها لتساع الألاف ..
العسف طال جميع الأعمار و الإتجاهات .. و النوعيات ( رجال .. نساء .. شباب .. صبايا .. حتي الأطفال و الشيوخ ).. و نسبة الكمون أو السكون أو الهروب بين المثقفين و غير المثقفين قد تصل إلي ما يقترب من الأغلبية .
نجاح ساحق لم يتحقق من قبل علي تلك الأمة المتضررة المستكينة لاوهامها .. و مصائبها .
السبب في تفوق النظام الحالي هو أنه كان لدية بعد هبة يناير 2011 ..الفرصة للتعلم من أخطاء الذين سبقوه من جلادين .. في حين أن القوى الثورية كانت تحتفل بالنصر الجزئي بعد تنحي مبارك بأن تتصارع في تقسيم المكاسب.
النظام تم دعمه بخبراء حرب الجيل الرابع و الخامس للسيطرة علي العقل الجمعي للمصريين .. مما رفع قدرته علي نشر الذعر و الخوف .. و اليأس و الإستسلام . و لتصبح سيرة الثورة لدى قطاع واسع منهم أضغاث أحلام .. و أمل كاذب.
إسلوب إحتلال العقول (بعد إنتهاء حكم الأخوان )..و مع بداية سيطرة الضباط المليونيرات ..تم علي خطوات بعضها مستتر و البعض الأخر يمكن إدراكة مثل :-
- تأمين أبناء الجهات السيادية بالمنافع و المكاسب .. و الإمتيازات .. و ضمهم لجانبه.
- منح الرئيس حكما ممتدا بعد أن نجح في المرحلة الأولي و سلم مصر لصندوق النقد الدولي..و أطاح بالجنية المصرى في مقابل الدولار .
- جعل للقوات المسلحة صلاحيات المراقبة ( الفيتو ) التي تعلو كل مؤسسات الدولة .
- كون برلمانا يبصم و يوافق .. و حشد به مجموعة من ترزية القوانين .. تتبارى في خدمته ..
- وضع نظاما إنتخابيا يتحكم فيه بواسطة أجهزة الأمن يجمع البصامين بزجاجة زيت و كيس مكرونة..
- طور إعلاما ( مدجنا ) من أشباه البشر الذين يتحركون مثل عرائس الماريونت مسيطر عليهم بواسطة أصابع الضباط المستترة بملكية محطات إذاعاتهم و تلفزيوناتهم و رزقهم .. يرفعون منهم من يشاءون .. و يخسفون الأرض بمن يريدون .
- حياة سياسية لا يدخلها إلا الإنتهازيين .. و مليشيات شوشرة من شباب اللجان الإلكترونية .. و مليشيات أخرى من المحاميين المستعدين لرفع قضايا الحسبة ..
- مجموعة من رجال الدين ( ذوى العمم البيضاء و السوداء ) الذين ينعمون بنعمة جهالة توفر لهم حياة مرفهه .. و طاقم من الإقنصاديين الكومبرادور الذين يتفننون في أساليب حلب الفقراء قبل الأغنياء ..
- وزارة ثقافة ( مسكينة ) يرأسها شخص أمي ( بمعني الكلمة ) وظيفته عمل إحتفالات و مهرجانات .. لمناسبات سخيفة يتم الدعاية و الترويج لها بواسطة كل أجهزة البث و الدعاية ..المأجورة ..
- و أفلام سينما (تافهه ) و تمثليات تلفزيونية ..يسيطر عليها الرقباء و يفرضون رؤيتهم المحدودة الأفق .
- نظام بوليسي أمني هو درة العهد جاء بعد تدريب و ترويض طويل و خبرة متراكمة من زمن زكريا محي الدين حتي الباشاوات أشاوسة اليوم .. يستخدم الفتوات و البلطجية و أصحاب السوابق للردع.. أكثر من إستخدامه لأطقمه
- و نظام جباية مركزى .. متحكم في المواطنين عن طريق قوانين التحفظ علي الأموال و سيطرة البنك المركزى علي مداخل و مخارج حسابات الأفراد و المنشئات . أظن بيسموها (حوكمة )
- و شبكة معلومات واسعة عن السكان المطاردين بالالاف بقضايا ملفقة لا أساس لها إلا في الأذهان المريضة
- مع قدرة علي التزويق و قلب الباطل حق .. و اللعب بالعقول المسطحة .. تراكمت خبرتها خلال 70 سنىة قسر و قهر..
و هكذا نفهم أن حكام مابعد 2011 يختلفون عن سابقيهم فهم وجه أخر للنظام ..يعلمون جيدا طريقهم لتدجين شعب أغلبه إما أمي لا يقرأ أو يكتب أو جاهل يسهل التحكم فيه بواسطة أجهزة الإعلام .. و إرهابة بواسطة أجهزة السيطرة .. و العمل علي إستمرار نظام خاب في كل مراحلة .. و أدى لضياع فرص مصر و المصريين لعبور برزخ التخلف .. و الإبحار في المياة العميقة .
أبناء النظام الذين إنتصروا .. لهم خططهم المجهولة لنا عن كيف يوقفون أى صوت يعلو علي مصالح طبقتهم الهشة من المليونيرات..و كيف يحركون إقتصاد البلاد بواسطة شركات الجيش و البوليس لتخدم أطماع أصحاب القروض و الديانة .
المصريون رغم كل الكبارى .. و العمارات و ناطحات السحاب .. و أكبر جامع أو كنيسة .. و أعلي سارية علم .. و أضخم مقر عسكرى في الوجود . . و المهرجانات التي تعمي العيون بالليزر .. و الأستعراضات ذات الأفكار الخايبة التي تؤطر لنهوض القومية المصرية ..بمناسبة إنهاء متاحف فاروق حسني .. و ماتشات كرة القدم العربية و الإفريقية و العالمية .. ألا أنهم في النهاية غير سعداء .. و غير راضيين .
فهم يشعرون أنهم في مواجهة حاوى .. أو لاعب الثلاث ورقات .. ويعرفون بفطرتهم أنه يخدعهم .. و لكنهم يجهلون كيف يحدث هذالانهم لم يسمعوا عن حروب الجيل الرابع .. أو الخامس .
سكان هذا المكان .. حيث يتم تزوير أغلب الأخبار و إختلاقها ..و يفتقدون إلي شفافية المعلومة و البيانات.. يشعرون أن كل ما حولهم ملفق ..غير صحيح .. يقود لمعرفة مغلوطة ..و افخاخ .. مميتة..
ومع ذلك لا يضعون أيديهم علي أسباب بؤسهم . . يشعرون به ( أى بالخداع ) عندما يجردهم الجباة من أموالهم .. أو يذهبون للسوق لشراء إحتياجاتهم.. أو يطرق بابهم من يحمل الإنذارات والعرائض السالبة للاموال و الحرية بسبب قانون أصدرة (عم عبعال) في الخباثة و لا يدرى الناس عنه شيئا ...ثم يشاهدون حجم البذخ و الإنفاق الذى يصاحب موكب من مواكب العظمة التي يحيط بها الحكام أنفسهم مستهلكين قروشهم المأخوذة قهرا فيتساءلون
هل هو قدر علينا إستمرار الحكم العسكرى للأبد.. أم أن خير أجناد الأرض هم - فعلا - خير من يحكم مصر بحكم التاريخ و الخبرة ؟
للرد علي هذة الأسئلة علينا تذكر ما فعل حكامنا العسكر في أزهي فترات حكمهم لبلدنا .
الفترة من 56 إلي 67 كانت الزمن الوحيد الذى إستقلت فيه مصر بعد إمتلاكها لقناة السويس و رحيل جنود الإحتلال و حكمها مصرى .. و كانت خلال هذا العقد صاحبة القرار في شئونها الداخلية و الخارجية ..
و مع ذلك فهو أكثر عقود القرن الذى واجهت فية مصر الهزائم و الإحباطات.و هو العقد الذى بدأ بعده التدهور و لم يتوقف حتي اليوم ..
فلنراجع معا كيف عاش المصريون بعد أن رفرفت رايات الإستقلال و عدم التبعية.. يرددون مقولة عبد الناصر (( إرفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الإستعمار ))
الفترة من 56 إلي 58 .. أمجد أيام حكم العسكر .. بعد أن تسببوا في عدم الإستسلام للقوات المغيرة و مع ذلك كان من الطبيعي في مصر أن يتولي الجيش محاربة الإقطاع ( بدون تفويض بالطبع ) و يعتقل و ينكل و يؤذى المعارضين .. و يملأ السجن الحربي و المعتقلات ذات الصبغة العسكرية بالأخوان المسلمين و الشيوعيين جنبا إلي جنب مع تجار المخدرات فيلقي الأخارى خير معاملة .
وكانت المحاكمات العسكرية التي بدأت بإعدام الأطفال (خميس و البقرى في كفر الدوار ) مستمرة و لها ضحايا يعدون بالعشرات .
و كان رجال المخابرات يمثلون هاجسا مخيفا .. خصوصا للممثلات .. و كان من الممكن أن يرسل عبد الحكيم رجاله للعمل بدلا من سائقي الأتوبيسات المضربين .. لقد كان جوا عسكريا بوليسيا خانقا ..
أسباب هذا الوضع أن قوات مصر المسلحة لم تكن في 1956 مستعدة للحكم أوالحرب أو تبني أحلام الناس في حياة كريمة تعقب إستعمار دام لسبعين سنة .
في نهاية خمسينيات و بداية ستينيات القرن الماضي .. كان جيش الإستقبالات و الإحتفالات الذى بدأ تكوينه بعد معاهدة 36 .. لازال يعاني من عدم الخبرة و قلة السلاح .. و سيطرة الأرستقراطية العسكرية علي قيادته .
. و كان قد بدأ منذ سنين معدودة علي أصابع كف واحد إستلام معدات سوفيتية و معها عقيدة حرب شرقية .. و لم يكن الضباط و الجنود قد تدربوا بعد عليها ، كانوا يحفظون التكتيك و لا يفهمون كيفية توظيفة أثناء القتال ... لقد كان لدينا جيشا عالي الصوت و لكن ينقصة الكثير ليصبح صالحا للحرب ...(كايس) بدون (بروسس )أو (هارد وير)..
ضباط يوليو جاءوا كإنعكاس للوضع الثقافي و الإجتماعي في خمسينيات القرن الماضي و ممثلين لكل شرائح الشعب .. منهم من كان مثقفا قارئا مثل ثروت عكاشة .. و خالد محي الدين .. وجمال عبد الناصر ثم تلاهم كمال حسن علي .. و أمين هويدى ..
و منهم من كان شابا مغرورا بالسلطة .. و النفوذ غير متزنا محدود الإمكانيات مثل كمال الدين حسين .. و منهم من أغراة سهولة الحصول علي المكاسب .. و يسرله الشيطان طرق الفساد فسار فيه للنهاية .. و هؤلاء كان عددهم كاف ليدمر كل خطط التنمية التي عاصرت تلك الفترة ...لذلك لم يكن غريبا أن يتعثروا عندما تحولوا لسياسين و حكام .
في 22 فبراير 1958 اعلنت الوحدة بين مصر و سوريا ..وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس أمة واحد بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة .
وفي 28 سبتمبر 1961 أنهي إنقلاب عسكرى في دمشق الوحدة ...بعد مدة ثلاثة سنوات فقط إستطاع فيها رجال المشير أن يتسببوا في جرح بين شعبي البلدين لم يندمل حتي اليوم..لقد نقلوا المجتمع المصرى لهناك .. فشكل كابوسا و رعبا لم يتحمله تجار سوق الحميدية ...
لم يمر عام علي الإنفصال مع سوريا حتي قام المشير السلال بثورة في اليمن 26 سبتمبر 62.. و كان علي مصر مداواة جرح فشل اول وحدة عربية بنجدة دولة عربية أخرى لترسل أعدادا متزايدة من الجنود غير المدربين علي قتال عصابات تحتمي بالجبال ..
و تزايد التورط حتي وصلت القوات حول عام 65 إلي 70000 جندى بعتادهم و أسلحتهم سوفيتية الصنع ..ينفق عليهم المصرى الكادح في الحقول و المصانع ... مقتطعا من لقمة عيشة و أمله في التنمية و الخروج من مخاضة ما بعد نهاية الإستعمار .
خلال الفترة من 62 إلي 70 تمكن رجال القبائل هناك الذين لا يشبعون من الجنيهات الذهب التي ترشيهم بها القوات من تكبيدها خسائر فادحة ..
و زادت حمولة نفقات القوات المسلحة علي كاهل ميزانية المصريين .. معدات ، سيارات ، قطع غيار ، ذخائر ، بدلات سفر .. مع تخريب الإقتصاد بفتح ابواب الجمارك علي مصراعيها للقادمين ببضائع الحديدة و صنعاء .. وقود .. إعاشة بما في ذلك سجائر مجانية..ملابس ..
و تفتحت شهية أفراد بالقوات المسلحة للثراء و الحياة الرخية و ساعدتهم الدولة بتقديم مميزات في السكن و الحصول علي تليفون .. و إيجاد وظائف للأقارب و مدارس للأبناء .. لقد ذاق المشاركين رحيق التمييز .. و لم تتوقف هذا حتي 67 .

الجيش المشكل حديثا بعد (1936 ) أى لم يكمل ربع قرن.. منها (20 ) سنة يتحكم فيه الإنجليز .. لم يستطع خلال ستة سنوات أن يكون لنفسة عقيدة قتالية .. أو تلاحم و تعاون بين القوات .. أو حتي كفاءة في إستخدام المعدات .. فإذا ما واجه ظروفا صعبة من حيث التضاريس و المناخ .. و عدو متمرس و متمترس بالجبال .. بالإضافة إلي إنشغال البعض منهم بمراكمة المكاسب .. جعل الموقف شديد الصعوبة ..
فإذا ما عرفت أن أجزاء كثيرة من اليمن مكتوب عليها في خرائط الأمم المتحدة (غير صالحة لمعيشة البشر) تستطيع أن تعرف ماذا حدث لأبناء جيش مصر في مستنقع اليمن .من تفكك و تحلل ..وفقد كفاءة .علي مستوى القيادة و مستوى الجنود .
وضاعت عليك نقودك يا مصر .. سلاح (غلبنا ) حتي حصلنا علية ..تم تخريب أجزاء ليست قليلة منه .. و نفقات بدون عائد .. و نزيف مساعات للقبائل لا يتوقف .. و كل هذا بسبب عدم قراءة تختة الرمل بصورة مناسبة .من الجنرالات محدودى العلم و القدرة .. منعدمي الخبرة.
في 5 يونيو 1967 إلتقي الجيشان المصرى و الإسرائيلي لثالث مرة .. و قامت حرب سريعة فقدت فيها مصر أغلب أسلحتها و طيرانها العسكرى ..و سيناء بالكامل .. و ربض العدو علي الضفة الشرقية لقناة السويس .. يسبح جنودة في مياهها دون قلق .
حضرت هذه الحرب كضابط شاب ضمن 100000جندى في سبع فرق عسكرية ..منها أربع فرق مدرعة بها (950 دبابة و 1100 ناقلة جنود مدرعة و 1000 قطعة مدفعية )...تأملوا معي الأرقام التي أوردها( الأستاذ أمين هويدى ) في كتابه (الفرص الضائعة ) ... والتي قد يزيد عددها في بعض المراجع الأخرى
لقد كانت قوات قادرة علي القتال و تحقيق إنتصارا ..حتي بعد التفوق الجوى الإسرائيلي ..لو كانت لها قيادة عاقلة متماسكة ، مدربة ، تتقن أسس خوض معركة الأسلحة المشتركة.. و كيف تقرا تختة الرمل و تناور بالقوات أثناء الحرب..
إستشهد 15000 ضابط و جندى أغلبهم عطشا أو جوعا ..و أسر 5000 و عاد منسحبا باقي القوات بدون سلاحها .. و منها لواء دبابات ستالين ( المرعبة ) وجدوه بعد الحرب مخندقا .. و مغطي و مموه لم يطلق طلقة واحدة.
القوات الإسرائيلية علي الجبهه المصرية ( كما ذكر نفس المصدر ) كانت ستة الوية مدرعة في ثلاث فرق معها حوالي 700 دبابة و لواء مشاة ميكانيكي و ثلاث الوية مظلات بمجموع 70000 جندى ولكنها كانت تتميز بأن من يقودها كانوا ضباطا محترفين مدربين .. عرفوا كيف يوظفوا إمكانياتهم . فإنتصروا في الفترة من 5-9 يونيو .
عندما عدت للوطن في مثل هذا اليوم 24 يناير 1968 .. سردت ثم كتبت ما رأيته .. و ما عايناه .. من إنهيار في قدرات القيادة خلال المعارك ..و كيف تلاعب بنا عدو (من نوع أخر غير قوات الجريليا اليمنية ) يفهم في التكتيك و المناورة و الحشد و الخداع .. و الدفاع في الوقت المناسب و تطوير الهجوم في زمن أخر ..
وكيف إحتاس عامر و زمرته بجيشه غير مدرب الذى ألقي به في سيناء منهكا .. بعد خمس سنوات مواجهة مع العصابات اليمنية .. و التنقلات غير المدروسة للقوات في الصحراء .. بأوامر عشوائية من قادة أتقنوا أى شيء عدا فنون القتال ..
لتنفجر البالون .. و نكتشف في 67..أن سيد درويش ضحك علينا عندما غني (( أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا وقت الشدايد تعال شوفنا... ساعة مانلمح جيش الأعادي نهجم ولا اى شئ يحوشنا.))
هل أجبت علي سؤال هل هو قدر علينا إستمرار الحكم العسكرى للأبد.. أم أن خير أجناد الأرض هم - فعلا - خير من يحكم مصر بحكم التاريخ و الخبرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله غالب
هانى شاكر ( 2022 / 1 / 25 - 00:11 )

الله غالب
_____

آليات حكم مصر بسيطة و تضمن تسلط الامام المشير علي حكم مصر لمدة 500 سنة قادمة

1 - دخل الامام المشير هو 2 مليون جنيه في الساعة

شرحنا ذلك بالتفصيل اواخر ايام حسني مبارك حيث كان دخله مليون جنيه في الساعة باسعار زمان ، كده ولا كده الدخل السنوي للامام المشير هو مليار دولار في السنة

2 - تركت حكومات يوليو الشعب يتكاثر كالفئران من عام الي عام و من جيل الي جيل …. التحكم في ذلك لم يكن ابدا اولوية اي حاكم منذ 1952

لذلك تكاثرنا من عشرين مليون الي عشرين بليون قريبا انشاء الله

ذلك يضمن شعب فقير مريض امي جاهل و جائع

يفرح بكرتونة المكرونة

الله غالب

….


2 - المواجع
على سالم ( 2022 / 1 / 25 - 01:45 )
هذا مقال اكيد يثير الالم والمواجع والحسره واحساس بالذل والهوان والعجز , كيف الانعتاق من هذا الكابوس الذى يرزح فوق صدورنا منذ مايقرب من سبعين عام كئيبه من قبل لصوص وزناه وقتله العسكر الاوباش الله يخرب بيوتهم وبيت ايامهم السوداء , يعنى المجرمين السفله ورانا ورانا وفى منتهى بجاحه وعناد ويخرجوا لسانهم لنا ويبتسموا , ربما هذا هو قدر مصر الاغبر وهو ان نبتلى بهم يسرقونا ويقتلونا وينكلوا بافرد الشعب المستباح الذى فقد هويته وكرامته , لااعرف كيف سيكون مستقبل هذا البلد الكسيح الموبوء , لقد حدث اليوم فى بوركينا فاسو انقلاب على الرئيس وتم اعتقاله وسجنه , لماذا لايحدث هذا فى المنكوبه مصر ؟ اهل بوركينا فاسو اكثر منا تقدما ووعى وحضاره ام شعبنا ادمن الذل والضعف والخنوع والياس والهوان , لاشك اننا فقدنا البوصله ولانعرف المستقبل الملئ بالغموض وماذا يخبئ لنا , اكيد لابد ان اذكر دور رجال الدين الجبناء الفاسدين والمفسدين والذين يستعين بهم مجرمى العسكر الانجاس من اجل ان يجعلوا الشعب غبى واهطل ومتبرمج بالحواديت الاسلاميه التى تكفر الشعب اذا اراد ان يثور وينعتق من فجر هؤلاء العصابتين الاجراميتين


3 - الأستاذ هاني شاكر
محمد حسين يونس ( 2022 / 1 / 25 - 06:39 )

أشكرمرور حضرتك و مشاركتك .. نعم حاكم مصر يعتبرها دائما عزبته الشخصية ..يأخذ من الخزينة العامة .. و الأعمال التجارية و السمسرة .. قدر ما يريد .. دون حساب أو رقيب ..فيما عدا في زمن الملك فاروق .. كانت ميزانية الخاصة الملكية تراقب بواسطة ديوان المحاسبة مثلها مثل غيرها .. و عندما تم سفلته وصلة طريق لعزبة زوجة النحاس زينب الوكيل .. وضعوا هذا الحدث في كتاب أسود كتبه مكرم عبيد .
أما حالة الإنفلات في الزيادة السكانية فأمر متصل بالأديان ( مسيحية و مسلمة ).. و عدم إتفاقها مع التنظيم ..بل تعتبر الإجهاض جريمة .. بالإضافة إلي رضي الناس بالحياة المتدنية المستوى .. و عدم طموحهم في تعديل موقفهم الطبقي . و كما تفضلت و ذكرت عدم جدية الحكومات في ضبط التناسل .. تحياتي



4 - الأستاذ علي سالم
محمد حسين يونس ( 2022 / 1 / 25 - 07:06 )

بالنسبة لنا ( جيلي و جيل حضرتك ) لا أعتقد أننا سوف نرى تغيير ..و قادة الجيش يعرفون هذا و يجعلونه قانونيا .. بإصدار عشرات المراسيم التي تؤكد سلطتهم ..و رقابتهم علي كل ما يتصل بالمجتمع ..و البركة في عم (عبعال ) و برلمانه الملاكي ..
الشيء الأخر أن من يحكمون اليوم ( و خبراؤهم ) اصبحوا يتقنون فنون الموجات الحديثة من الحروب .. يطبقونها علي شعوبهم كما لو كانوا مستعمرين ..و الشعوب مستسلمة و ملهية في مشاكلها اليومية .
مع تطور الحالة الإقتصادية .. و زيادة الجباية ..و تخفيض قيمة الجنية الحتمي بسبب عدم الإنتاج ( في الغالب قريبا ) .. سيزداد بؤس البشر .. من جانب .. و تراكم الثروات من جانب أخر ..و لن يبق أمام الأغنياء .. إلا الرحيل لخارج البلاد أو تحسين الحالة الإقتصادية .. عن طريق تقوية و تنمية .. أحزابهم .. و مواجهة الحكام الميرى .. أو إحتوائهم .. لا مخرج عن هذا .. منعا للإندثار ..و لكنه قد يستغرق أكثر من جيل .. تحياتي




5 - اذا الشعب يوما
هانى شاكر ( 2022 / 1 / 26 - 01:17 )

اذا الشعب يوما
_______


اذا الشعب يوما اراد الزيوت
فلابد ان تستجيب الغفر

ولابد ان تستتب الامور
ويعرف كل فرد مصير البقر

كفاية عليكم عبد الله رشدي
و عيش الهباب و بول البعر

ولا تنظرن ابدا لفوق
ففوق محجوزن لخير البشر

صحاب القصور و الكومبوند
و من آكلي لحوم البشر

علي البيسين متمددين
بجانب غانيات زي القمر

طعامهم درجة اولي
من المحمر و المعتبر

بأيدهم كئوس من معين
بها كورفوازييه او جون وكر

قرايب لواءات ومحافظين
وكل من جاد عليه القدر

الي متي تظل الامور
مقلوبة من شر الي أشر؟

الي ان تجود علينا السماء
بشعب يطالب بحق يُقَر

الي اناس تفور الدماء
في عروقهم بقلب انفطر


ليها آخرة يا استاذنا

….