الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اثر جائحة كورونا على رأس المال البشرى

احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)

2022 / 1 / 25
الادارة و الاقتصاد


قياس مؤشر جائحة كورونا على مصر
اعداد
الدكتور/ احمد حسن عمر


يعانى العالم الآن من فجوات في رأس المال البشري في ظل التغيُّرات العالمية السريعة في مجال التكنولوجيا، والخصائص السكانية، كما ان الصراعات والأوبئة والكورونا لها أثر كبير على رأس المال البشري بسبب ما تحدثه من حصد ارواح البشر، وفقدان سبل كسب العيش، وسوء التغذية، والتراجع عن تقديم الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية. ومن المتوقع أن يكون لهذه الآثار صدى على مدى أعمار الكثير من الناس، مما يقيد من إنتاجيتهم.
ولرأس المال البشري أهمية كبيرة لدى البشر، والاقتصاد، والمجتمعات، والاستقرار العالمي. وهو هام جدا للأجيال القادمة، وعندما تخفق الدول في الاستثمار بصورة مثمرة في رأس المال البشري، تكون التكلفة ضخمة، خاصة للدول الفقيرة والأشد فقرا، ويركز مؤشر فياس رأس المال البشرى على إنتاجية العامل في المستقبل كوسيلة لقياس المقارنات فيما بين الدول.
مؤشر رأس المال البشري
رأس المال البشري هو مقياس موجز لمقدار رأس المال البشري الذي يُتوقع أن يحصلّه الطفل المولود اليوم عند بلوغه ثمانية عشر عامًا، وذلك في ضوء مخاطر سوء ظروف الرعاية الصحية والتعليم السائدة في البلد الذي يعيش فيه
ويتألف رأس المال البشري من المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي يستثمر فيها الناس وتتراكم لدىهم خلال فترة حياتهم بما يمكِّنهم من استغلال إمكاناتهم وقدراتهم كأفراد منتجين في المجتمع. ويساعد الاستثمار في البشر، على تنمية رأس المال البشري، وهو أمر أساسي للقضاء على الفقر المدقع وبناء مجتمعات أكثر شمولًا.
ويمكن ايجاز المؤشر في ثلاث عناصر أساسية على النحو التالى:
• معدل البقاء على قيد الحياة ومعدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، من خلال إدراج معدل الوفيات دون سن الخامسة، يرتبط هذا المؤشر بالهدف الفرعي 3-2 من أهداف التنمية المستدامة، وهو خفض وفيات المواليد على الأقل إلى 12 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي، وخفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة على الأقل إلى 25 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي.
• مستوى التعليم ويجمع هذا المكوّن من مكوّنات المؤشر معلومات عن مقدار التعليم وجودته، ويعزز هذا المؤشر تحقيق الهدف الفرعي 4-1 من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان تحقيق عدة أمور منها إتمام تعليم ابتدائي وثانوي منصف وجيد. ومن خلال تتبع التغييرات في السنوات المتوقعة من التعليم المعدَّل حسب الجودة، حيث ستستطيع الدول رصد منجزاتها نحو تحقيق هذا الهدف الخاص بالتعليم.
• مستوى الرعاية الصحية : ويشمل هذا المؤشر معدل بقاء البالغين على قيد الحياة، وانتشار الإصابة بالتقزم بين الأطفال. ويمثل المعدل الأول احتمال بقاء الشخص البالغ من العمر 15 عامًا على قيد الحياة حتى بلوغ سن الستين. ولتحسين هذا المؤشر، سيتعيَّن على الدول العمل على تقليص أسباب الوفاة المبكرة، وهو ما سيساعد في تحقيق الهدف الفرعي 3-4 من أهداف التنمية المستدامة. وانتشار التقزم فيما بين الأطفال دون سن الخامسة هو أحد المؤشرات الرئيسية لقياس مدى تحقق الهدف الفرعي 2-2 من أهداف التنمية المستدامة والذي يسعى إلى إنهاء جميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030.
اثر جائحة كورونا على رأس المال البشرى
مما لا شك فيه أن الجائحة تسببت في إحداث فوضى كبيرة في جميع أنحاء العالم، وأجبرت جميع الاقتصادات على الإغلاق لعدة أشهر. وتعد هذه الفترة واحدة من أسوأ الصدمات الاقتصادية منذ الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي.
على الصعيد العالمي توقف أكثر من مليار طالب عن الذهاب إلى المدرسة بسبب جائحة كورونا، ويمكن أن تضيع 10 تريليونات دولار من مستوى الدخل مدى الحياة لهذه الفئة من الطلاب، بسبب انخفاض مستويات التعليم، وإغلاق المدارس، أو مخاطر التسرب من التعليم.
انقطاع برامج التطعيم في 68 دولة، وهو ما يعني أن حوالي 80 مليون طفل تحت عمر السنة فقدوا تطعيماتهم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
العزل المنزلي : مع تراجع دخل العديد من الأسر، تتراجع فرصة العديد منهم، خاصة في الدول الفقيرة ، في الحصول على التغذية السليمة أو على الأقل التغذية المعتادة لهم. فكلما قل دخل أسرة ما، زادت النسبة التي توجهها من ذلك الدخل للإنفاق على الطعام. ويشير تقرير البنك الدولي أنه في السنغال، 86% من الأسر شهدت تراجع في دخلها بالفعل، وكذلك أن أكثر من ثلث تلك الأسر تقلل عدد وجباتها اليومية أربع أيام في الأسبوع على الأقل، بل وبعضها يقوم بذلك طوال الأسبوع. وفي أوغندا، تقوم الأسرة المتوسطة بخفض الإنفاق على الطعام إلى النصف تقريباً للشخص البالغ. كل تلك الشواهد تخبرنا أن خطر سوء التغذية يلوح في الأفق للعديد من المجتمعات.
كما تسببت صدمة كورونا في انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 5.2% ومن المتوقع ان ينكمش النشاط الاقتصادي في الاقتصادات المتقدمة بنسبة 7% من جراء الاضطرابات الشديدة ، ومن المتوقع ان ينخفض نصيب الفرد فيه الى 3.6% وسقوط الملايين في مصيدة الفقر.

اثر جائحة كورونا على مصر
لقد أدركت مصر مبكرا بأنه ولتحقيق برامج لمواجهة الجائحة فهناك حاجة إلى تبني نهج متعدد الأبعاد لوضع مصر على طريق التنمية الشاملة الخضراء، وحماية الفقراء، وتعزيز رأس المال البشري، والمساعدة في خلق فرص العمل في القطاع الخاص، وتعزيز السياسات العامة والمؤسسات والاستثمارات.

ولقد تعاونت الحكومة المصرية مع البنك الدولي في عدة برامج، حيث تمكن مشروع تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي بقيمة 400 مليون دولار، والتمويل الإضافي، بمبلغ 500 مليون دولار، من الوصول إلى ما يقرب من 3.4 مليون أسرة مصرية (نحو 12 مليون مواطن)، ضمن خطط حماية المواطنين الفقراء وتعزيز رأس المال البشري.
كما ساعد الدعم المقدم لبرنامج "تكافل وكرامة" للتحويلات النقدية المشروطة وغير المشروطة على تعزيز رأس المال البشري في مصر، بما في ذلك في مجالي الصحة والتعليم. وتمثل النساء ثلاثة أرباع المستفيدين من البرنامج، وتوجه 67% من مدفوعات البرنامج إلى صعيد مصر.

وخلاصة القول ان الأنظمة الصحية القائمة في الدول الغنية أثبتت عدم قدرتها على التعامل الفوري والاحتوائي لجوائح مماثلة لكورونا، مما تسبب في ان مكاسب رأس المال البشري التي تحققت بمشقة في العديد من الدول تعرضت خلال للخطر وهددت المكاسب التي تحققت في مجالي الصحة والتعليم ومن المحتمل أن يزيد عدد الفقراء (فقر مدقع) من 110 الى 150 مليون شخص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأزمة الاقتصادية في مصر.. لماذا لم تنجح السياسات بإيجاد حلو


.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 01 مايو 2024




.. صندوق النقد يتوقع ارتفاع الاحتياطى الأجنبى لمصر فى 2029


.. الانتخابات الا?ميركية– عودة المنافسة هذا الا?سبوع




.. ??محكمة العدل الدولية تقضي بعدم اختصاصها بفرض تدابير مؤقتة ب