الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى هولوكوست الأليمة

كوسلا ابشن

2022 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أقر يوم 27 يناير من طرف الأمم المتحدة, على أنه اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة المنظمة لليهود (هولوكوست) التي إقترفها النازيون. أباد النازيون ستة ملايين يهودي بمعسكرات الإعتقال مثل لودز ووارسو ومينسك وريغا وكوفنو و غيرها, أو في معسكرات الإبادة (غرف الغاز) كولمهوف وسوبيبور وتريبلينكا وأوشفيتز بيركيناو ومايدانيك وغيرها.
يعتبر معسكر أوشفيتزبيركيناو الموجود في بولندا, أكبر معسكر إبادة اليهود, فقد قتل في معسكر الإبادة هذا أكثر من مليون يهودي في غرف الغاز, وألاف عديدة لقو حتفهم بسبب سوء التغذية و الأمراض و سوء المعاملة.
داخل ألمانيا قام النازيون بتمييز اليهود عن الآريين بإجبارهم بحمل اشارة نجمة صهيون و تقييدهم في أماكن إقامتهم في ظروف اللاإنسانية, وفي المرحلة الثانية تم تجميع اليهود في معسكرات الإعتقال في داخاو وبوخنفالد وزاكسينهاوزن, قبل بدء الترحيل المنظم الى خارج ألمانيا في أكتوبر 1941. قد رحل الكثير من يهود أوروبا الى معسكر وارسو الذي جمع فيه مئات الألاف من اليهود, حشدوا هناك في ظروف اللاإنسانية, مات 100 ألف منهم بسبب الأمراض و سوء التغذية, كما قتل 10 ألاف يهودي أثناء إنتفاضة اليهود في نفس المعسكر. بدأت من وارسو عمليات ترحيل مئات الألاف من الرجال و النساء و الأطفال الى معسكرات الإبادة الجماعية, وهناك قتلوا.
قام النازيون بترحيل المزيد والمزيد من اليهود إلى معسكرات الاعتقال, وخاصة من أوروبا الشرقية و كذا أوروبا الغربية , من أجل العمل للإنتاج الحربي, لزيادة إنتاج وسائل الحرب في ظل ظروف العمل الوحشية, مات منهم الكثير نتيجة العمل القسري وسوء التغذية والأوبئة. بإرتفاع عدد السجناء المسجلين و الزيادة المفاجئة في عدد العمال و سوء الظروف الحياتية في المعسكرات, أندلع التمرد و الإنتفاضات اليهودية.
في 19 أبريل 1943, تحركت وحدات القوات الخاصة إلى المعسكرات, و تم إخماد الإنتفاضات المسلحة, وقتل الآلاف من يهودي المنتفضين أو ماتوا في المخابئ.
في النصف الثاني من الحرب, بدأ أطباء قوات الأمن الخاصة بعمليات القتل المستهدف في جميع معسكرات الاعتقال تقريبا. كما قاموا بإخضاع عدد لا يحصى من المعتقلين لتجارب طبية قاسية قتلت الآلاف.
الإبادة الجماعية المنظمة التي بدأت في عام 1942 ضد اليهود الذين تم ترحيلهم إلى أوروبا الشرقية منذ عام 1941, الى معسكرات الإبادة مثل خيلمنو, بيلزيك, تريبلينكا وسوبيبور, فالإبادة لم تستثي اليهود داخل أراضي الريخ الثالث. معسكرات الاعتقال بما في ذلك معسكرات أوشفيتز ولوبلين (مايدانيك), والتي تم تضمينها في الإبادة الجماعية المنهجية من عام 1942, كانت كذلك أماكن العمل الإجباري لليهود القادرين على العمل, و الذين سيتم إبادتهم من خلال العمل القسري, و "البقية", وخاصة الأطفال وكبار السن والضعفاء, فقد قتلوا في غرف الغاز فور وصولهم.
قد وصل نشاط الإبادة الجماعية لليهود الى ذروته بالقتل الفضيع داخل غرف الغاز او في عرابات الغاز, ليتم من بعده إحراق الجثث لإخفاء آثار الجريمة, و أستعمل هذا الاسلوب في القتل الجماعي بشكل آلي في كل معسكرات الابادة الجماعية.
لقد تمكن القليل من اليهود الهروب من الغيتوات التي حشروا فيها, و قتل ستة ملايين يهودي ما بين غرف الغاز او الرمي بالرصاص او لسوء التغذية و الأمراض, و لم يحرر الحلفاء إلا القليل من اليهود من بقي حي.
الابادة الجماعية لليهود رجالا و نساءا و اطفالا ارتكبها النازيون مستمدين أساليب القتل والتمييز من ايديولوجية تصنف الناس على اساس العرق و الثقافة و اللغة, تميز بين العرق الاعلى و العرق الدوني.
لم تكون المحرقة نتيجة مباشرة للإنتقام من الشعب الذي خان يسوع و ساقه للقتل, وإنما المعادات لليهود نبعت من المرجعية الإيديولوجية العرقية للإشتراكية القومية, بالإستناد على أسطورة العرق اليهودي المدمر العالم, من خلال التأكيد على أن اليهود هم منتجوا الرأسمالية الإستغلالية و المستفيدون منها, و هم كذلك حاملوا الفكر الإشتراكي الماركسي و هم وراء المؤامرة العالمية ضد المصالح الوطنية و هم المتأمرون من أجل القضاء على العرق الآري. هذه الأطروحة التحريضية المعادية لليهود لا تختلف على الأطروحات الشوفينية العنصرية السائدة حاليا في الكثير من البلدان و خصوصا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, المنتجة للكراهية و الحقد و المعادات لليهود و كذا المعادية لحقوق شعوب المنطقة.
انهزم النظام النازي, لكن الإيديولوجيات العرقية الشوفينية تمددت في العالم مع الإستعمار و الجماعات الإستطانية أو الجماعات المتبنية للهويات "العلوية", و قد أوجدت لها قاعدتها الأجتماعية, تبث سمومها العرقية, و أساطيرها عن اللاتساوي الشعوب, وتفضيل الآلهة لشعوب عن آخرى. أن الإيديولوجيات العرقية, كما برهن التاريخ, أن سلطويتها تعني الكارثة الإنسانية, فإبادة اليهود درس لكل الشعوب أن تعي ضرورة النضال ضد الإيديولوجيات العرقية والإستعمارية سواء في شكلها القومي القهري أو الديني الظلامي, فالهدف الإستراتيجي لهذه الأيديولوجيات هو إستعباد الشعوب و تدمير البشرية و في أحسن الأحوال التحول الهوياتي للشعوب المقهورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس