الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتال العمالقة، العسكرية الفلسطينية ١٩٧٣١٩٩٤

مهند طلال الاخرس

2022 / 1 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#قتال العمالقة، العسكرية الفلسطينية 2ج 1973-1994
كتاب موسوعي وتوثيقي ضخم من اعداد وتأليف اللواء مازن عزالدين، والكتاب يقع على متن 446 صفحة من القطع الكبير، وهو من اصدار الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في رام الله/فلسطين سنة 2014.

هذا الكتاب هو الجزء الثاني من محصلة جهد وتقصي مضني ومرهق للتوثيق وحفظ المشروع الوطني (عسكريا)، وكان قد سبقه في عام 2009 اصدار الجزء الاول والذي تحدث عن العسكرية الفلسطينية من 1948-1973 .

يتناول الكتاب دور القوات الفلسطينية في حرب اكتوبر 73 على مختلف الجبهات ونتائجها السياسية على م.ت.ف ، ثم يتحدث الكتاب عن الحرب الاهلية اللبنانية، وقتال الثورة على جبهتين، والتحولات في الموقف السوري ،ثم يتحدث عن حرب الليطاني وتطور التجربة القتالية الفلسطينية، ثم يتحدث الكتاب عن المواجهة الشاملة، واجتياح بيروت، واهم المعارك، واهم القطاعات، ونتائج الحرب، والخروج الى عدة دول عربية وتوزع القوات فيها.

ثم يتحدث الكتاب في الباب السابع عن معارك ثانوية ارغمت الثورة على خوضها : كالتجربة في ليبيا واوغندا وغيرها، ثم يتحدث عن الانشقاق، وحرب المخيمات، وعمليات أسر الجنود الاسرائيلين الى حين العودة الى ارض الوطن واقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، مضافا اليه مجموعة من الملاحق والفهارس الغنية.

هذا إستعراض لاهم عنواين الكتاب ومحطاته، لكن ما يميز هذا الكتاب(بالاضافة الى الجزء الاول وكتاب الطريق الى طرابلس) التوثيق الغني للاحداث والاشخاص والامكنة والازمنة، وبعيد كل البعد عن الاستعراضات والمجاملات والتلفيق وما شابه من امراض تصيبنا بالعمى وتسيىء الى تاريخنا وارثنا النضالي، اضافة الى اعطاء الرواد الاوائل نوعا من التكريم ويساهم مساهمة جدية وحقيقية بحفظ عطائاتهم وتضحياتهم بالاسم والزمان والمكان والحدث، بالاضافة الى ذكر وحفظ تراث القوات وتكوينها، ومختلف الاجهزة والقطاعات ومساهماتها في العمل الثوري والوطني.

كل هذا يضاف الى قيمة الكتاب البحثية والتوثيقية والتاريخية، والاهم من كل ذالك ان هذا الكتاب جائت أسطره ممن ساهم فعليا (بالكلمة والبندقية) وخطوة خطوة في العمل الفدائي والعسكري الفلسطيني، فجاء الكتاب من صانع للحدث وشاهد عليه ومراقب احيانا ومحققا وموثقا أحيانا أخرى.... كل هذا تأتى للكاتب كونه من الرعيل القيادي الاول، وممن واكب الثورة منذ انطلاقتها، وتدرجه في كافة المواقع والرتب، وكان من المنحازين دائما للشرعية.

كتاب رائع، يستحق أن يقرأ اولا، وان يقتنى ثانيا كمصدر ومرجع موسوعي يحفظ إرثنا النضالي والوطني في ذاكرة الاجيال المتعاقبة.

أبدع الاخ المناضل مازن عزالدين في كل حرف خطه وفي كل إسم مناضل ذكره بين ثنايا أسطره، لينتصر لذاكرتنا الوطنية، ويدافع عنها خير إنتصار كعادته دائما، حيث كان في الخندق الاول في الدفاع عن الثورة، وفي خوضه جميع معاركها، كي لا تسقط الراية ، فأمثال صاحبنا يدرك المعنى المقصود في حفظ الذاكرة الوطنية وتنقيتها من الشوائب وتوريثها بافضل حُلّة للاجيال القادمة، فهذه امانة التاريخ ومن حق الاجيال القادمة.

اخيراً وليس آخراً هناك قاعدة تقول: ان اي مستقبل نريده هو من يحدد أي ماض سنتذكره. انا وامثالي ممن يؤمنون بهذه القاعدة -واحسبهم كُثر- ، نشترك جميعا بأننا نهدف لذلك المستقبل ونصبوا اليه بجد وامل ؛ لكن صاحبنا-مازن عزالدين- كان دائما ما يفاجئنا بحضوره وبتقدمه علينا بأكثر من خطوة في هذا الميدان.

امثال صاحبنا -مازن عزالدين- تجسيد حقيقي لما ذهب اليه محمود درويش في مقصده :" من يكتب حكايته يرث ارض الكلام، ويملك المعنى تماما".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا