الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن المتافيرس

امال طعمه

2022 / 1 / 30
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


في زمن المتافيرس

في زمن المتافيرس والخيال الذي أصبح الواقع ومحاكاة الأماكن والمشاعر في زمن الإنسان يتحول به إلى ظل والمشاعر تحولت إلى صور متحركة تمثل حالة فرح أو حزن نجاح أو فشل ،في زمن تبدو كتابة بعض كلمات التهنئة ثقيلة أحيانا فيكون هنالك رد تلقائي حين كتابة رسالة أو صور متحركة جميلة الالوان براقة، تختار ما يعجبك منها وترسلها هنا وهناك ،تغنيك عن الكلمات وعن المشاعر في زمن الرد الآلي والمشاعر الجاهزة و قولبة الكلمات لتصبح متكررة في زمن ما عدنا فيه نستذكر بعض العبارات وننسى الكثير من المفردات، غابت عنا وهجرتنا فلم نعد لها بمحتاجين فكل شيء جاهز ولسنا بحاجة أن نتعب أنفسنا بحفظ معاني هرمت مع الزمن ...في زمن أصبح الخيال هو الحقيقة ...لم يعد هناك عالم افتراضي فالافتراضي أصبح هو الأساس !
قد يكون الزمن, الظروف, العجالة التي نعيش فيها ،السباق المحموم الذي نتسابق فيه لنصل إلى الأفضل والأسهل!
ترى هل نحن الآن أفضل بمعنى بنيتنا وليس ظروفنا،هل لو رجع الزمن بنا إلى الوراء وعدنا بالزمن كأفلام هوليوود إلى عصور خلت،هل نقدر أن نتعايش مع قساوتها رغم أننا الآن أفضل من الماضي، قد نكون أفضل ولكننا أضعف، أضعف بكل شيء ... بالإحساس ،بالتحمل ، بالانتماء ، بالصبر....هشاشة حداثية نعيشها لم يكن الإنسان هشا وسطحيا بهذا المقدار في يوم ما، لم يكن الإنسان عارفا بما حوله بقدر ما يعرف اليوم لم يكن الإنسان يوما قادرا كما هو قادر اليوم ،لم يكن الإنسان متفردا يوما ما بقدر ما هو اليوم،لم يكن الإنسان على تواصل ولو "افتراضي" يوما ما كمثل ما هو اليوم وبذات الوقت لم يكن الإنسان متغربا عن نفسه يوما ما بقدر ما.هو اليوم ولم يكن يوما ما منعزلا كما هو اليوم رغم كل هذا الصخب بالتواصل ،قد يحادث الإنسان نفسه وهو يكتب بعض الكلمات تعليقاً بمدح أو ذم على أحد المنشورات و قد يخلص بعد هذه المحادثة السرية مع نفسه إلى أنه ما الجدوى من التعليق؟! وما أهميته بين زحام كل تلك الأفكار التي مسيرها للنسيان!
تبدو الأشياء كلها اليوم سهلة على بعد كبسة زر فقط وبقدر ما هي سهلة بقدر ما هي خاوية المعنى لا تعطي إشباعا في اقتناءها ولا لذة في الحصول عليها قد أكون متجنية فعصرنا فيه كل التسهيلات والحلول الجاهزة فلمَ التعب ولمَ العتب على هذا الزمن الذي فرض أطره الافتراضية بجدارة حتى أصبحت أصلا ولا غنى عنها عند الكثيرين.
هذا العصر، عصر "الراحة "فالإنسان قد استقر بتفكيره إلى مدلولات معينة والحياة بحد ذاتها لم تعد لها القيمة العليا، القيم أصبحت مرسومة بفضاء أزرق ومحددة من رغبات القلة، فتلك الخلطة مثيرة للصخب ومحفزة للاستقطاب و يعززها تجمهر مخيف لقضايا هامشية وأحداث تافهة،
في هذا الزمن الذي به امسكنا الفروع واهملنا الأصل، الزمن الذي يحارب قيماً ثابتة لصالح تفاهات هل يكون فيه الإنسان أقوى ام أضعف ؟!
في زمن "أنا في الترند اذن أنا موجود" في زمن اللايكات والقلوب والوجوه الغاضبة أو الحزينة، في هذا الزمن ،زمن" العالم قرية" ربما حتى أصبح "حي كبير ", في زمن كله انفتاح وباب الجار مغلق أمام جاره ,لا بل أن قلب الإنسان منغلق على ذاته قبل غيره!

في هذا الزمن ،لم يكن الإنسان وحيداً بذاته يوما ما مثل ما هو اليوم رغم أنه محاط بعدد كبير من البشر... وكأن عن كلهم أشخاص افتراضيين فالوحدة حقيقية والصداقة افتراضية!

يبقى الإنسان في تيه أفكاره غارقا ووحيدا، وكلما اعتقدنا أننا نقترب. .... اقتربنا بالوهم وبعدنا أكثر بالحقيقة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة