الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون والكويتيون ... ضحايا الجريمة .. ووحدة المأساة ؟

داود البصري

2003 / 5 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                           
 

رغم مرور أكثر من ستة أسابيع على تلاشي وإضمحلال وإنهيار نظام البعث الصدامي البغيض والإنكشاف المتوالي لجرائم النظام الفظيعة ومحارقه البشرية ، ومقابره الجماعية ، والخسائر الهائلة الفظيعة التي عاناها العراقيون في ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي ، لم تزل قضية أسرى ومغيبي أشقاؤنا في الكويت تمثل حالة مأساؤية مستمرة في ظل مجهولية مصيرهم ، وعدم تحديد أماكن وجودهم ، رغم إستعانة السلطات الكويتية بكل الوسائل البشرية والإستخبارية ووسائل الترغيب المادية عبر الجوائز وكذلك إستقبالها لبعض عناصر السلطة البعثية الذين تحولوا لمعارضة في مراحل متأخرة وحيث سبق لهم الإشراف المباشر على مراكز القتل والتعذيب والإبادة الجماعية وتبؤوأ أرفع المناصب ونالوا شتى الأعطيات و( المكارم ) الرئاسية من أمثال اللواء وفيق السامرائي المدير الأسبق لجهاز المخابرات العسكرية العراقية سيء الصيت! والذي يمني النفس حاليا في ظل المهزلة القائمة في العراق بلعب دور إستراتيجي ومحوري في عراق المستقبل ؟ وهي قمة المأساة بطبيعة الحال ؟ وحيث تتهيأ جميع القطط السمان والنحاف وجميع ألوان العمائم لخطف وهبش الكيكة العراقية الهشة والدسمة بآن ؟! ، وحيث نشاهد اليوم العجب العجاب في المشهد السياسي العراقي الداخلي وحواشيه ، وتطل علينا وأمام نواظرنا يوميا وجوه وأسماء ماأنزل الله بها من سلطان ؟ وحيث تطاول المهربون والدلالون والسماسرة وبعض الذين كانوا من النائمين في العسل والذين تقلبوا على موائد السلاطين ليقدموا أنفسهم وأوراق إعتمادهم للعراقيين في كونهم المنقذ من الضلال ، والقيادات الملهمة ؟ وبعضهم كالفرطوسي وأضرابه نصب من نفسه إماما معصوما على القوم وقائدا لمليشيا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ بينما لم نر بطولاته وعنترياته إلا بعد أن أنجز الأميركان المهمة ؟

على كل حال ، وكي لانشتط بعيدا عن فكرتنا الرئيسية وموضوعنا الأساس ، فإن إستمرار إكتشاف مسلسل المقابر العراقية الجماعية قد قرب للأذهان المصير المحتمل الذي لاقاه أسرى الشعب الكويتي الذين ظل النظام ينكر وجودهم منذ إنتهاء حرب تحرير الكويت ؟ ورغم وقوع العديد من القيادات الأمنية والإستخبارية البعثية المهمة في قبضة قوات التحالف كالمجرمين برزان التكريتي وحمزة الزبيدي وقادة ألأمن الخاص وبعض قادة الحزب البعثي النازي ، وبحوزة هؤلاء دون شك معلومات إستخبارية حاسمة ومهمة لأنهم لم يكونوا مشغولين بقلي البطاطا ، بل بالحفاظ على السلطة عبر تنظيم المجازر الجماعية المهولة ، ونظرا لإنكشاف أوراق صدام في سنواته الأخيرة وحرجه الشديد في قضية مصير أسرى الكويت فلابد أنه قد تصرف بالطريقة البعثية المعروفة وهي ( السحق حتى العظم )! وطوي الملف نهائيا عبر دفن القضية ومادتها وشهودها ليتكفل التاريخ وكتائب الإرتزاق في الإعلام العربي الممول بالتشويش على الموضوع وطمسه نهائيا عبر عملية خلط الأوراق التي كان يجيدها النظام البائد جيدا ؟ وحتى اللحظة لم يتم التاكيد النهائي والحاسم على نوعية وتبعية الجثث المكتشفة في مقابر الحبانية كويتية كانت أم عراقية ؟ إلا أن المأساة تظل السمة المشتركة لشعبي البلدين الشقيقيين ولانقول سوى عظم الله أجوركم أيها العراقيون والكويتيون ، والعار للقتلة والفاشست ومن دافع عنهم وروج لهم .. ولاحول ولاقوة إلا بالله.

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ