الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة لن تكتمل النهاية

نجلاء صبرى

2006 / 9 / 4
الادب والفن


سيزيف ؛
.
أين أنت مني ؟؟ هل سلبوك اللهيج أم حزنك فاق حزني . هل باتت قدميك تعشق الغوص والطفو في كبد الصحارى ؟
وهل ما زالت الآلهة لا يشغلها سوى نكبات قلبك وقلبي ؟؟
هل ما زلت رحالا ً للأعالي تحمل فوق ضميرك فرحا ً لتهديني إياه أو عبثا ً فأستكين .. أم أنك سئمت فاعتمرت ثوب التلاشي وبت كل ذي دمع تراقبني .
.
لجنوني أمنية يرهقها السكون ؛
فهلا نقرت باب الوجع فى غيابي لتلملم بعض من هداياه لي بالأنين وتحملها عني .. فيا لتعاستي إن لم تجد الوجع على بعد انتظار ونقره ويا بؤس عصافيرما زالت تفقس بقلبي
.
هلا لملمت البّرد من عيون الحيارى ومن دروب تعاكس العاشقين لتطفأ بها نار تشتعل فى أوتار ضميري ..
.
" سيزيف "
فتت صخور الحياة وإبني منها مغارة تستر حزني فما عاد شىء فى الكون يحتملني .وسادتي سئمت تسرب دمعي وباتت تقطر معي من مقل السهاد بعض من حنين .. وفاض سريري بصراخي فهاجرتنى قطينات مرقدي وسكنت فسحة فى السماء ، ألم ترى كيف هو الغيم بلون انتظاري وتشكيل ظلي ؟؟!!
.
سيزيف ؛
عبر ذي حًلم وجدتهم يرثون جسدي .. يجتمعون فى الوجود وينتحبون ويصطخبون بالعويل . وأنا لا أزال أكره صوت الصراخ ولون الصراخ وجسد الصراخ .. لا أزال كروحي متكورة على طرف سريري . على طرف ضميري . على طرف عمري لا أزال كطفل يخبيء وجهه بكفيّ الرياح .
.
يتكور كعجينة تبغي التخمر والفزع يشاطره الانحناء . وجدتهم يرمقوني ويصرخون .. وجدت أفواههم تنفرج فيشهقون بابتلاع آخر ضحكاتي المتبعثرة فى أجواز الفضاء .. ويعاقبونني بزفير يتراكم أثقل فأثقل فأفقد ظلي
.
سيزيف ؛
كما هو عذابك يا ابن الجحيم وكما هو قدرك الصخري لا ينتهي باتت نجاتي من مآسي الحياة انفراج لغوص جديد في مأساة تفوق صبري فلا شىء يفوق حزني .. لا شىء يفوق حزني وجميع الآلهه خائنون ..
أخبرهم سيزيف أخبرهم أن يتركوني لحزني ... فغدا ً سيشرق عمري من جديد على حافة الموت
*أنتظرك فى التلاشي
.
أنتظرك على حافة جُرح وانكفاءة ..
فلا أنا كزوجتك أطاعتك بتناقض للمشاعر فلم أترك جسدا ً كجسدك فى ساحة الرعاع .. ولم أعبأ مثلك بنور الحياة ووهج الحياة ولون الحياة بل تسربت فى كل قلب أجمع الأحزان لونا ً لدمي وأترك شطرة من رغيف إبتسام
فهل أستحق هذا العقاب ؟؟!!
.
فلتعلم أني " ما خلقت عينايّ للشرود ولا خُلِقْ حزني للتسكع على أطراف الشفاة .. ولا كان مصير عشقي كمصير السراب من كنف الوضوح وضياع الحقائق ..
.
كأس الضمير طفحت مرارا ً وعززتها أيادى المواقف وبت فى نصف الطريق متشققة تنشد ارتواء فلا سبيل للتراجع في عرج الخيال ولا سبيل للمواصلة فى تفتت الحنايا .. بت مصعوقة ببرق الحقيقة فغدت أطرافي رمادا ً والقلب ما زال ينشد لحنًا مفقود النغمات .
.
يغافلني الحنين ويبدأ عزفا ً لـ لحن مر عليه زمن ودهران ويطلق تنهيدة تهفو كنسمة صيف سرمدي ؛ يغافلني ويرنو من طرف الضمير ليصفع ذاتي ويصفع عمري ويبنش فكري ويكبل طريقي ويؤكد أني ملعونة بالحكايا .. ويؤكد أني لا أزال فى طور الإنبات ولا أزال أحتاج فيضًا من رعاية .. لا أزال أحتاج التعري فى حوض الحياة .. يؤكد أني لم أتقن بعد صدَّ مسامعي عن خوار الوجود ؛؛ و لم أتعلم أصول الغناء .. أصول النغمات .. أصول الإيقاع .. لم أتقن بعد رقص الثعابين أو تغيير ثوبي ما بين حزني وبيني ..
.
وها أنا لا أزال أسهب ولا يصل طرف معنى يختلج فى حشايا..
.
سيزيف ؛
يبدو أني ما عدت أتقن السفر فيك ولا فى الآخرين .. وأن القصة لن تكتمل النهاية ؛؛
لن تكتمل النهاية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة