الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل مهدي ، فهد والدكتور خالد أحمد توفيق

آيه المنشداوي

2022 / 1 / 26
حقوق الانسان


ان لم تشن الحملة لن تعالج !!!!
يحكى ان هناك راعيا كان قد سأم السلام الذي كان يعيشه في تلك القرية المنضبطة البعيده، بعيداً عن موطنه الأصلي ومسقط رأسه فقرر العودة لبلاده لما كانت تتيح له الحرية بأن يعيش كما يريد هو رغما عن ارادة غيره

ولما كان يمشي بمحاذاة النهر واذا به يرى غابة ذات أشجار عوجاء وازهار سوداء وثمار عفنة فقرر أن يسكنها لفترة من الزمن ، وليريح نفسه من تعب الطريق الطويل الذي سلكه وليستقبل بلده بطاقة جديدة وروح ذات نشاط إبداعي( والعكس صحيح يرجع ليظهر أسوأ ما فيه ) ؛ قرر أن يحط رحاله لفترة من الزمن لحين استرجاعه لقوته ، فإقتات على ما وجده في هذه الغابة وشرب من ماءها الذي كان قوامه مخاطياً ذو عيدان خشبية رفيعة جدا تكاد تكون غير مرئية اما طعمه فكان اشبه بماء بحري منقوع بحنظل وعليه بضع قطع من مجموعة رخويات متحللة.

قضى مسافرنا وقتا لا بأس فيه هنا خاصة بعدما وجد أشخاصاً آخرين يتشارك واياهم غاياته الدفينة وبعد مدة من الزمن قرر هؤلاء ان عليهم المضي قدما وإكمال مسيرتهم فتوجه كل منهم إلى مكان من البلاد فوقع صاحبنا هذا ( صاحبنا : وصف لشخص غير محبوب بين اثنين في اللهجة العراقية ) على شرخ كبير في خندق البلاد انتهى به الأمر حاكما لها .
كان بعيدا عن كل ما يمكن ان يفيد البلاد اذا ما كان ضد منافعه الخاصة لم يكن يبال بشيء غير نفسه وجيبه ، كم يملك ، كيف يحافظ على هذه الممتلكات ويزيدها .

كان منغمسا باشباع نرجسيته او ربما بتضليل نفسه عسى ولعل ينسى ما بداخله من قيح او يخرجه، معتقدا ان ما تغذى عليه في تلك الغابة قادر على إخراجه عندما يتقيؤه على الأخرين ظناً منه ان الامر عدوى (مخطئ تماما فالسوء لا يمس الا من سولت له نفسه الا من رغب بذلك في قرارة نفسه) ،اما منصته كانت شكلية لإثبات وجوده في هذا العالم ،

سار هذا الراعي في منصته المرفهة والمنعمة عاطيا الحب ، الغضب والتعجب ، جميع هذه المشاعر كانت مصحوبة بالاستهزاء والسخرية فهو لم يكن جاد في حياته ، لم يحب احدا حتى نفسه مقتها وكان يخرج هذا الكره تجاه من حوله فلما جاء ليعتلي مملكته ويستمتع بخيراتها امتطى ظهر الحصان دون سقايته او اطعامه فهناك السائس وهذه وظيفته هو يعيش ليكون كذلك ،

لم يكن يرى غير ما يريد رؤيته فهو عالمه الذي انتقاه من الإبرة إلى كومة القش ، ومع ذلك بين الفينة والأخرى كان يسمع نحيب السائس لشفقته على الحصان المسكين الذي استولى عليه هذا الملك والذي كان يعلو من فترة لأخرى مشوشا على الملك القيام بمهامه الرئيسية والحيلولة دون القيام بها لذا كان لابد أن يجاري السائس ويرضيه قليلا برمي فتات الخبز المأخوذ من ايراد المملكة المُوَّرَثة لهذا الحصان وسائسه( فهما يعودان لعائلة مرموقة ذاع صيتها لآلاف السنين وما صيتها الآن سوى الجوع ، الخوف والسقم )

كذلك الأمر هنا فترى الدولة قادرة على صرف مئات الملايين على إقامة وزير او رئيس في احد الدول بينما يصعب عليها توفير بضعة ملايين لعلاج أحدهم!!!
هل تتخيل معي كيف ان الدستور العراقي ينص على ان " لكل مواطن عراقي الحق في الرعاية الصحية ، وتعنى الدولة بالصحة العامة ، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بإنشاء مختلف انواع المستشفيات والمؤسسات الصحية " كذلك يؤكد الدستور على ان الدولة تكفل حماية البيئة !

ان كثرة الأمراض السائدة في العراق والتي يُؤْكَد عالميا ان من اسبابها الرئيسية هي نسبة تلوث الهواء المليء بمادة الرصاص (التي تنبعث من عوادم السيارات التي تستهلك البنزين الحاوي على جزيئات الرصاص التي تتخلل إلى الجهاز التنفسي للانسان عبر استنشاقها والنتيجة تدخل الدم ومن ثم إلى مختلف أجزاء الجسم )ومواد مسرطنة اخرى كفيلة بإحداث تغيرات جينية وعصبية في السلسلة البشرية مما يزعزع ثباته من الناحية الصحية فيزيائيا ونفسيا ،

مما يعني بأن الدولة لم تطبق من الدستور الا ما رحم مصالحها وتماشى مع مكاسبها فلم يحافظوا لا على البيئة ولا على نقطة الدستور التي تنص على حق العراقي بالعناية الصحية حال المرض ،
فترى للأسف الشديد ان العناية لا تعطى لا بعد ان يذاع صيتها في منصات التواصل الاجتماعي والتي لا يُلْتَفت إليها الا حينما تهدد موقعهم في البلد خوفا من تظاهرة اخرى ،
فترى عامة الناس( السائس ) يتسارعون لمساعدة من يحتاج لتلك المساعدة(الحصان) ولو بالمساهمة بنشر المعاناة إلى أن تتعالى الأصوات ليستجيب البعض !

فبعد حالة الطفل مهدي ومن بعده فهد ها هو اليوم الدكتور خالد أحمد مصطفى استاذ جامعي في كلية الفنون الجميلة قسم التربية الفنية واحد الممثلين العراقيين ولا ننسى كونه احد المشاركين في برنامج افتح يا سمسم يعاني اليوم جراء سوء الخدمات الصحية في العراق ونقصها وعدم توفر المستلزمات اللازمة لعلاجه من السرطان .... ها هي زوجته تستنجد اليوم بأصحاب القلوب الرحيم للمساهمة في علاج زوجها ذاكرةً معاناته وسوء وضعه لعدم قدرته على تناول الطعام او شرب المياه مما يهدد صحته بالجفاف وبالتالي حياته !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري


.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو




.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين


.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما




.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب