في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة العربية والعالم على إيقاع تداعيات وإنهيار نظام البعث الصدامي ، وتبلور رؤى سياسية جديدة ، وتصاعد التهديدات الإرهابية من الجماعات الإرهابية والأصولية المنفلتة من عقالها والفاقدة لرشدها أو من خلال تصاعد الإرهاب الإسرائيلي الشاروني المجرم بتصعيده للهجمة العدوانية والإرهابية الشرسة ضد إخوتنا في فلسطين ، يخرج علينا وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر راعي الجزيرة وممولها التي يعتبرها سلاحه البعيد المدى لمهاجمة الخصوم والأصدقاء والحلفاء وإثارة حملات الغبار الموقوتة ، بتصرفات غريبة ، وتصريحات إستفزازية أشد غرابة ، وتحركات سياسية غير مفهومة المغزى والهدف ،  ضاربا عرض الحائط بكل مآسي الأمة ، مصورا نفسه ودولته على أنهما شيء كبير في الإستراتيجية الدولية ! ومتجاوزا لكل المحرمات والمحظورات والخطوط الحمراء ، ليدوس بأقدامه الأميرية على قدس أقداس الأمة ، ويتبرع بحملات تطبيعية تجاوزت حالات الهرولة بكثير ودخلت ضمن تصانيف لاأستطيع وصفها بعبارة محددة سوى بكونها قفزا على الوقائع ونفخا مريضا بالذات ، وتجسيدا لعظمة وإمكانيات ليست موجودة ولامتوفرة ؟ وسجل دولة قطر ( العظمى ) في موضوعة الصراع العربي / الإسرائيلي ، سجل متواضع لدولة وشعب صغيرين على هامش الصراع التاريخي ولادور حقيقي لهما في ملفات الصراع المحتدم سوى تلك الملفات التي توفرت بعد ( خلق ) قناة الجزيرة والتي عرفت العالم والإعلام الدولي بدولة إسمها قطر كانت معروفة سابقا من خلال مجلتي (الدوحة)الثقافية التي أغلقت لضيق ذات اليد!! ومجلة ( الصقر ) الرياضية التي كان لها دورها خلال العقدين المنصرمين في الساحة الرياضية في الخليج ؟ وماعدا ذلك لم يعرف عن قطر نزاع أو ضراب أو قتال حتى أطل علينا  حمد بن جاسم بن جبر بدبلوماسيته الجديدة الخارجة عن المألوف والمتجاوزة لإمكانيات قطر المحدودة ، وعلاقاته الدبلوماسية المعقدة والجامعة لكل النقائض والغرائب والأعاجيب؟ فهو مع الإسرائيليين بلا حدود ولاسدود وبصراحة لايتخيلها إنسان ؟ ومع ذلك فقد كان مقربا جدا من بلاط صدام البائد ! وكان له حضوره المباشر والفعال ( كبريد الهوى ) بينه وبين الأميركان والإسرائيليين أيضا ؟ كما أن علاقات أطراف مهمة في السلطة القطرية بالنظام الصدامي البائد كانت معروفة وموثقة بالهدايا والعطايا المتبادلة وطائرة ( صقر الخليج ) المهداة لصدام ليست بغريبة عن الأذهان ؟! ، كما أنه أي وزير خارجية قطر في الوقت الذي يرتضي فيه لنفسه أن يكون محاورا ووسيطا لعصابة شارون يقف أشد المواقف عدائية وتربص من السياسة السعودية ليناكف المملكة في أكثر من موقع ومناسبة ، وليكون للأسف غطاءا للجرائم العنصرية الدموية الصهيونية ضد إخواننا في فلسطين ! وهي مهمة لاعلاقة لها بالفن الدبلوماسي وإدارة العلاقات العامة قدر علاقاتها بمخططات إستراتيجية مشبوهة يراد تمريرها ؟ ولاأدري حقيقة ماسر تهافت السياسة الخارجية القطرية على التسويق للحلم الإسرائيلي بالتطبيع مع العالم العربي ؟ ولانعلم سر القوة الإستراتيجية التي تمتلكها قطر لتسوق لمشاريع وأحلام ميتة ؟ فهل لوجود سفارة إسرائيلية في الدوحة أي أثر على عملية السلام العربي/ الإسرائيلي ؟ ومالذي تستطيع قطر أن تقدمه لملف الصراع سواءا من ناحية الحرب أم السلام ؟ ولماذا هذا التهافت على تطبيع لاجدوى من ورائه في ظل حالة الإنهيار التام في العالم العربي بعد الدمار الإستراتيجي الذي تسبب به نظام البعث المهزوم عبر تكسيحه لكل إمكانيات العراق والأمة العربية في حروبه الفاشلة والتي أدت للأسف لحالة الإنكشاف والعري الإستراتيجي التي نعيش فصولها اليوم ؟ وفي ظل الإنشغال العالمي والإقليمي بالوضع في العراق وبتصاعد نيران الإرهاب الأصولي يطل علينا الشيخ حمد بن جاسم بنظرياته التطبيعية وبتصريحاته الرنانة ، وبعباراته الذئبية التي تورط أكثر مما تنفع ؟ فلماذا يتورط الشعب القطري الطيب المسالم بمشاريع مشبوهة لاطائل من ورائها سوى الشهرة الإعلامية ولفت الأنظار ؟ ولماذا المقامرة على البقية الباقية من كرامة الأمة في رؤى ومشاريع إنبطاحية لاجدوى من ورائها؟

لماذا كل هذا الإنبطاح يامعالي الوزير الخطير ؟ .