الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس وحكومة الوحدة الوطنية

جمال هاشم

2006 / 9 / 3
القضية الفلسطينية


كان واضحا منذ البداية أن حماس تسبح ضد تيار جارف،وباختيارها لسياسة لاواقعية وصلت إلى الباب المسدود، فخطب قادتها الحماسية،وتحركات أعضائها الإستعراضية لم تفد الفلسطينيين في شيء :فمرتبات الموظفين متوقفة منذستة أشهر والإضرابات والإحتجاجات القطاعية تتصاعد (آخرهاإضرابات قطاع التعليم وقطاع الصحة أمام المجلس التشريعي ) والحصار الصهيوني على الضفة والقطاع خنق الإقتصاد الفلسطيني ... ولولا تدخلات الرئاسة الفلسطينية لإنقاذ ماء الوجه لكانت الأمور قدا انهارت منذ شهور . إن إصرار حماس على عدم الإعتراف بإسرائيل رغم أن العالم كله بما فيه السلطة الفلسطينية يعترف بهذه الدولة ،يعطي الصهاينة المبرر الكافي كي يدمروا تجربة حماس في الحكومة ،هذا بالإضافة إلى تبني حماس مبدأ محاربة لإسرائيل إلى غاية طردها من الأراضي المقدسة ، وهذا طرح لاواقعي . إن حكومة حماس لم تستطع الحفاظ على الحد الأدنى من المكاسب الوطنية الفلسطينية خاصة بعد أن أوقف المنتظم الدولي مختلف مساعداته لهذه الحركة التي لاتعترف بإسرائيل ، ورغم تدخل أبو مازن لتفادي الكارثة إلا أن الأوضاع سارت من سيء إلى أسوأ وبقيت المساعدات الإنسانية وحدها هي طوق النجاة في ظل مناخ سادت فيه الحلول الترقيعية (تسبيقات هزيلة للموظفين من بعض المساعدات العربية والإسلامية ) والتي كشفت عن أهمية الدعم الغربي رغم كل المزايدات والخطب( الملتهبة) إن هذه الأوضاع هي التي فرضت على حماس الإقتناع بفكرة حكومة وحدة وطنية تشارك فيها أهم الفصائل الفلسطينية ،خاصة وأن الحالة حالة حرب ، والعالم أصم أذنيه بذريعة وجود حكومة إسلاموية متشددة ،ورغم تفاؤل الفلسطينيين بفكرة الحكومة الوطنية واعتبارها مخرجا من الأزمة ، إلا أن أنانية حماس وتعنتها ورغبتها في الإحتفاظ بأغلب الوزارات أفرغ مفهوم الحكومة الوطنية من محتواه ،فحسب السيد ياسر عبد ربه فإن حماس أرادت أن تكتفي بتجميل حكومتها بإضافة بعض الوزراء من الفصائل الأخرى دون التنازل عن أهم الحقائب وهذه ليست حكومة وحدة وطنية .هكذا تستمر حماس في نهجها الإنفرادي الذي جلب الكوارث للفلسطينيين رغم تصاعد الإحتجاجات الشعبية على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الجميع ،إلا أن صوت العقل والحكمة لازال لم يصل إلى آذان زعماء حماس ،فمفهوم الحكومة الوطنية لا يخضع لمنطق الحسابات والمزايدات بل يخضع فقط لحساب مصلحة الوطن وفك الحصار عن شعب لم تنجح الخطابات الحماسية في إطعامه أوتسليمه رواتبه أو خلق فرص شغل جديدة له، فهل ستستوعب حماس الدرس اللبناني؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من