الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


lمفارقات الإسلام

حميد المصباحي

2022 / 1 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


96 إسلام المفارقات
تناقضات الإسلام فيها أحكام غير واضحة، فكل الديانات عندما يقاربها الناس بطموحاتهم تتعارض معانيها وتتناقض، وتنتج التفسيرات ما يخدم هذه الجهة أو تلك، وبذلك يبدو الإسلام كدين يعج بالتناقضات والتعارضات، فمن جهة كرم المرأة وجعل الجنة تحت قدميها، ومن جهة أخرى جعل شهادة بامرأتين مقابل شهادة رجل واحد، فأورثها النص نصف نصيب الذكر وجعله قواما عليها، ربما لأنه يحارب ويعضد، ويرث بالنسب ما ترك والده ويتحمل حق الحماية لأهله ضرورة لا اختيارا، فأين هي المكانة التي اعتبرت مقدسة للمرأة؟؟
والحقيقة أن الإسلام وكذلك اليهودية وحتى المسيحية وجدوا في بيئة بتريكية، حيث السيادة للذكر، ولا يمكن للإسلام كمفهوم ومشروح أن يعارض القيم الثقافة بشكل كلي، فقد بدأ بالتوحيد وهو المدخل الممكن أنئذ، وباقي المداخل مقفلة ومغلقة بشدة ولا يمكن الاقتراب منها ومس كوابحها القديمة والعامة والأكثر انغلاقا، ولم يكن الدين الإسلامي متشددا تجاه الكثير من القيم ما عدا التوحيد، وإلا كانت بدايته ستجد مواجهة أقوى مما عاشه المسلمون، والذين تعرضوا لسخرية الكبار ممن كانت لهم هيبتهم في قريش وكلمتهم، وحتى بعد أن استتب الأمر للرسول، فقد فاوض أهل العقد في قريش ووعدهم بما يرضون كأبي سفيان وغيره من أعيان قريش وسادتها، وحتى عندما هاجر المسلمون إلى المدينة، لم يفرضوا الدعوة على المتدينين بديانة أخرى غير الإسلام، بل اعتبروهم معهم وأنصارا لهم مهما كانت معتقداتهم ولم يفرض عليهم الإسلام خوض المعارك التي يعارضونها رغم أنها كانت دفاعا عن الديانة والمدينة أيضا، والمدينة بدت موقعا يقتضي التواجد فيه حمايته والدفاع عنه بغض النظر عن ديانة ساكنيه ومعتقداتهم، لكن الأمر سوف يتبدل فيما بعد، إذ تصير الديانة محددا لمن يستفيدون من الغزو ومن يدفعون الجزية مقابل الإقامة في المدينة التي كانت مدينتهم ومأواهم، فماذا عن السلطة السياسية؟
المسلمون احتموا بغير المسلمين عندما هاجروا إلى الحبشة، وقيل لهم أن ملكها عادل وهو ليس مسلما، بل مسيحيا، فلماذا لا يقبلون بعدالة المسيحيين ويدعون لأسلمة الدول المسيحية وهي بشهادتهم أكثر عدالة من ملك الحبشة الذي احتموا به من قريش وأعيانها؟؟
فهل قوانين البشر أكثر عدالة من قوانين الله، أم أن قوانين الغرب هي قوانين إسلامية نسيها المسلمون فطبقها الغربيون؟
فكيف تكون الشريعة عادلة وهي تعاقب بناء على شهادة الشهود، والشهود في عالمنا الإسلامي يباعون ويتاجر بشهادتهم؟
وماذا عمن لم يجدوا من يشهد لهم بعدالة قضيتهم لفقرهم أو ضعفهم أو حتى خوفهم ممن ظلموهم واعتدوا عليهم؟
الجواب الإسلامي للتهرب من هذه التناقضات هو أن القاضي يحكم بالظاهر أما الباطن فيتولاه الله عز وجل يوم القيامة، فكيف هي هذه العدالة التي يقعد لها ويقام وهي تقر بأن أحكامها تتأسس على الظاهر والباطن لا شأن لها به؟
مع أن القضاء صارت له صلاحية التحري والبحث بكل السبل إلى أن يكشف عن الحقيقة ليعاقب المجرم ويحذر الوقوع في ظلم البريء، أمام هذه التناقضات، لا يمكن إلا القول بأن حقيقة الإسلام لا أحد يقدر على تملكها وادعاء الإلمام بها سواء كانت تشريعات أو حتى حقائق تاريخية ووقائع حدثت في حياة الرسول أو بعد موته، فكل جماعة دونت ما شاهدت أو سمعت وحافظت على ما به تحفظ سيادتها وتفرضها على الكل، ولذلك تم التحفظ على العلوم التي تبحث في الآثار وتتوخى الدقة في تجميع الآثار والبحث عنها في كل الأماكن التي عمرها المسلمون وعاشوا فيها، القدامى طبعا والأتباع الذين كانوا زمنيا أقرب إلى الدعوة والبعثة المحمدية.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي