الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيم -المهزوزة-

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2022 / 1 / 25
كتابات ساخرة


لا أكاد أصدق حجم الجدل الذي انفجر في طول البلاد وعرضها على خلفية "فيلم" "تجاري" يعرض على "قناة مشفّرة" "مقتبس" عن فيلم أجنبي.
حاولت بكل ما أوتيت من قدرة على التجاهل أن أصرف نظري عن كل ما قيل وكل ما يقال عن الفيلم بلا جدوى، فلقد مر يوم واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة ولم يتوقف الجدل الدائر حول الفيلم، هل هو عمل إبداعي عبقري لم يخلق مثله في تاريخ الفن؟ أم أنه عمل ينتمي لنظرية المؤامرة ويراد به "هز" القيم المجتمعية ونشر "الشذوذ" و "الخيانة الزوجية" و "هدم ثوابت الدين" !!!
ولأنني لا أشاهد أفلام عربية إلا إذا كان للفيلم رسالة واضحة مثل فيلم "ريش" على سبيل المثال الذي صوّر عجز الرجل وانصرافه عن تحمل مسؤولياته بأنه أصبح "دجاجة" فعندما تنظر إلى أغلبهم الآن لا تجد إلا ريش منفوش يحاولون به ملئ مساحات وفراغات لا يمكنهم ملئها بعملهم أو أفكارهم، وإذا استمعت إلى اصواتهم لن تجد إلا صياح فارغ مثل ذلك الدائر على فيلم لا يعدو كونه مجرد فيلم ليس عليك مشاهدته، صياح لا يختلف كثيرًا عن "كاك كاك" وهو ينقر من يخالفه الرأي ويعدو مسرعًا للوراء عند المواجهة، ومع ذلك فهو لا يبيض ولا يمكن أكله!
لقد توقفت كثيرًا عند الفريق الأول الذي اعتبر أن عملًا مقلدًا هو نموذج إبداعي وهو بالتأكيد ليس كذلك، فأي إبداع في النقل!
وتوقفت أكثر عند الفريق الثاني فأي ثوابت وأي أخلاق وأي قيم وأي دين هذا الذي يهزه مجرد فيلم!
إن الناظر إلى الحوادث المجتمعية التي توالت في الأيام الماضية من هذا المجتمع الذي احترف النفاق حتى صار يتنفسه سيعرف ما لهذا المجتمع من قيم أرجو أن يصيبها زلزال 8 ريختر علّها تنهار سيجد العجب العجاب، بداية من الفتاة المراهقة بسنت ضحية الابتزاز، لتلك التي قرر أخوها سلبها حياتها ليسلبها ميراثها، لذلك الكهل الذي استدرج طفلة لمدخل عمارة سكنية للتحرش بها، لكل ما في هذا المجتمع من كذب وغش ونفاق وخنوع وهي أمور يعيشها ويتنفسها في كل لحظة ولا يمكنه أن يحيا بدونها.
إن هز القيم يحتاج أولًا أن يكون لديك قيم، وإذا ما كان لديك قيم لن يهزها مجرد عمل درامي عادي للغاية كان يمكن أن يمر كما مرت أفلام المقاولات في الثمانينيات دون أن ينتبه إليها أحد إلا الراغبين في مشاهدتها.
الكثير للسخرية حقًا أن الفيلم حاز على أعلى معدل مشاهدة على نتفليكس ومن شاهده أضعاف أضعاف هذا العدد لأن المجتمع صاحب القيم المهزوزة لا يمانع في سرقة البث ناهيك عن احتلاله لترتيب أعلى معدلات لمشاهدة الأفلام الإباحية في العالم، وترتيب أكثر البلدان تحرشًا بالنساء، وتصنيف القاهرة كأخطر المدن على النساء، ناهيك عن أن شركات السياحة اصدرت كتيب للتعامل مع الرجل المصري يشبه إرشادات التعامل مع الحيوانات المفترسة!
أحاول أن لا أذكر جزء ولو بسيط من تجربتي الشخصية مع هذا المجتمع ولكن على سبيل المثال لا الحصر: تركني زوجي الذي لم يتكلف بنفقة ابنتينا منذ ولادتهما لأنفق على تعليمهما ومعيشتهما وعندما كان يُسأل عن ذلك كان يدعي أن السبب أن "الشيخ" قال له ما لم ترتدي الفتاتان الحجاب فلا نفقة عليك لهما!
واستغلني أخي بحجة الوقوع في مشاكل صحية ومادية واقترض مني مبلغًا ماليًا رفض ردّه وهو يُحفّظ أبنائه القرآن ويلبس زوجته وابنته الملابس الإسلامية ويربي لحيته! وفوق ذلك كذب عليّ وزور حكم محكمة بقضية نفقة عندما وكلته لرفع قضية نفقة على زوجي ولم ننال شيئًا بعد سبع سنوات ظلّ يماطلني فيها.
وفوق ذلك فلا يمكن لأحد في هذا البلد أن يغيثك إذا ما استغثت به لرد الظلم عنك أو عن غيرك، فهم بقيمهم المهزوزة يلومون الضعيف، ويرائون القوي، وهم على استعداد لفعل أي شئ مقابل المال والمصالح الذاتية.
هنيئًا لكم قيم النفاق والتعصب والكذب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى