الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة الجنود حد فاصل بين الفشل والنجاح

صادق الازرقي

2022 / 1 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


ألقت المجزرة التي تعرض لها الجيش العراقي مؤخرا وذهب ضحيتها ١١ جنديا، بمن فيهم آمر السرية بحسب المصادر الرسمية، التي قالت إن الهجوم نفذه تنظيم داعش في ناحية العظيم بمحافظة ديالي، ألقت الضوء على مشكلات كبيرة تواجه البلد والقوات المسلحة.

وبغض النظر عن الإخفاق الواضح للجهد الاستخباري وفشله في متابعة الخلايا الإرهابية برغم أن حادثة سابقة وقعت قبل وقت قصير من الهجوم على الجيش تمثلت في مقتل عقيد في الشرطة على يد عناصر من تنظيم داعش، في محافظة ديالى ذاتها، بعد أسبوعين من خطفه، بغض النظر عن ذلك فإن الوضع ينبىء بكارثة بل كوارث محدقة إذا لم يجر العمل بالسياقات الأمنية والعسكرية السليمة.

وبالعودة إلى استهداف عناصر الجيش، ارجع مسؤولون اداريون وأمنيون في ديالى، السبب الرئيس للحادث إلى "إهمال المقاتلين لأن المقر محصن بالكامل وتوجد كاميرا حرارية، وتوجد نواظير ليلية، كما يوجد أيضا برج مراقبة كونكريتي"، بحسب قولهم؛ فيما أفادت مصادر أمنية، أن مجموعة عناصر داعش المهاجمة كان عددها يتراوح بين 10-13 مسلحا، هاجموا السرية الأولى التابعة للفوج الثاني في الفرقة الأولى للجيش العراقي في محافظة ديالي، بأسلحة متوسطة من قاذفات صواريخ ورمانات يدوية، بحسب وصفها؛ ولم يقل لنا المسؤولون اين ذهب أفراد السرية الآخرون ولماذا لم يجابهوا المسلحين، واين الإسناد والدعم من عموم مفاصل الفرقة وافواجها، ناهيك عن الدعم الجوي، في زمن يسر الاتصالات وسهولتها.

ومن المعلوم أن السرية، بحسب التصنيفات العسكرية المتعارف عليها في جميع دول العالم وبضمن ذلك العراق، مشكلة من 3 إلى 5 فصائل وهذه بدورها مقسمة الى حظائر، ويتراوح عدد أفرادها من 62 إلى 190 فردا يقودها ضابط كبير، والفصائل بقيادة ضباط والحظاىر بقيادة ضباط الصف؛ فأين ذهب هذا العدد بمواجهة عشرة مسلحين فقط من الدواعش؟

هل بنا حاجة للإشارة إلى وتكرار حديث بعض المراقبين والمتخصصين الذين ينبهون إلى فساد يضرب المؤسسة العسكرية العراقية مثلما استفحل في جميع مفاصل الحكومة و "الدولة"، فانتج أفرادا وهميين يجري تلقي الرواتب عنهم فيما هم لا يتواجدون في الأماكن التي تستدعي تواجدهم فيها؛ وذلك الامر تحدث عنه رئيس وزراء عراقي سابق إبان تسلمه منصبه، حين كشف عن تواجد 50 ألف اسم وهمي في سجلات الرواتب بوزارة الدفاع. وقال في خطاب أمام مجلس النواب "خلال فترة زمنية قياسية، خلال شهر واحد، استطعت أن أكتشف من خلال التدقيق الورقي خمسين ألف فضائي في أربع فرق عسكرية"؛ ويظهر أن الامر لم يعالج منذ ذلك الوقت.

وبعد..فهل ثمة حديث آخر عن هول وتعقيد القضية المرشحة لمزيد من الهجمات والخسائر في أرواح الجنود الأبرياء المغدورين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف