الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصام

نواف سلمان القنطار
كاتب ومترجم.

(Nawaf Kontar)

2022 / 1 / 27
الادب والفن


Schizophrenia
تملكتني دهشة عارمة عندما بدأت أقرأ الرسالة التي وصلتني عبر البريد الكتروني قبل بضعة أيام خلت، إذ أن عنوان الجهة المرسلة فقط كفيل بأن يجعل القشعريرة تسري في جسد أي إنسان عاقل.
لم تكن الرسالة من جهات أمنية، كما قد يتبادر إلى ذهن أي مواطن سوري، بل من الأمم المتحدة، وموقعة من أمينها العام نفسه الذي أشار ـ بعد السلام والاحترام ـ إلى أن اختيار منظمته وقع عليّ هذا العام لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة.
وفي معرض حديثه عن الوضع في سورية أكد أمين عام الأمم المتحدة أنه يدرك تماماً حجم الصعوبات التي تعترض طريق المواطنين السوريين لدى السفر إلى الخارج، ولكنه على يقين من أن السلطات المحلية سوف تسمح لي بمغادرة البلاد باعتباري مواطناً مستقلاً، أقول كلمتي ولا أخشى في الحق لومة لائم ( أعتقد أن ترجمة الجملة الأخيرة مبالغ فيها قليلاً) ملمحاً إلى أن قربي من المعارضة الداخلية صاحبة " اللاءات الثلاثة"، قد يجعل قدومي إلى نيويورك سهلاً نوعاً ما.
مع ذلك، لم أفهم تماماً لماذا يريدونني أنا بالذات... أدرك بالطبع أنني لست ذا ناب أو مخلب، فأنا مواطن عاش على هامش الأحداث منذ اندلاع الأزمة في بلاده، ولم يقم بأي فعل ينافي أخلاقه سواء كإنسان أو كممثل محتمل لما يسمى " الانتيليجينسيا" السورية المترفعة عن قبول دعوات المشاركة في أي حراك سياسي أو ثوري ضد النظام الذي رأى فيها معارضة سلمية " سكر زيادة" إن صح التعبير.
حاولتُ، مراراً وتكراراً، وبهدوء وروية، أن أعثر بين السطور على إجابة عن السؤال المُلّح الذي دار في رأسي: لماذا أنا بالذات، وما الذي فعلته لأستحق مثل هذا الشرف؟ إلا أن المجاهيل كانت أكثر من المعاليم في هذه المعادلة التي أخذت تشبه معضلة نهاد قلعي المشهورة: " إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب أن نعرف ماذا في البرازيل". أما أرقام الهواتف التي تضمنتها الرسالة فلم تكن مفهومة على الإطلاق، فقد بدت مثل أرقام مقلوبة أو هيروغليفات جديدة من رواية " شيفرة دافينشي"، وحتى عندما حاولت الاتصال بالأرقام التي حصلت عليها من مؤسسة الهاتف لم أجد أحداً يجيب على اتصالاتي المتكررة.
انتظرت قليلاً لعل الرسالة تختفي من تلقاء نفسها على طريقة فيلم " المهمة المستحيلة"، لكن شيئاً لم يحدث، فأدركت أخيرا أنني لم أحصل على القسط الضروري من النوم.
*****
رن جرس الهاتف الأرضي، كان الصوت الهادئ في الطرف الآخر يرجوني أن أستعد خلال ثلاثة أيام للسفر إلى بيروت وبالتحديد إلى سفارة الكرسي الرسولي للحصول على التأشيرة المطلوبة.
ما إن وضعت السماعة حتى سمعت طرقاً على الباب...
• أهلاً وسهلاً تفضلوا، قلتها مستفسراً.
• آسف، يا دكتور. نطق شاب لطيف وقد ارتسمت ابتسامة خجولة على محياه... نحن...
• نحن من جامعة الدول العربية وجئنا لنقلّك إلى القاهرة فوراً، قال الثاني بابتسامة ألطف.
• ولكن!!!
• نحن موظفون لا أكثر، جاءتنا تعليمات بنقل حضرتك إلى القاهرة...
• حسناً، فهمت، عودا بعد ساعة... سأكون جاهزاً بعد ساعة، نعم ساعة، قلت وأنا أغلق الباب محاولاً أن أستوعب الأمر...
*****
لنعد قليلاً إلى الوراء ونرتب الأفكار بحسب المنطق المتاح:
• يريدونني أن أحضر إلى القاهرة على جناح السرعة، يا للروعة... ولكنني لا أملك جواز سفر...
صدح صوت فيروز الصباحي، أعددت قهوتي وأنا أقول في سري: يبدو أن الوحدة بدأت بالتأثير السلبي على نفسيتك.
في هذه اللحظة بالذات رن جرس على الباب:
• عفواً يا دكتور، هل أنت جاهز للذهاب معنا؟
• إلى أين؟
• إلى الهجرة والجوازات للحصول على جواز سفر جديد...
• لم أملك جوازاً قديماً حتى أمتلك واحداً جديداً!!!
• لا يهم... عفواً.. ألو... حاضر سيدي... تماماً... تفضل, سيادة العميد يريد التحدث إليك.
• إليّ؟ ألو..
• ألو... ألو.. كيفك يا دكتورنا... أين أنت يا حبيبنا!
• أنا!!!
• أعرف، أعرف، لا تخف، لا تخف، كل شيء على ما يرام... سوف نصدر لك جواز سفر اليوم، أحلى دكتور.
ثم تابع وقد دب به حماس لا أعرف مصدره:
• نكاية بأعداء الوطن، سوف نمنحك الجواز الآن. ولكن أرسل لي أربع صور شخصية جديدة، أريدها جديدة، مع بسمة حلوة...
ثم استدرك قائلاً:
• لا داع حتى للذهاب إلى المصور.. انتظر.. أعطني الضابط الذي عندك...
• نعم سيدي... حاضر.. فوراً...
خرج الضابط الشاب ليعود بعد دقائق معدودة مع مصور أشعث الشعر حاول جاهداً أن يجلسني على الكرسي وهو يتمتم:
• صورة جواز سفر، خلفية بيضاء. يفضل أن ترتدي ربطة عنق...ابتسم من فضلك...
اختفى الضابط والمصور من شقتي الصغيرة مثلما ظهرا ... وبقيت وحدي أحاول استيعاب ما يجري...
*****
قلت لنفسي وأنا أهدئ من روعي... ماذا لو طلبت تفاحة... على سبيل المزاح...
• أريد تفاحة!
وإذ بتفاحة تتدحرج ببطء على طاولة المطبخ...
• هيا استيقظ من نومك أيها الجهبذ...
• آها، أنت سكران... يا حبيبي...
• والله، بكسر الهاء، لم أتناول قطرة منذ شهرين.
• طيب من أين هذه التفاحة؟
• يبدو أنني نسيتها على الطاولة بالأمس...
• ولماذا لا أقطع الشك باليقين؟
• " آي ... ونت... تويلف أبل...أي فون".
• ماذا تقول يا حمار؟
• أعلم أن لغتي الإنجليزية سيئة جداً، فأنا لم أتكلم لغة أجنبية منذ أيام الجامعة...
• ماذا تريد؟
• " آي ونت تلفون أي فون آبل 12"...
• ولماذا تتفلسف، تكلم بالعربية، مثل العالم والناس... حظك جيد لأنني فهمت عليك، لو سمعك أحد غيري لفهم أنك تريد 12 تفاحة يا جحش...
• لماذا هذا الكلام المهين... هل تعرف من أنا؟
• ماذا؟... قبل قليل كنت لا تعرف شيئاً عما يدور.. والآن تمتلك الشجاعة للسؤال؟
• أنت ... واحد...
وعاد الباب ليدق...
• الجواز جاهز... تفضل، وقّع هنا لو سمحت. هل لك أن تحكي مع سيادة العميد...
• شكراً يا سيادة العميد، منذ اثنتي عشرة سنة وأنا أحاول الحصول على جواز سفر، ولكن...
• المشكلة أنك لا تأتي إلى عندي فوراً... على كل حال حصل خير... يمكنك أن تزورني في أي وقت، فأنت من الغوالي وموصى بك... ثم أنني أحب كتاباتك، أقرأها بشغف...
وجدت نفسي أقول: شكرا يا سيدي... وأنا أحنى ظهري للأمام...
• على كل حال، تستطيع السفر إلى القاهرة وقتما تريد...
• منذ اثنتي عشرة سنة وأنا!!!!!
• فهمنا... خلص... انتهينا... حصل غلط... كل شيء رح يتغير... اشكر نعمة ربك عليك...
• شكراً...
مرة أخرى اختفى الضابط بسرعة البرق... ووجدت نفسي أبحث عن دليل على أنني لم أفقد عقلي بعد.
• آها... أين الهاتف الجديد آي فون 12 تفاحة يا ترى... ليس موجوداً بالتأكيد...
ولكنه كان موجوداً بالفعل وعلى طاولة المطبخ... إلى جانب التفاحة...
*****
لم أكد ألتقط أنفاسي، حتى عاد باب الشقة يُطرق...
• هل الدكتور موجود؟
سألت امرأة عجوز ترتدي ثوباً زهري اللون... أشرت بيدي نحو الأعلى بصورة عفوية من دون أن أنطق بكلمة.
في هذه الأثناء ظهر الشابان الوسيمان:
• هل أنتم جاهزون؟ قال أحدهما وهو يمسك بيدي ويقودني نحو الداخل بينما ابتسم الآخر للجدة التي واصلت صعودها...
• ولكن ليس لدي ثياب تليق بالمناسبة.
• لا تقلق...
وأخذا يعرضان علي بدلات رسمية بألوان مختلفة، كلها من ماركات أجنبية، ويتناقشان بهدوء وثقة... أية واحدة منها تناسبني، وتليق بالمناسبة...
• والحذاء يجب أن يكون أسود اللون بلا شرائط...
• ولكن شعره طويل لمثل هذه المناسبة.
• لا تقلق... في الطريق سوف نجد من يهندس له شعره. المهم أن رائحته مقبولة يبدو أنه استحم تواً، أليس كذلك؟
• نعم، نعم، أخذت دوشاً بارداً قبل قليل... قلت وكأنني أبرر فعلتي...
• إذن، لنسافر إلى القاهرة...
*****
لم أكد أغلق باب الشقة، حتى سمعت صوتاً نسائياً ناعماً يشكرني على اختياري الخطوط الجوية المصرية، ورأيت مجموعة كبيرة من الأشخاص تنتظر قدوم أحد ما... بينما بدأ الصحفيون يتراكضون حولي.
• منذ أكثر من عشر سنوات يعود الغائب الحاضر...
• منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة...
• بعد مقاطعة استمرت. تسعة... عشرة... شاب... بنت ... ختيار ....أص.. بنغووووو...
• يبدو أن السفر أنهكه تماماً...
كان ذلك آخر ما سمعته قبل أن أجد نفسي أسير في شوارع القاهرة، نظرت أمامي، فرأيت بنتاً صغيرة تغني... " الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا... يا محلا رجعة ضباطنا من خط النار"...
• " ابعدي يا بنت... ابعدي يا بنت... ابعدي يا بنت"...
نهَرَها أحدهم ...
• أريد كأساً من الماء...
• حسناً وصلنا...
كان هناك أشخاص يتحلقون حول مائدة مستديرة قديمة واضعين أقنعة... أخذوا يخلعونها واحداً تلو آخر باطمئنان... كانت الأقنعة تشبه الوجوه التي تخفيها بصورة كبيرة...
عبرنا الصالة ذات الطاولة المستديرة الضخمة ثم دخلنا من خلال ممر ضيق إلى غرفة معتمة تفوح منها رائحة تبغ أجنبي... فتذكرت أنني لم أدخن منذ وقت طويل...
• هل لي بلفافة تبغ؟
• ماذا؟ آه، تقصدون سيجارة؟
أومأت برأسي بالإيجاب، وأنا أتساءل في سري: لماذا يتحدثون معي بصيغة الجمع؟
• لأنك شخصية مهمة يا جحش...
• أنت من جديد!
• لا، نحن... يا جحش...
• أنتم من جديد!
• نحن يا بغل... نحن يا...
نظرت إلى ساعتي، فرأيت عقرباً يصارع آخر للوصول إلى الرقم 12، نفضت يدي ثم نظرت مرة أخرى، كانت الساعة الإلكترونية الجديدة تشير إلى الصفر...
*****
• ها نحن نجتمع اليوم... لتهنئة الدكتور...
والتفت المتحدث المسن إلى زميله الذي يجلس إلى يساره، ثم التفت نحو زميله الجالس على يمينه، فأدركت أنهم لا يعرفون اسمي...
• أيتها السيدات ... أيها السادة...
• عفواً يا دكتور... لم يحن الوقت بعد...
• ولماذا أنا هنا إذاً.
• إجراءات روتينية قبل السفر.
• يعني: " إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب أن نعرف ماذا في البرازيل"!!!
• تريد السفر إلى إيطاليا؟
• أريد العودة إلى بيتي، الموضوع كله غلط بغلط. لستُ أنا الشخص المقصود.
" بيتي أنا بيتك".... تطل فيروز من دون مناسبة...
• ولماذا جئت إلى القاهرة؟
• أنتم جلبتموني.
• نحن، أها، صحيح، ولكن لماذا جلبناك، قالها وكأنه يتذكر شيئاً ما.
• حري بكم أن تعرفوا!
أخذ رجل ضخم يتحدث عبر جهاز اللاسلكي بعبارات غير مفهومة، ثم نطق أخيراً قائلاً:
• عفواً يا دكتور، هل تريد الذهاب إلى الجيزة لمشاهدة الأهرامات؟
• جئت لإلقاء كلمة وها أنت تريدني أن أذهب بجولة سياحية!!!
• طيب، ميدان التحرير؟
• وأين نحن الآن؟
• آه، عفوا، صحيح... طيب ما رأيك بجامع الأزهر؟
• لا. أريد. حتى لو كان طه حسين بانتظاري.
• ميدان رابعة، لكي تتصور وأنت تظهر أصابعك الأربعة للسياح.
• حاشا وكلا...
• طيب رحلة في النيل؟
• في مرات قادمة. شكراً... وأريد العودة إلى دمشق. عفواً، إلى بيروت.
*****
• هل لك يا سيدي أن تدلني على سفارة الكرسي البابوي؟
• أنت هنا... منذ فترة طويلة ونحن نحاول دعوتكم إلى بيروت...
• لكنني لم أتلق شيئاً...
• سنحاول مرة أخرى... أكد الشاب اللبناني وهو يبتعد عن مبنى السفارة واضعاً يده على أنفه.
قادني شرطي بهدوء نحو السفارة. كان بانتظاري رجل مسن مقوس الظهر يرتدي ثوباً أسود اللون مع زنار طويل وطاقية أرجوانية. نظر إلي من خلال نظارته السميكة مرحّباً وهو يقول:
• أهلا وسهلاً يا دكتوري، تشرفنا بحضورك، ليكن الرب معك..
• الرب ليس معي يا سيدي، لو كان معي لما جئت إليكم.
• ليسامحك الرب... على أي حال، أهلا بك في سفارتنا،
• لن أدخل أية سفارة أجنبية، عذراً.
• نعرف، نعرف، لذلك هيئنا لك التأشيرة، فور استلامنا الخبر من الفاتيكان.
وبالفعل، اقترب مني أحد الدبلوماسيين وناولني ظرفاً ظننت أنه مليء بالمال فرفضت، ولكنه قال مبتسماً:
• لا تخف هذا ليس مالاً، فالرب لا يرشو أحداً ليتبعه.
• ولكن سفارته قد تفعل ذلك.
أخذت التأشيرة، وعندما التفتُ لأشكر سعادة السفير، رفع سبابته إلى فمه، وهمس :
• حان الآن موعد الصلاة، بحسب توقيت بيروت وضواحيها.
وأدار لي ظهره، كذلك فعل الجميع...
*****
• أتود أن تذهب إلى مكان آخر بينما ننتظر الطائرة؟
• لا.
• ولكنها زيارة قد لا تتكرر.
• وهل ستقتلونني...
• لا، بكل تأكيد، لا، ولكن الوضع في بيروت لا يبشر بخير.
• سوف أنتظر في المطار.
*****
• أهلاً بكم في مقر الحبر الأعظم، تفضلوا، قداسته بانتظاركم.
وهنا تراكض الصحفيون ولمعت أضواء عدسات التصوير...
• ماذا ستقول لهم في الأمم المتحدة؟
• عندما أصل ستعرفون.
*****
ها أنت في نيويورك... نلت مرادك يا بطل. هيا سارع وادخل من باب الأمم المتحدة العريض واطلب حق اللجوء.
• لم أتكبد كل هذا العناء لأطلب اللجوء من أحد، أنا لست لاجئاً، أنا مواطن من بلاد...
• لا تتفلسف، يا جحش...
• وحدك الحيوان... أنا هنا لألقي كلمة باسم بلادي...
*****
كنت قد دخلتُ اللعبة تماماً، فأصبحت ابتسم لعدسات الصحافيين، وأعلق بكل رحابة صدر على أي سؤال، وأصافح الناس في الشارع وأشكرهم على هذه الدعوة وإتاحة الفرصة للحديث عن أوضاع الشعب في بلادي...
لدى دخولي قاعة الأمم المتحدة التي شاهدتها مئات المرات عبر وسائل الإعلام المرئي، انطلقت عاصفة من التصفيق.. صعدتُ إلى المنبر الرخامي وأنا أنظر نحو الوفود التي غصت بهم الصالة الكبيرة... وإذ بي أرى الجميع يتحولون إلى بطاريق تبتسم في وجهي وقد وضع كل واحد منها قناعاً على شكل فأر... يشبه الفأر جيري في أفلام الصور المتحركة يضحك ويمد لي لسانه، وفجأة تحولتُ إلى القط توم وأخذت ألاحقهم... وسرعان ما ظهر الكلب سبايك بصوته المرعب، خرجنا من القاعة ونحن نتعارك وقد نسيت أن علي إلقاء كلمة عن بلادي...
*****
• هل تعلم يا إكسيلنس، أن الأمريكان أذكى من الجميع... تمكنوا من جلبه إلى هنا، وسوف يكرمونه اليوم ...
• كيف فاتنا ذلك... أجابه آخر بالروسية، عرفت أنه درس في موسكو، كان علينا أن نكسب وده قبلهم...
• لا، يا سعادة الموفد الأممي، حري بنا نحن أن نكرمه، أجاب المندوب الخليجي...
• كيف فاتنا ذلك، قال المندوب الموريتاني.
• كيف فاتنا ذلك، رد المندوب الصومالي.
• وكيف فاتنا ذلك ردد مندوب جزر القمر...
كانت البطاريق تهز رؤوسها ثم تخرج من باب قاعة الاستقبال واحداً تلو آخر مثل رتل من الجنود...
بعد قليل دخلت الأوركسترا الملكية البريطانية تعزف سمفونية كسارة البندق... فبدأ الجميع يرقصون ويتعاركون... ثم سُمعت أصوات إطلاق نيران...
• مبنى الأمم المتحدة يشتعل ... صرخ أحدهم... وهو ينظر إلى الأعلى...
• كلا... إنها " فاير وركس"... جاءوا بها من الصين...
• إنهم يحتفلون باتخاذ أحد القرارات الدولية الهامة، أصبحت عندهم عادة.
• منذ متى.
• لا أدري ولكنني أظن منذ أيام العراق... وربما قبل ذلك...
• الكويت.
• بيروت.
• دمشق...
*****
هنا لندن، دار الإذاعة البريطانية... أر. أم. سي. راديو مونتي كارلو... إذاعة صوت أمريكا، صوت الحرية من واشنطن. هنا موسكو، دار الإذاعة السوفييتية.....
إلى هنا ينتهي بثنا لهذه الليلة ...اللقاء وتصبحون على خير...
• تصبح على خير يا بني...
أجابت المرأة العجوز بشفقة .... ومدت يدها لتطفئ المذياع القديم...

نواف القنطار

دمشق
25 كانون الثاني/ يناير 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي